السنة الثالثة لذكرى النصر

ومن الكلمات التي يتردد صداها في مسامعي، أنه في أيام سقوط الإمارة كنت أصلي في مسجد الشيخ عبد الكريم الحميد -رحمه الله-، وكان يُقسِم بين الأذان والإقامة بأن طالبان ستنتصر وأن أمريكا ستخرج مهزومة ذليلة.

 

 

تمر علينا السنة الثالثة لذكرى النصر الرباني والفتح المبين الذي نصرَ الله به جنده في أفغانستان وأنجز وعده بطرد الغزاة؛ لتُذكرنا بقوله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم). وإن كنتم قليلوا العُدةِ والعتاد، وفي مواجهة ومجابهة أشرس دول العالم؛ فإن الله قادر على نصركم متى ما توكلتم عليه وصبرتم وصابرتم.

 

وأتذكر يومَ سقوط الإمارة الإسلامية ونزوح أهلها وانحياز مجاهديها وقادتها وتكالبَ أعدائها، وكان يوما على المسلمين عسيراً، حتى خُيّل أن الإمارة صارت أثراً بعد عين. حينها ذهبت إلى زيارة الشيخ حامد بن عبد الله العلي -حفظه الله، وسألته عن عودةِ الإمارة الإسلامية وانتصارهم وظهورهم، فكان جوابه: (لا أقل من خمسة عشر عاماً حتى ترجع وتَحكم). وقد كان جوابه صدمةً كبيرةً، وها هي السنوات تمر ويأتي النصر ويتحقق وعد الله في زمن الضعف واليأس والانحدار.

 

جاء النصر حالَ الذل والانكسار، ليفتح أبوابَ الأمل والرجاء لكل محزون قد أصابه الهم والغم من تردّي أمتنا الإسلامية وهزيمتها. ليكون بلسماً للروح وباعثاً للتفاؤلِ.

 

وإخوانك في الشرق شدّوا سروجهم *** وكابل شدّت والنجائب ضمروا

 

ومن الكلمات التي يتردد صداها في مسامعي، أنه في أيام سقوط الإمارة كنت أصلي في مسجد الشيخ عبد الكريم الحميد -رحمه الله-، وكان يُقسِم بين الأذان والإقامة بأن طالبان ستنتصر وأن أمريكا ستخرج مهزومة ذليلة.

 

فلله الحمد والشكر أن أقر أعيننا وأمد في أعمارنا حتى نرى هذا النصر الرباني. ونسأله سبحانه كما أفرحنا بهذا النصر من المشرق في أفغانستان أن يقر أعيننا بنصر من المغرب في الشام المباركة، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.