اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
لم تمارس أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها القتل والدمار في أفغانستان خلال عشرين عاما من الاحتلال الأمريكي فحسب، بل تسبب هذا الاحتلال في حدوث أزمات عديدة منها أزمة صحية ضخمة واجهتها أفغانستان، وهذه الأزمة هي بالمخدرات وزراعتها وتهريبها والإدمان بها. لا يخفى على أحد مدى وحشية الاحتلال الأمريكي وما فعله في أفغانستان، ففي 7 […]
لم تمارس أمريكا وحلفاؤها وعملاؤها القتل والدمار في أفغانستان خلال عشرين عاما من الاحتلال الأمريكي فحسب، بل تسبب هذا الاحتلال في حدوث أزمات عديدة منها أزمة صحية ضخمة واجهتها أفغانستان، وهذه الأزمة هي بالمخدرات وزراعتها وتهريبها والإدمان بها.
لا يخفى على أحد مدى وحشية الاحتلال الأمريكي وما فعله في أفغانستان، ففي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001، غزت قوات التحالف بقيادة الولايات_المتحدة، أفغانستان، بحجة إيواء الإمارة الإسلامية التي حكمت البلاد بين عامي 1996-2001، للشيخ أسامة بن لادن -رحمه الله- زعيم تنظيم القاعدة الراحل، لكن هذه القوات المحتلة هربت وانسحبت من أفغانستان في منتصف أغسطس/آب 2021 خاوية الوفاض تجر أذيال الخيبة والهزيمة، منهيةً بذلك عقدين من الاحتلال.
ونتيجة لهذا الاحتلال الذي قادته أمريكا وشاركها فيه حلف شمال الأطلسي(الناتو) فقدَ آلاف المدنيين أرواحهم، جرّاء العمليات العسكرية الوحشية التي نفذتها الولايات المتحدة -التي تدعي حماية البشر وحفظ حقوق الإنسان وترفع علم الإنسانية وتردد شعاراتها- خلال هذه الفترة في أفغانستان.
ولا يزال الأفغان يستذكرون الولايات المتحدة الأمريكية، بكثير من الألم النابع عن جروح عميقة، تسببت بها واشنطن على مدى 20 عامًا من احتلالها لأفغانستان من القتل والدمار والوحشية والأزمات والمعاناة.
وعلى الرغم من إنهاء الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان بهروب الجنود الأمريكيين وحلفائهم، وانهيار الحكومة العميلة والموالية لهم، إلا أن معاناة الحرب وويلاتها والأزمات التي تسببت بها ومخلفاتها يعاني منها الشعب الأفغاني. ومن هذه المخلفات، أزمة المخدرات في البلاد.
كانت أفغانستان خالية تماما عن المخدرات إبان الحكم الأول من الإمارة الإسلامية التي استطاعت تطهير البلاد منها بتنفيذ مرسوم واحد من أمير المؤمنين الملا عمر رحمه الله إلا أن المخدرات عادت وبقوة إلى البلاد مع قدوم الأمريكيين والغربيين إلى أفغانستان.
كانت أفغانستان تنتج في ظل الاحتلال الأمريكي ما يزيد على 80 في المئة من الأفيون في العالم، والهيروين – المصنوع من الأفيون الأفغاني – يشكل نسبة 95 في المئة من السوق الأوروبية.
كما أن أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون أفغاني من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، أدمنوا المخدرات في أفغانستان خلال عشرين عاما من زمن الاحتلال الأمريكي.
ومع استيلاء الإمارة الإسلامية على الحكم وتحرير البلاد من دنس الاحتلال، أصدر زعيمها أمير المؤمنين الشيخ هبة الله أخوندزادة مرسوما، في أبريل / نيسان 2022، يقضي بحظر زراعة الخشخاش، الذي يُستخرج منه الأفيون، المكون الرئيسي لمخدر الهيروين، وكل من يخالف تطبيق الحظر سيخضع لعقوبة تقضي بتدمير حقله، فضلا عن عقوبات أخرى بمقتضى أحكام الشريعة الإسلامية.
وبالتزامن مع صدور المرسوم، هرولت أجهزة الأمن التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في أفغانستان إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالمخدرات والأفيون بالإضافة إلى تدمير حقول الخشخاش وإغلاق الأسواق التي تُباع فيها المخدرات لا سيما في جنوب البلاد.
كما أن الحكومة الأفغانية فتحت مراكز معالجة الإدمان والقضاء على هذه الظاهرة التي كانت تهدد حياة ملايين الأفغان، وأنشأت مراكز إعادة تأهيل المدمنين، وبالفعل تمكنت من علاج مئات الآلاف من المدمنين في فترة وجيزة.
وكانت وزارة الداخلية الأفغانية قد أكدت في مؤتمر صحفي قبل يومين أنها تمكنت من تدمير 790 مصنعًا لإنتاج ومعالجة المخدرات خلال العام الماضي؛ كما تلقى ما يقارب 28 ألف مدمن مخدرات العلاج، مما يعكس اهتمام الحكومة الأفغانية الحالية بالقضاء على المخدرات والتغلب على ظاهرة الإدمان ومعالجتها بشكل أساسي.
وكانت الحكومة الأفغانية قد ناشدت المجتمع الدولي المساعدة في إيجاد بدائل معيشية مناسبة للمزارعين الأفغان الذي تضرروا جراء تدمير حقول الأفيون.
وقد قال متحدث الحكومة الأفغانية السيد ذبيح الله مجاهد: “نعلم أن الناس فقراء للغاية ويعانون، لكن ضرر الأفيون يفوق فوائده، أربعة ملايين شخص من تعداد شعبنا البالغ 37 مليون نسمة يعانون من إدمان المخدرات، وهذا عدد كبير، وفيما يتعلق بمصادر الرزق البديلة، نريد من المجتمع الدولي مساعدة الأفغان الذين يتكبدون خسائر”
كما دعا المتحدث، الجميع إلى عدم تسييس ملف المخدرات وربطه بالقضايا السياسية، وقال: “يتعين على المجتمع الدولي ألا يربط القضايا الإنسانية بالقضايا السياسية. الأفيون لا يضر أفغانستان فحسب، بل يؤثر على العالم بأثره. وإذا نجا العالم من هذا الشر الكبير، فمن العدل أن يحصل الشعب الأفغاني على مساعدة مقابل ذلك”.
وها هي أفغانستان بقيادة الإمارة الإسلامية استطاعت التغلب على أزمة المخدرات، واستطاعت تطهير البلاد من تركة الاحتلال الأمريكي وقضت عليها،
وفي إشارة إلى ذلك، قال نائب متحدث الحكومة الأفغانية، حمد الله فطرت، إن زراعة وإنتاج المخدرات قد توقفت تماماً في عموم البلاد، ودمرت جميع مستودعاتها مؤكدا أن تهريب المخدرات يشكل تحدياً عالمياً يتطلب تظافر الجهود، ويحتاج إلى تعاون الدول المؤثرة في المنطقة والعالم مع أفغانستان للحد من هذه الظاهرة والعمل المشترك لمنعها.
وأشار فطرت إلى أن الإمارة الإسلامية حظرت منذ عامين زراعة وإنتاج وتهريب المخدرات في أفغانستان، وواجهت هذا الأمر بحزم مضيفا أن الإمارة دمرت خلال العامين الماضيين 1500 مصنع ومستودع لإنتاج وتصنيع المخدرات، مما أسهم في وقف إنتاج المخدرات بالكامل في البلاد. وكان الاحتلال الأمريكي فشل في القضاء على المخدرات خلال عشرين عاما من تواجده في أفغانستان كما وجهت أطراف عديدة اتهامات إلى الإدارة العميلة السابقة الموالية لأمريكا بالضلوع في الترويج للمخدرات.
دیدگاه بسته شده است.