اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
منذ استعادة الإمارة الإسلامية السيطرة على أفغانستان بعد رحيل الاحتلال الأمريكي، لم تتوقف الحكومة الباكستانية عن تبني سياسات عدائية واستفزازية تجاه كابل، عبر سلسلة من الإجراءات التي تعكس توتر العلاقات بين البلدين، وتشمل هذه السياسات اتهامات متكررة لا تستند إلى حقائق، وتصريحات غير مسؤولة من المسؤولين الباكستانيين. ادعاءات متكررة وسياسات عدائية تستمر إسلام […]
منذ استعادة الإمارة الإسلامية السيطرة على أفغانستان بعد رحيل الاحتلال الأمريكي، لم تتوقف الحكومة الباكستانية عن تبني سياسات عدائية واستفزازية تجاه كابل، عبر سلسلة من الإجراءات التي تعكس توتر العلاقات بين البلدين، وتشمل هذه السياسات اتهامات متكررة لا تستند إلى حقائق، وتصريحات غير مسؤولة من المسؤولين الباكستانيين.
ادعاءات متكررة وسياسات عدائية
تستمر إسلام آباد في تحميل الحكومة الأفغانية مسؤولية إخفاقاتها الأمنية، مدعيةً وجود عناصر من حركة طالبان الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية كما لجأت الحكومة الباكستانية إلى إغلاق المعابر الحدودية الرئيسية مراتٍ عديدة، مما أثر سلبًا على حركة التجارة بين البلدين، ومنذ أيام أغلقت معبر طورخم أحد أشهر وأهم المعابر بين البلدين ورغم حلول شهر #رمضان لم تستجب #باكستان لمطالبات ومناشدات لإعادة فتح المعبر.
وتدهورت العلاقات الثنائية بشكل ملحوظ عقب الإطاحة بعمران خان من منصبه كرئيس للوزراء، ومع وصول الحكومة المؤقتة بقيادة أنور كاكر، وازدادت حينها الإجراءات القمعية ضد اللاجئين الأفغان، حيث تم ترحيلهم قسرًا وسط ظروف إنسانية قاسية، ورغم هذه التحديات، تمكنت الحكومة الأفغانية من التعامل مع الأزمة بفعالية عبر استراتيجيات منظمة لاستيعاب اللاجئين وتقديم الدعم اللازم لهم كما أن الحكومة الباكستانية الحالية بقيادة شهباز شريف عقدت الأمر أكثر فأكثر مما أدى إلى تدهور العلاقات بشكل كثير.
إخفاقات باكستان الداخلية
في ظل ضغوط أمريكية مستمرة، استخدمت باكستان كل أدوات الضغط الممكنة ضد الإمارة الإسلامية، دون تحقيق أي مكاسب تذكر، ورغم ذلك تواجه إسلام آباد تحديات ضخمة على الصعيدين الاقتصادي والأمني، حيث يرزح الاقتصاد الباكستاني تحت وطأة ديون خارجية ضخمة، تتزايد يومًا بعد يوم، مما يفاقم معاناة المواطنين.
أما على المستوى الأمني، فتشهد باكستان موجة عنف مستمرة منذ عقدين، عجزت أجهزتها الأمنية، بما في ذلك الجيش والاستخبارات، عن احتوائها، وفي المقابل تشدد الحكومة الأفغانية على ضرورة الحوار السلمي، إلا أن باكستان تواصل سياسة التصعيد، متجاهلةً الحلول الدبلوماسية.
محاولات لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية
مع تصاعد المواجهات بين طالبان الباكستانية والقوات الأمنية، يسارع المسؤولون الباكستانيون إلى إطلاق تصريحات معادية لأفغانستان، بهدف صرف انتباه الرأي العام عن التحديات الداخلية المتفاقمة، كما تسعى باكستان لتبرير إخفاقاتها عبر اتهام كابل بدعم الجماعات المسلحة، رغم غياب الأدلة الدامغة على هذه الادعاءات.
النزاع الحدودي وخط ديوراند
يعد خط ديوراند الافتراضي – الذي رسمه الاستعمار البريطاني – مصدر توتر دائم بين البلدين، وبينما لا تعترف أفغانستان بهذا الخط، تصر باكستان على ترسيخه كحدود رسمية، مستخدمةً القوة العسكرية لمنع أي تحركات أفغانية على امتداده، وقد شهدت المنطقة اشتباكات متكررة، راح ضحيتها العديد من الجنود والمدنيين، ما أسهم في تعقيد العلاقات الثنائية، ويشهد جانبي المعبر حاليا اشتباكات متقطعة بين الجانبين أدت إلى استمرار إغلاق المعبر.
مستقبل العلاقات بين كابل وإسلام آباد
في الوقت الذي تنعم فيه أفغانستان باستقرار نسبي بعد عقود من الحروب، تسعى المؤسسة العسكرية الباكستانية إلى افتعال أزمات جديدة، في محاولة للتغطية على إخفاقاتها، ومواصلة سياسة الإملاء التي ترفضها الحكومة الأفغانية الحالية جملة وتفصيلا، وتؤكد أن جذور عدم الاستقرار في المنطقة ليست في أفغانستان، بل في داخل باكستان نفسها.
ورغم الاستفزازات المستمرة، تؤكد الإمارة الإسلامية رغبتها في بناء علاقات متوازنة مع إسلام آباد، قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وقد دعت كابل مرارًا إلى تعزيز التعاون التجاري وتسهيل الحركة بين البلدين، بدلًا من تصعيد التوترات.
لكن استمرار النهج العدائي من قبل المؤسسة العسكرية الباكستانية، التي تخضع للضغوط الأمريكية، سيؤدي بلا شك إلى تعميق الفجوة بين الطرفين وإعاقة أي جهود دبلوماسية لحل الخلافات القائمة، ما لم تغير باكستان سياساتها، فإن مستقبل العلاقات بين البلدين سيظل رهينة التوترات والصراعات.
دیدگاه بسته شده است.