‏السابع من أكتوبر؛ فصل من معاناة الشعب الأفغاني وصفحة من نضاله ضد الاحتلال الأمريكي

  السابع من أكتوبر 2001 هو يوم مظلم في تاريخ أفغانستان، حيث بدأ فيه الغزو الأمريكي وحلف الناتو لهذا البلد باجتياح القوات الأمريكية والبريطانية للأراضي والمدن الأفغانية.   هذا الغزو الذي استمر حوالي عشرين عاماً، سُفكت خلاله أنهارٌ من الدماء، ونشر الغزاة المحتلون الرعب والذُعر في جميع أنحاء وطننا.   ادعى الغزاة المحتلون بداية العدوان […]

 

السابع من أكتوبر 2001 هو يوم مظلم في تاريخ أفغانستان، حيث بدأ فيه الغزو الأمريكي وحلف الناتو لهذا البلد باجتياح القوات الأمريكية والبريطانية للأراضي والمدن الأفغانية.

 

هذا الغزو الذي استمر حوالي عشرين عاماً، سُفكت خلاله أنهارٌ من الدماء، ونشر الغزاة المحتلون الرعب والذُعر في جميع أنحاء وطننا.

 

ادعى الغزاة المحتلون بداية العدوان الدولي على ‎أفغانستان أنهم يريدون القضاء على مصادر التهديد الموجه إلى الدول وتجفيف منابعه في هذا البلد، لكن الحقيقة أن أجندات خفية كانت وراء هذا الغزو الهمجي.

 

تلك الأجندات الخفية الاستعمارية سعت إلى محاربة ديننا، وتدمير أرضنا، وتغيير ثقافتنا، وتحريف هويتنا الوطنية. جلب هذا التحالف كارثة أدت إلى عشرين عاماً من الخوف والقتل والهمجية والوحشية والتشرد للشعب الأفغاني.

 

أقدمت أمريكا وحلف الناتو على ارتكاب أبشع الفظائع، حيث سفكت هذه القوات دماء الأبرياء في قراهم وأحيائهم بلا رحمة، واستهدفت الغارات الجوية النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العزل، وقاموا بسجن الشيوخ والدعاة والعلماء في سجون تعج بالتعذيب والتنكيل.

 

تحولت القرى والمباني السكنية في المدن إلى أنقاض، واضطرت العديد من الأسر لترك أوطانها، لا يمكن لأحد أن ينسى الظلم والمعاناة التي تعرض لها الأسرى المسلمين في سجون باغرام وبل تشرخي بأفغانستان وسجن ‎غوانتانامو، لن ينسى التاريخ هذه الفظائع والجرائم.

 

كانت هذه الأوقات المليئة بالرعب هي الوضع الذي جاءت بها ‎#أمريكا ومعها ‎#الناتو إلى الأفغان، ولم يكتفوا بالغزو العسكري لأفغانستان، بل تصاعدت الهجمات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية على الشعب الأفغاني.

حاولوا كسر إرادة الشعب وعزيمته وروحه القتالي الجهادي المبارك، لكنهم لم يدركوا أن هذا الوطن دائمًا يقف بفخر بفضل أبطاله أمام أي محتل غازي.

 

الرد الوحيد للشعب الأفغاني على غزو أمريكا وحلف الناتو كان: استعادة الاستقلال وتحرير البلاد وطرد الغزاة المحتلين.

 

لقد فجر الشبان الشجعان أنفسهم دفاعاً عن دينهم وأرضهم وكرامتهم، وقدموا في هذا الطريق المُهَج والأنفس والدماء الزكية. تحمل هذا الشعب الجوع والعطش وكافة أنواع المعاناة، لكنه لم يتزحزح أو يتردد، ولم يغير طريق جهاده وكفاحه من أجل إنهاء الاحتلال، ولم يتنازل قيد أنملة عن مطالبه الحقة المشروعة.

 

لقد قدم أبطال هذا الشعب نماذج استثنائية من الإقدام والبطولة والشجاعة تحت راية الإمارة الإسلامية. وبفضل الله عزوجل ثم ببركة نضالهم وقتالهم، هُزمت ‎#الولايات_المتحدة والناتو وعملائهم، هُزمت أمريكا التي ظن الكثير أنها لا تُهزم، ومُرغ أنفه جيشه الذي اعتقد الكثير أنه لا يُقهر في تراب أفغانستان، وتعرض الغزاة المحتلون لهزيمة مخزية سيسطرها التاريخ في صفحات مجد الإسلام وعزه وانتصاره، وسيكتبها في صفحات خيبة وخسارة الكفرة المحتلين وعلى رأسهم هبل العصر أمريكا.

 

لقد ترك المحتلون الذين اضطروا للانسحاب من أفغانستان، وراءهم قصص الفشل المرعبة التي سيتذكرها أجيالهم القادمة، وسيتكون هذه القصص كابوسا يخيفهم إلى أمد بعيد بإذن الله.

 

اليوم، ومع عودة الإمارة الإسلامية وتحرير البلاد، تحولت أفغانستان إلى مركز للأمن. الحروب التي أشعلت أمريكا فتيلها في كل زاوية من البلاد قد انتهت، وبدأت أفغانستان خطواتها نحو الإعمار والتقدم والتنمية ولله الحمد والمنة، حيث المشاريع الاقتصادية، وتطوير البنية التحتية، وجهود بناء أمة موحدة تسير بسرعة. بدأ اقتصادنا فعلاً في النمو، ويعيش شعبنا في أجواء من السلام والهدوء بفضل الأمن الفريد.

 

تلك الدول التي مدت أيادي الغدر والدمار نحو أفغانستان لتحقيق أهدافها الشريرة، وتطبيق أجنداتها المشؤومة لم تعد قادرة على تحمل تقدمنا ورفاهيتنا.

 

تلك المنظمات والدول التي ترى في تقدمنا ضرراً لها، تسعى الآن لخلق الفوضى، وتحريف البوصلة، وتغيير الرأي العام في أفغانستان لصالح أجنداتهم وللضغط على الحكومة الأفغانية الحالية، من خلال الحرب الإعلامية الدعائية والتآمر الاستخباراتي. إنهم لا يريدون لأفغانستان أن تعيش في استقرار وتقدم.

 

تسعى هذه المنظمات من خلال دعاية كاذبة وأنشطة مشبوهة إلى زعزعة ثقة شعبنا، لكن الشعب الأفغاني اليوم واعٍ ومدرك لما يُحاك حوله من المؤمرات والدسائس.

 

كما فشل غزو أمريكا والناتو العسكري، ستفشل هذه الجهود الاستخباراتية والدعائية الكاذبة أيضا بفضل الله، على تلك الدول والمنظمات التي تحاول زعزعة أمن أفغانستان أن تأخذ درساً من صفحات التاريخ، وتعتبر بالماضي الذي لقن فيه الأفغان دروسا قاسية للمحتلين من الإنجليز والسوفيات وغيرهم. الأحلام التي يحلمون بها هؤلاء لتنفيذ مشاريعهم التدميرية ستؤدي بهم إلى الفشل والخزي كما حدث في الماضي.

 

تلك المنطقة التي كانت مقبرة للامبراطوريات، لا يمكن لأي يد خارجية السيطرة عليها. أولئك الذين يرغبون في التدخل هنا في هذا البلد، عليهم أن يدركوا أن أياديهم ستُقطع لا محالة، وقد أثبت التاريخ أن أيادي الغدر والظلم والاحتلال قد انكسرت، كل ذلك بفضل الله ثم بشجاعة وبسالة الشعب الأفغاني.

 

على الأفغان ألا يكونوا ضحية لأفكار ودعاية أي منظمة ووسائل الإعلام المستأجرة ضد النظام الحالي. هذا أوان الوحدة والتماسك والصبر والثبات والقوة. يجب ألا تزعزع هذه الفخاخ الدعائية أفكارنا.

 

الإنجازات والمكاسب التي نراها اليوم في البلاد في مختلف القطاعات والمجالات هي من أجل مصالح الجميع ورفاهيتهم، ولأجل استمرار هذه المشاريع التنموية والاقتصادية ونجاحها، نحن بحاجة ماسة إلى وحدتنا وتضامننا؛ لأننا يمكن أن نبني

مستقبلنا بفضل الله ثم بوحدتنا وتكاتفنا.