اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
بقلم: أبوسلمان لقد كان عام 2024 الماضي عاماً حافلًا بالعديد من الفعاليات الدبلوماسية لإمارة أفغانستان الإسلامية، وكان الجهاز الدبلوماسي فيها أكثر فعالية ونشاطًا؛ مما ساهم كثيراً في تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة، والذي لفت الانتباه إلى الحكومة الأفغانية الجديدة التي تركزت -منذ البداية- على الاقتصاد، وانفتحت على جميع الدول بما فيها الدول العربية والتي تربطها […]
بقلم: أبوسلمان
لقد كان عام 2024 الماضي عاماً حافلًا بالعديد من الفعاليات الدبلوماسية لإمارة أفغانستان الإسلامية، وكان الجهاز الدبلوماسي فيها أكثر فعالية ونشاطًا؛ مما ساهم كثيراً في تعزيز العلاقات الثنائية والمتعددة، والذي لفت الانتباه إلى الحكومة الأفغانية الجديدة التي تركزت -منذ البداية- على الاقتصاد، وانفتحت على جميع الدول بما فيها الدول العربية والتي تربطها بها الصلات الدينية والمشتركات الثقافية والتاريخية العريقة.
وعلى هذا الصعيد، ومنذ شهور، نشاهد التحركات الأفغانية-العربية الفعالة، وتحديدًا بين الجانب الأفغاني وبين البلدين الشقيقين؛ المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة العربية، تحركات دبلوماسية قيمة ستمثل دوراً واعداً في العلاقات الثنائية وحتى المتعددة؛ من حيث أن العرب -وإن كانوا دولاً- أمة واحدة وذات اشتراكات عديدة وثيقة في شتى المجالات.
وفي هذا المجال جاءت لقاءات عديدة لمسؤولي إمارة أفغانستان الإسلامية مع مسؤولي هذين البلدين، وخاصة لقاء وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي مع فيصل بن طلق البقمي سفير المملكة العربية السعودية، وكذلك لقاءه قبل ذلك على هامش اجتماع “صيغة موسكو” مع ممثل المملكة، والذي تناول فيه العلاقات الثنائية.
وكذلك لقاء مولوي عبد السلام حنفي، النائب السياسي لرئاسة الوزراء في الحكومة الأفغانية، مع فيصل بن طلق البقمي، سفير المملكة العربية السعودية في كابل.
وأكد الجانبان في هذه اللقاءات على توسيع العلاقات طويلة الأمد بين البلدين في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، وأن المملكة العربية السعودية وأفغانستان، دولتين مسلمتين وصديقتين، تربطهما علاقات طويلة الأمد، وتحاولان توسيع هذه العلاقات وتعزيزها في المستقبل.
وتأتي الاجتماعات مع السفير السعودي في الوقت الذي أعادت فيه السعودية مؤخرًا فتح سفارتها في كابل. وتُظهر عملية إعادة الفتح هذه رغبة المملكة العربية السعودية في التفاعل مع الإمارة الإسلامية ولعب دور في مستقبل أفغانستان.
وبالنسبة للإمارات العربية المتحدة؛ جاءت زيارات قيمة حيث التقى الملا محمد يعقوب مجاهد برئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في لقاء يُعد نادراً عند معظم المحللين، وجاء اللقاء لإجراء محادثات تتعلق بتعزيز العلاقات.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيانها: إن الجانبين ناقشا “تعزيز العلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين وقضايا مهمة أخرى”.
وقد اختتم وزير الخارجية الأفغاني، مؤخراً، زيارته الرسمية إلى دولة الامارات العربية المتحدة، والتي أسفرت عن تحقيق إنجازات مهمة على صعيد العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي بين البلدين. وركزت الزيارة، التي استمرت عدة أيام، على مناقشة القضايا الحيوية التي تواجه الشعب الأفغاني، فضلاً عن استعراض سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والدبلوماسي.
وقبل ذلك، شارك وزير داخلية الإمارة الإسلامية؛ سراج الدين حقاني ، في المحادثات.
وقال المتحدث باسم الإمارة الإسلامية ذبيح الله مجاهد في منشور على منصة X: إن الجانبين تحدثا عن تعزيز العلاقات الثنائية، والحصول على تعاون الإمارات في قطاع الصحة والبنى التحتية للمؤسسات الأمنية التابعة للحكومة الأقغانية، إضافة إلى إطلاق سراح السجناء الأفغان من سجون الإمارات، وتسهيل إصدار التأشيرات للأفغان ومشاركة الإمارات في إعادة إعمار أفغانستان وفي القطاعات الاستثمارية.
جاءت هذه اللقاءات ضمن جهود تبذلها الإمارة الإسلامية لتعزيز التعاون مع الدول العربية والخليجية.
وتدير الإمارة الإسلامية منذ سنوات مكتبا سياسيا في قطر، حيث يلتقي كبار زعماء الإمارة الإسلامية في كثير من الأحيان مع المسؤولين الأجانب، ولعب هذا المكتب دورا كبيرا في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
المخرجات المهمة لهذه اللقاءات والزيارات:
* الاقتصاد هي المسألة المهمة في هذه اللقاءات، حيث أصبحت أفغانستان آمنة مستقرة أكثر من أي وقت مضى، ولها مكانة مرموقة من حيث فرص الاستثمار القيمة في شتى المجالات، لا سيما أن كثيرا من الدول في المنطقة والعالم أحرزت قصب السبق في هذا المجال، ولا يمكن التغافل عن هذه الحقيقة، وهذا ما أدركته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
* إقامة العلاقات مع الدولتين؛ المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة العربية أمر مهم جداً سينعكس على إقامة العلاقات مع الدول العربية الأخرى، من حيث أن هاتين الدولتين تمثلان الدول العربية الأخرى، في الاقتصاد والتأثير السياسي والثقافي.
* إن الشعب الأفغاني له علاقة وثيقة بالإخوة العرب، ولهذه العلاقة خلفية تاريخية قيمة، فمن البديهي أن تكون بين الشعب الأفغاني والشعوب العربية رغبات في جميع المجالات، لا سيما وأن بينهم اشتراك ديني وإيماني، والشعب الأفغاني يفضل استثمارات الدول العربية على استثمارات سائر الدول.
* الدول العربية لها دور فعّال في العلاقات بين الحكومة الأفغانية والدول الغربية والمجتمع الدولي، والخلفية حاضرة؛ حيث لعبت دولة قطر الشقيقة دوراً هاماً في إبرام “اتفاقية الدوحة”، وكان لها دور لافت في وضع نقطة النهاية لسنوات الحرب والاحتلال في أفغانستان. فالباب مفتوح لجميع الدول، بما فيها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، للعب دور إيجابي بين أفغانستان والمجتمع الدولي ورفع الحصار الظالم وإيقاف تجميد أموال الشعب الأفغاني.
* في هذه السنوات الثلاث، كان الرسم البياني الدبلوماسي يرتفع بشكل مستمر للإمارة الإسلامية، حيث بذل جهازها الدبلوماسي جهوده، ومد يد الصداقة للجميع ضمن أطر محددة، وأظهر بشكل خاص رغبته للأشقاء العرب، ويبدي رغبته دائماً في توسيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية، وهذا يعني أن الجانب الأفغاني مستعد لأي اقتراحات تضمن توسيع العلاقات في مختلف المجالات.
وعلى كل حال، آفاق العلاقات تبدو مشرقة مع الدول العربية، وتنمو يومًا بعد يوم. وتشير القراءات بأنها آخذة في التوسع والازدهار بإذن الله. وقد وصف الباحثون والمحللون هذه اللقاءات بأنها خطوة استراتيجية نحو تحسين العلاقات بين أفغانستان والدولتين الشقيقتين، مع توقعات بأن تسهم في دعم الاستقرار الاقتصادي وتعزيز التعاون الثنائي في المرحلة المقبلة، وهذا أمر عقدت عليه آمال الشعب الأفغاني والشعوب العربية.
دیدگاه بسته شده است.