اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
لقد تحوّلت آهات المظلومين إلى أجنحة قدرية تطوّق عنق الاحتلال ومجرم الكيان نتنياهو وبن غفير وسموتيريش وبقية مجرمي الحرب، فهذه الآهات ليست مشروطة بقرارات مجلس الأمن أو مواثيق حلف الناتو، بل هي أصوات خرجت من قلوب مكسورة ووصلت إلى السماء، تزلزل بها أركان الطغيان وتُربك معادلاته.
تحفظ صفحات التاريخ قصصًا للعِبرة والدروس، تُكتب غالبًا بالدماء، لا تُخفي البطولة، ولا تُغفل روايات الظلم والاستبداد.
في عالم تحكمه موازين القوى، تسعى الدول إلى البقاء مستخدمة تكتيكات متعددة، بين من اعتمد على ترسيخ البنية الفكرية ومن لجأ إلى السلاح الثقيل والأجهزة الاستخباراتية لإبقاء أنظمته حيّة.
اليوم، تدخل المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة أكثر دمارًا، حيث نفذ الطرفان ضربات متبادلة استهدفت مواقع حساسة واستراتيجية، في صراع تتجاوز دوافعه حدود الثأر لتلامس معركة النفوذ والسيطرة والاستمرارية.
إسرائيل تسعى لإخضاع إيران تحت ذريعة التهديد النووي، بينما تعمل طهران على الرد من خلال معاقبة تل أبيب على جرائمها في #غزة و #لبنان واليمن وحتى في قلب #إيران، وقد استهدفت تل أبيب كبار القادة والعلماء النوويين الإيرانيين، فردّت طهران بضربات مركزة على مراكز استراتيجية داخل إسرائيل، أوقعت خسائر بشرية ومادية، وطالت مبنى وزارة الدفاع ومنشآت نووية ولا تزال العمليات بين الجانبين مستمرة وتشتد وتيرة الصراع مع مرور كل يوم.
إسرائيل تواجه إيران في وقت حرج، إذ تتعرض لضغط متعدد الجبهات؛ من غزة حيث تواصل حماس ومجاهدي القسام وفصائل المقاومة عملياتها، مع هدوء حذر في جبهة لبنان في ظل الاتفاق مع حزب الله، ومن الجنوب عبر صواريخ جماعة أنصار الله “الحوثيين”، واليوم من الشرق الإيراني عبر موجات من الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، إسرائيل تجد نفسها في مصيدة خانقة، لا تستطيع التقدم ولا الرجوع.
هذا التوتر الإسرائيلي أضرّ بشكل كبير باستقرار المنطقة، وأضعف ثقة الحلفاء الغربيين، بل وأعاد طرح تساؤلات عن شرعية ما يسمى “القانون الدولي”، ووفق موقع أكسيوس، فقد طلبت إسرائيل مرارًا خلال اليومين الماضيين من الولايات المتحدة المشاركة في الرد على إيران، إلا أن واشنطن رفضت، وهو ما يؤكد العزلة الدولية التي يعيشها الكيان الصهيوني، وتضعضع مصداقيته وادعاءاته.
إذا ما استمر التصعيد واتسعت رقعة الحرب، فإن خرائط المنطقة قد تشهد زلازل جيوسياسية تغيّر ملامحها، وقد تكون هذه المواجهة بداية لانهيار غرور الاحتلال، وبداية تعافي الجسد الإسلامي المنهك، ومع انكسار المنظومة الأمنية الصهيونية، قد تنهار أيضًا خيوط استخباراتية عملت طويلاً على تمزيق وحدة الأمة.
هذا التصعيد حمل رسالة بالغة الأهمية لمسلمي العالم: آن الأوان للخروج من الأوهام وبناء المستقبل عبر العلم، والوحدة، والتكنولوجيا، إذ أن الحروب لم تعد فقط في ميادين النار والبارود، بل في الفضاء السيبراني، ونقل الأسلحة الذكية، وإدارة المعلومات.
المطلوب من الدول الإسلامية اليوم هو بناء قواعد فكرية راسخة في مجالات التكنولوجيا والهندسة والدفاع والإعلام، بما يمكّنها من تشكيل قوة حقيقية تواجه الغزاة لا بردة فعل عاطفية، بل بتقنية واقتدار وسيادة قرار.
فالألم وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى دواء، وفي مراحل الانتقام، يجب أن تتقدم الكفاءة والتخطيط على الانفعال، أهم ما تحتاجه الأمة الإسلامية اليوم هو تجديد منظومتها العلمية والفكرية، لتكون مؤهلة لمواجهة القوى المعادية بتكافؤ وكرامة.
دیدگاه بسته شده است.