‏استمرار الدعاية الكاذبة ضد الإمارة الإسلامية، كيف تؤثر الحروب الإعلامية على أفكار الشعوب؟

إن ما يقوله الإعلاميون العاملون في وسائل إعلام الغرب، ويبثونه ويرجونه ما هو إلا دعاية كاذبة تنبع من الغرب وتتماشى مع مخططاته الإجرامية الاستعمارية لإخضاع الشعوب وتحقيق مصالح الغرب المشؤومة، وتعمل على تسميم عقول الناس ضد الإمارة الإسلامية لأغراض غربية.

‏استمرار الدعاية الكاذبة ضد الإمارة الإسلامية، كيف تؤثر الحروب الإعلامية على أفكار الشعوب؟

 

في الآونة الأخيرة، تحولت حالة أفغانستان إلى ساحة حرب إعلامية غير مسبوقة. لقد اتخذت هذه الحرب طابعاً يجعل الصوت الحقيقي للشعب الأفغاني محاطاً بالشائعات السامة والدعاية الكاذبة التي تروج لها وسائل الإعلام الغربية وحكومات الغرب.

 

والأكثر إيلاماً هو أن أعمدة هذه الوسائل الإعلامية تستند إلى أهداف غربية، ويتحدث من خلالها أفراد يجدون بيئة مريحة لحياة هادئة هناك في الغرب، بينما يهدفون إلى إغراق الشعب الأفغاني في البؤس والفقر، ويسعون إلى تأجيج نار الفتن والصراعات مجددا في ‎أفغانستان.

 

الآن، أصبح تطاول هؤلاء الإعلاميين ووسائل الإعلام الغربية علنيا، حيث يشنون هجوما علنيا حول تطبيق الشريعة والقرارات الدينية التي تتخدها الإمارة الإسلامية في أفغانستان، ويثيرون حولها الشبهات، وينشرون الشائعات، ويبثون الدعاية الكاذبة.

 

في الوقت الذي يجب أن يتحدث فيه العلماء والمتخصصون فقد عن مسائل كبيرة وعظيمة وهامة مثل الشريعة وأحكامها وحدودها وبحذر شديد وضمن أجواء مليئة بالبحث الدقيق، فإن هؤلاء الغربيين يتناولون الإجراءات الإسلامية بوجهات نظر ضيقة وفارغة حسب المنظور الغربي تنفيذا لأجندات الغرب الذي يُوصف بازدواجية المعايير حيال هذه القضايا.

 

إن ما يقوله الإعلاميون العاملون في وسائل إعلام الغرب، ويبثونه ويرجونه ما هو إلا دعاية كاذبة تنبع من الغرب وتتماشى مع مخططاته الإجرامية الاستعمارية لإخضاع الشعوب وتحقيق مصالح الغرب المشؤومة، وتعمل على تسميم عقول الناس ضد الإمارة الإسلامية لأغراض غربية.

 

لقد استخدم هؤلاء الناس خلال العقدين الماضيين وجودهم العسكري وكافة أنواع أسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى التنكولوجيا الحديثة أمام ثلة قليلة مؤمنة مجاهدة صابرة، ليحرفوا البوصلة والرأي العام، ويثبطوا الناس عن الجهاد، ويُخرجوهم من الإيمان، ويشوهوا الإسلام الحقيقي، ويجبروا الناس على التوجه نحو الغرب والسير في طريقهم وركابهم من خلال حرب إعلامية شنيعة يشنها الغرب.

 

ولم تكن هذه الحرب الإعلامية مقصورة فقط على الاحتلال العسكري وتواجده في أفغانستان؛ بل استمرت حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية والغربية وانهيار الحكومة الموالية للغرب، وظلوا يحافظون على حمى الحرب الإعلامية ضد الأفغان عبر وسائل الإعلام.

 

معظم الأقلام المستأجرة في هذه الحرب الإعلامية تعود لأولئك الذين يشبهون الشعب، وينطقون لغتهم إلا أنهم ترعرعوا في حجر الغرب، وعقولهم وأقلامهم مستأجرة لدى الغرب وتحت سيطرة أولئك الذين جعلوا حياة الأفغان مليئة بالمصاعب والفقر لعقود من خلال الاحتلال واستخدام القوة. ومن حضن الغرب يبثون سمومهم لنشر الفوضى والفرقة.

 

هذه الأقلام كانت مستأجرة لدى الغرب خلال فترة الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، ولا يزال الغرب يقدم الدعم السخي لأصحاب هذه الوسائل والأقلام التي ما زالت تُدار بإشارتهم.

إن وسائل الإعلام التي تقود هذه الحرب الإعلامية قد أضربت بهويتنا الوطنية، ونشرت رسائل سامة في أوساط الشعب لنشر الفوى والتوتر بينهم.

 

على الرغم من أنها تعمل تحت اسم الإعلام الدولي، فإنها تعمل لصالح أهداف أجنبية ضد الأفغان، بينما واجهت الإمارة الإسلامية هذه الضغوط والدعاية بحكمة وصبر. ولا شك أن امتلاك أمة لوسائل إعلامها الوطنية والتحكم فيها لتكون وفق مصالحها الدينية والوطنية أمر في غاية الأهمية.

 

تُعتبر وسائل الإعلام الوطنية بمثابة عيون وألسنة وآذان الأمة كما أنها أفضل رابط بين الحكومة والرعية. لذلك، فقد سعت الإمارة الإسلامية في السنوات الأخيرة إلى تقوية وسائل الإعلام الوطنية في أفغانستان وتعزيز صوت الشعب ضد الدعاية الدولية.

 

تمتلك وسائل الإعلام الأفغانية التي تشكلت بعد قيام الإمارة الإسلامية في البلاد، القدرة على توصيل صوت الناس الحقيقي، وتناول قضاياهم الأساسية بهدف إيصالها إلى المسؤولين ليكفروا في حلها، بالإضافة إلى حماية قيم الدين والثقافة، وبناء جدار قوي ضد الدعاية الدولية.

 

توضح هذه الحرب الإعلامية الكبيرة مدى استخدام الدعاية ووسائل الإعلام ضد الأفغان لتحقيق أهداف غربية مشبوهة، وفي هذه الحرب، يسعى أولئك الذين يتمتعون بالحصانة في الغرب إلى زرع بذور الانقسام والعداء بين الإمارة الإسلامية والأمة الأفغانية، وبدلاً من تقديم الحقائق وعرضها للعالم، يروجون للأكاذيب والبروباغندا التي لا أصل لها.

 

ونتيجة لجهود حثيثة للإمارة الإسلامية، أصبح معظم الأفغان الآن يدركون ما وراء هذه الدعايات وماذا يريدون، وباتت المخططات الأمريكية وحلفاء أمريكا مشكوفة لدى الجميع.

 

وجدير بالذكر أن من واجب جميع وسائل الإعلام الإسلامية والأفغانية أن تضطلع بمسؤولياتها في هذا المجال، وتعزز قدراتها للدفاع عن الإسلام، ورد الشبهات مع الحفاظ على قيم الإسلام ونواميس الشعب الأفغاني، بحيث تستطيع الصمود أمام الدعاية الأجنبية والدفاع عن حقوق الأفغان.

 

كما أنه من المهم أن يثق شعبنا في وسائل إعلامه الخاصة وألا يقع في شباك وسائل الإعلام والدعاية الأجنبية. وينبغي للعالم أيضاً أن يدرك أن الصوت الحقيقي للأفغان هو الذي ينبع من أرضهم وثقافتهم ودينهم.

 

تلك الدعايات التي يروج لها الأجانب تهدف فقط إلى تحريف أذهان الأفغان، وتشويه سمعة النظام الإسلامي الحاكم في البلاد، لكن إيمانهم وإرادتهم سيظلان قويين أمام هذه الدعايات السامة، كما أن الإمارة الإسلامية ستنجح في التغلب على هذه الدسائس والمكائد، وستتمكن من رفع رآيتها البيضاء المباركة عالية خفاقة، وستنتصر في الحرب الإعلامية كما كتب الله لها النصر في نهاية الاحتلال العسكري وطرد الأمريكيين وحلفائهم وعملائهم من أفغانستان.