اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
یمر الأبطال والقادة العظماء، ويرحلون، وتبقى أفكارهم باقية وخالدة، فالرحيل لا يعني النهاية، لأن المقاومة فكرة، والفكرة لا تموت بموت أصحابها، ولا شك أن أمة الإسلام أمة متجددة ولود، وستظل متجددة، إذ يبعث الله عز وجل في كل زمن من يعيد لها المجد والعز، ويوجهها نحو الخير والصلاح والرشاد. لطالما أخطأ أعداء الإسلام […]
یمر الأبطال والقادة العظماء، ويرحلون، وتبقى أفكارهم باقية وخالدة، فالرحيل لا يعني النهاية، لأن المقاومة فكرة، والفكرة لا تموت بموت أصحابها، ولا شك أن أمة الإسلام أمة متجددة ولود، وستظل متجددة، إذ يبعث الله عز وجل في كل زمن من يعيد لها المجد والعز، ويوجهها نحو الخير والصلاح والرشاد.
لطالما أخطأ أعداء الإسلام حين استهدفوا قيادتها، معتقدين أن هذا سيقضي على الروح المجاهدة، متجاهلين أن الأفكار لا تموت برحيل القادة، فالكثير من القادة رحلوا واستشهدوا وقُتلوا وماتوا، لكنهم تركوا خلفهم أجيالاً تحمل الراية والأمانة، وتتحلى بالمسؤولية والمهمة المقدسة، مستمرة في الدفاع عن الدين والأرض والعرض والحمى.
التاريخ الإسلامي حافل بمثل هذه النماذج القيمة والأمثلة العظيمة، فكل حركة مقاومة للمحتل وأعوانه لم تمت برحيل قادتها ورجالها، بل كان ذلك تثبيتا لها على مبادئها ومقارعة الكفر وملله ونحله، والأمثلة في التاريخ المعاصر كثيرة، ومنها؛ أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله الذي ترك خلفه قادة واصلوا المسير بكل أمانة، ولم يتخلفوا عن الركب قيدة أنملة، بل ساروا على ما رسمه لهم ذلك الأمير المجاهد العادل البطل المضياف، وكذلك الأمير الشهيد المجاهد الملا أختر محمد منصور تقبله الله الذي ضحى بنفسه وماله ودمه في سبيل الدفاع عن الدين والحمى، ورحل إثر غارة أمريكية غادرة في أصعب مرحلة في مراحل الجهاد ضد الأمريكان وحلفائهم، لكن رحيله لم يكن نهاية الإمارة الإسلامية، وحمل الراية بعده أمير المؤمنين الشيخ هبة الله آخوندزادة الذي كتب الله علي يديه النصر على المحتل وأعوانه.
وكذا الشيخ أحمد ياسين وتلميذه النجيب القائد عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله، اللذين أسهما في إشعال الثأر في نفوس محبيهم ورفقاء دربهم، فكبر الجيل الجديد ليواصل القتال في سبيل تحرير الأقصى المبارك و فلسطين الحبيبة الغالية.
هؤلاء الذين من بينهم الشهيد إسماعيل هنية وغيرهم من شهداء المقاومة الفلسطينية خلفوا إرثًا مفعمًا بالعزيمة، حيث تمكنوا من تغيير المعادلات العسكرية واستطاعوا إلحاق الهزائم بالعدو الصهـيوني الغاشم، الذين استطاعوا أن يستبدلوا الحجارة ببندقية الغول تقنص العدو قنصا فتفجر رأسه، وقذائف اليـ.ــاسين الموجعة التي أذابت التنكولوجيا العسكرية للکـيان الصهـ.يوني الغاشم، وأحرقت دبابات ميركافا التي تُعتبر فخرُ الصناعة الإسرائيلية العسكرية.
وها هو الشعب الفلسطيني يقدم في سبيل تحرير الأقصى واستعادة أراضيه، بطلا آخر من أبطال ورجال هذه الأمة، القائد المجاهد البطل يحيى السنوار الذي قضى حياته في خدمة قضية الشعب الفلسطيني ومقدساته، وأمضى جل عمره في السجن والمقاومة ودحر العدو، كما كان مهندسا لطوفان الأقصى؛ الطوفان الذي أذاق الصهـ.ـاينة الويلات والويلات، الطوفان الذي خلط أوراق المطبعين ومزقها شر ممزق، وأفشل صفة القرن المخزية، وأحيا روح المقاومة في النفوس من جديد.
هذا الرجل قضى جل عمره في نصرة الشعب الفلسطيني أسيرًا ومطاردا وقائدا ومجاهدا، وقد بذل بكل ما يملك في هذا السبيل، وكان بحق: “شيخ المقاومة وكهلها وفتاها” لقد رحل الرجل رحيلا يليق بقائد بين جنوده، فسلامٌ عليك أسيرًا، وسلامٌ عليك مجاهدًا، وسلامٌ عليك قائدًا، وسلامٌ عليك شهيدًا.
إن رحيل القادة الأجلاء العظماء يشكل خسارة، ولرحيلهم وقع كبير على قلوب المسلمين ورفقاء دربهم، لكنه في الوقت نفسه، يحمل في طياته فرصاً للتجدد والتواصل، ويبعث في النفوس أمل الانتصار، ويقوي عزيمة ملاحقة هذا الكيان المجرم، ويشعل في الصدور نار الانتقام للقادة والشهداء، فكأن رحيلهم يجدد الأمل لدى من يخلفهم، ويقوي العزائم ويرفع الهمم، ويحيي روح الجهاد.
إن تاريخ القادة الذين ضحوا بأنفسهم لأجل المقاومة، والدين والعرض والمقدسات، سيبقى خالداً، فكل دم يسقط من أجل الحرية يعيد إشعال الأمل في النفوس، سيما إذا كان دم قائد أفنى عمره في هذا الطريق، وما أجمل هذا الرحيل! رحل وهو يدافع عن أرضه ومقدساته، ويقاوم المحتل بسلاح وعصاه، ربط يده الجريحة فقاتل المحتل بالأخرى، نفدت ذخيرة سلاحه فقاوم المحتل الغاصب بعصا وخشبة، سبحان من سخر له أعدائه لينقل لنا هذا المشهد البطولي الاستثنائي في التاريخ المعاصر.
إن طريق النصر يتطلب مثل هذه الدماء الزكية الطاهرة، وعلينا جميعاً أن نتذكر واجبنا في دعم إخواننا في فلسطين، وأن نكون عوناً لهم في محنتهم، ومسؤوليتنا أن نحافظ على هذا الطريق بوحدة الصف والتضامن والثبات والصبر ومكابدة الشدائد وعدم الاستسلام والرضوخ، ويجب على المسلمين أن ينتفضوا لواجبهم تجاه إخوانهم المظلومين في غزة وفلسطين الحبيبة، والوقوف معهم في هذه المراحل الصعبة.
ونقول لأعداء المسلمين: لا تفرحوا برحيله، فقد قدمتم له ما تمناه وانتظره طويلا وعاش لأجله، فقد نال إحدى الحسنيين، وليعلموا أن كل رجل من رجال الأمة هو الملا عمر وأسامة وأحمد ياسين وهنية والسنوار، وسيكون هناك جيل يحملون راية الجهاد ويذودون عن الدين والعرض والحمى، ويقدمون أرواحهم في سبيل الله عز وجل.
ونقول لأعداء الإسلام لا تفرحوا برحيل القادة، فكل بطل يرحل يُحرك فينا روح المقاومة، ويخلف بطل أكثر بطولة وصلابة منه، فالأمة الإسلامية ولود، بل ستظل تلد الأبطال والأسود الذين يدافعون عن الحق حتى تحقيق النصر.
دیدگاه بسته شده است.