أفغانستان؛ من الانقسامات إلى الوحدة

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد من الداخل والخارج، إلا أن الإمارة الإسلامية أثبتت أن الشعب الأفغاني قادر على تجاوز الخلافات العرقية والطائفية وتحقيق التعايش السلمي ضمن إطار نظام يحترم قيمه الدينية والثقافية. 

 

 

منذ أن استعاد الشعب الأفغاني حريته واستقلاله في عام 2021 تحت قيادة الإمارة الإسلامية، بدأت ‎أفغانستان تشهد تحولًا جذريًا في توازناتها الداخلية، ما كان يعتبر مستحيلاً في ظل الأحداث والتحديات المعقدة التي مرت بها على مدار عقود من الزمن.

وواحدة من أبرز الإنجازات التي حققتها الإمارة الإسلامية هو الوحدة الوطنية، إذ استطاعت الحكومة التي تترأسها الإمارة الإسلامية جمع شتات الشعب الأفغاني بمختلف قومياته وعرقياته وأطيافه، بعد أن كانت البلاد ممزقة بفعل التدخلات الأجنبية والانقسامات الداخلية.

وهنا نسلط الضوء على أبرز النقاط التي توضح كيف تمكنت الإمارة الإسلامية من تحقيق هذه الوحدة في أفغانستان:

1. تحقيق الوحدة بين الأقوام والقبائل الأفغانية

أفغانستان، التي تتكون من مجموعة متنوعة من الأقوام والقبائل المختلفة مثل البشتون والطاجيك والهزارة والبلوش، كانت قد عانت لسنوات طويلة من الصراعات العرقية والطائفية التي أشعل المحتلون نارها لفترة طويلة.

لقد سعى الاحتلال الأمريكي على مدار سنوات إلى تعزيز هذه الانقسامات بهدف خلق فوضى داخلية تُضعف قدرة الدولة على الصمود والتطور.

لكن الإمارة الإسلامية، تمكّنت من وضع حد لهذه الانقسامات، وعملت على وحدة الشعب الأفغاني حول مشروع سياسي وطني يعتمد على الهوية الإسلامية المشتركة، بعيدا عن الانتماءات القومية أو الطائفية.

2. إفشال مؤامرات تقسيم البلاد

لطالما حاولت قوى الاحتلال الأجنبية، وعلى رأسها ‎#الولايات_المتحدة وحلفاؤها، تقسيم ‎#أفغانستان إلى مناطق معزولة عرقياً وطائفياً عبر دعم حكومات ضعيفة أو جماعات محلية معينة، وكان الهدف من هذه السياسات هو تفتيت الدولة وإضعافها من الداخل.

ولكن الإمارة الإسلامية استطاعت إفشال هذه المؤامرات بشكل عملي، عبر سيطرتها على جميع الأراضي الأفغانية وفرض سياسات توحد الشعب تحت إطار النظام الإسلامي الشرعي الذي يعزز من فكرة الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية.

3. القضاء على النعرات الطائفية والعصبية القومية

في ظل الاحتلال الأمريكي، كانت أفغانستان قد شهدت محاولات لإثارة النعرات الطائفية والعصبية القومية، حيث تم تمويل وتدريب جماعات على أساس انتماءاتها الدينية والعرقية.

أما الإمارة الإسلامية، فقد سعت لتحقيق وحدة الشعب الأفغاني على أسس إسلامية، وعملت على القضاء على هذه الخطط عبر تعزيز التعايش بين كافة المكونات ودعوة الجميع إلى الأخوة الإسلامية التي تتجاوز الهويات الفرعية.

بهذا الشكل، أعادت الإمارة الإسلامية اللحمة بين فئات الشعب ومختلف أطيافه، وأعادت الاعتبار للمصلحة الوطنية العليا بعدما فككها الاحتلال الأمريكي من خلال أجندات شيطانية.

4. إصلاح القضايا الخصومية

لم تقتصر إنجازات الإمارة الإسلامية على المستوى السياسي فقط، بل شملت أيضًا المجال الاجتماعي، ففي بلد يعج بالعديد من القضايا الخصومية بين العائلات والعشائر بسبب الحروب والصراعات التي امتدت لعقود، عملت الحكومة المركزية الجديدة في أفغانستان على التوسط وحل هذه النزاعات بما يحقق العدالة للجميع.

وقد تميزت الإمارة الإسلامية بسرعة استجابتها لهذه القضايا، مما ساعد على إعادة الاستقرار في المناطق التي كانت تشهد صراعات طويلة الأمد كما تمكنت حل وفصل عشرات القضايا الخصومية التي استمرت لعقود.

5. السيطرة على كامل التراب الأفغاني

من أهم إنجازات الإمارة الإسلامية كان استعادة السيطرة على كامل التراب الأفغاني، بعد سنوات من النزاعات والمقاومة ضد الاحتلال الأجنبي.

هذه السيطرة التامة على الأرض لم تقتصر فقط على العاصمة كابل، بل شملت كافة الأقاليم والمناطق النائية.

ولأول مرة منذ عقود، يملك البلد حكومة مركزية قوية قادرة على بسط نفوذها في كل جزء من أجزاء أفغانستان، مما ساعد في بناء الدولة وتعزيز الأمن والاستقرار.

6. حكومة مركزية واحدة دون معارضات كبيرة

من أبرز مظاهر التغيير التي حققتها الإمارة الإسلامية هي السيطرة السياسية على كامل البلاد، وهو ما لم يكن ممكناً منذ فترة طويلة.

لأكثر من أربعة عقود، كانت أفغانستان تعاني من حكومات متعاقبة ضعيفة تفتقر إلى الشرعية، إضافة إلى وجود الاحتلال الأمريكي خلال العقدين الماضيين.

أما اليوم، وبعد أن أصبحت الإمارة الإسلامية في السلطة، أصبحت أفغانستان تشهد لأول مرة في تاريخها المعاصر حكومة مركزية واحدة تدير جميع شؤون البلاد دون منافسة حقيقية أو معارضة كبرى، وهو ما يعكس درجة من الاستقرار السياسي.

7. توحيد الأطياف الأفغانية

لأول مرة منذ عقود، بدأت تنحسر الفجوة الكبيرة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب الأفغاني.

كان من المعتاد أن تعيش هذه المناطق في حالة من العزلة والتمييز، حيث كانت الحكومات السابقة تركز على بعضها البعض حسب مصالحها وأيديولوجياتها.

ولكن الإمارة الإسلامية، على الرغم من التحديات العديدة التي واجهتها، تمكنت من أن تجمع الأطياف المختلفة وتوحدها تحت راية الإسلام، مما ساعد في تفعيل العدالة والمساواة بين جميع المناطق والأطياف الأفغانية.

إذا كان هناك درس يمكن استخلاصه من تجربة الإمارة الإسلامية في أفغانستان، فهو أن الوحدة الوطنية لا تتحقق بالوسائل العسكرية فقط، بل بالقدرة على جمع الصفوف ولم الشمل وتعزيز روح الأخوة والانتماء الوطني.

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد من الداخل والخارج، إلا أن الإمارة الإسلامية أثبتت أن الشعب الأفغاني قادر على تجاوز الخلافات العرقية والطائفية وتحقيق التعايش السلمي ضمن إطار نظام يحترم قيمه الدينية والثقافية.

ومع مرور الوقت، يُتوقع أن تواصل أفغانستان خطواتها لتحقيق مزيد من الاستقرار والوحدة تحت قيادة حكومة مركزية موحدة، بعيداً عن محاولات التفكيك التي فشلت في السابق.