الوطن الحبيب؛ أفغانستان (الحلقة 5)العاصمة كابل، آخذة في التقدم والتنمية

        بقلم: محمد صادق الرافعي       لقد أشرت في الحلقة السابقة إلى أن العاصمة في البلاد بمثابة القلب النابض في الجسد، وأنها عصارة كل ما في البلاد من تقدم وثقافة وتقنية وغيرها، فكل من دخل العاصمة يدرك بنظرته الأولى كل ما يجري في البلاد.   بعد انتصار إمارة أفغانستان الإسلامية، […]

 

 

 

 

بقلم: محمد صادق الرافعي

 

 

 

لقد أشرت في الحلقة السابقة إلى أن العاصمة في البلاد بمثابة القلب النابض في الجسد، وأنها عصارة كل ما في البلاد من تقدم وثقافة وتقنية وغيرها، فكل من دخل العاصمة يدرك بنظرته الأولى كل ما يجري في البلاد.

 

بعد انتصار إمارة أفغانستان الإسلامية، جاءت تحولات إيجابية في مختلف مناطق البلاد، ومنها العاصمة؛ كابل، حيث أخذت في التقدم والتنمية والتحديث والعمران بجهود بلديتها التي يرأسها رجل ذو همة عالية، فلا يسعك أن تدخل كابل دون أن تتحدث عن نشاطات بلديتها ورئيس البلدية وعما حدث فيها من التغيرات الإيجابية والإنجازات القيمة.

 

العاصمة كابل، رغم الأحداث التي مضت عليها، بقيت شامخة صامدة، وهي وإن تخلّفت عن العواصم الأخرى في قضية التحديث والإعمار والتقنية الجديدة، إلا أنها اليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات من حكم الإمارة الإسلامية دخلت في مدار التقدم والعصرية، والجهود المبذولة جارية على قدم وساق من قبل المسؤولين، وحسب التقريرات التي حصلنا عليها خلال محادثة ومجالسة سكان كابل فإنهم يثنون على هذه الجهود، مؤكدين أن وجه مدينة كابل تغير كلياً عما كان عليه زمن حكومة الجمهورية، ويشيدون بجهود بلدية كابل، ويشكرون رئيس البلدية المولوي عبدالرشيد البلوشي الذي يعمل في مكتبه في الساعات الإدارية، ثم ما تلبث أن تراه في ساحات المدينة ليشرف على المشاريع عن كثب، وهذا دأبُه دائمًا حسب التقريرات التي حصلنا عليها.

 

بلدية كابل منذ تولي الإمارة الإسلامية الحكم بدأت جهودها لتطوير العاصمة، وتعهدت بتقديم الخدمات القياسية وحل مشاكل السكان، وقامت بإنجاز أعمال مهمة في مجال التنمية القياسية، وإضفاء صبغة جمالية على الحياة الحضرية في المدينة، وإعطائها روعة ورونق للرخاء والرفاهية، وتوفير التسهيلات اللازمة للسكان والمواطنين وجميع الوافدين إلى المدينة. وبهذه الجهود تم توفير التسهيلات للمواطنين من جهة، ومنع هدر الأموال الوطنية من جهة أخرى.

 

وبهدف “تحويل مدينة كابل إلى مدينة مستقرة وحديثة”، نفذت البلدية مشاريع مختلفة على مستوى المدينة بتمويل من ميزانيتها الداخلية، مثل: إنشاء البنى التحتية والخدمات العامة والخدمات الثقافية والاجتماعية والخدمات المالية والإدارية، وإلى جانب اهتمامها بالمشاريع الجارية فإنها تخطط وتصمم لاستحداث مشاريع جديدة. وقد أحرزت كابل تقدما ملحوظا في مختلف القطاعات، ما يجعل منها مدينة عصرية وجديرة بأن تكون عاصمة للبلاد.

 

وبالإضافة إلى الأعمال الكبيرة التي أنجزتها بلدية كابل في مجال البنى التحتية مثل: تعبيد الطرق وتوسيعها وتنويرها وإنشاء الطرق الجديدة لتسهيل حركة المرور، فإنها تولي اهتمامها بحماية ورعاية 140 متنزهًا ومساحات خضراء، وبرَيّ أكثر من مليوني شجرة، وزرعت مليوني شتلة من أنواع مختلفة من النبات في مناطق مختلفة من المدينة متوافقة مع المناخ. وتعتزم البلدية زراعة مئات الآلاف من الأشجار الجمالية والشتلات وغيرها في موسم الزراعة.

 

هناك بعض الأحياء في كابل كانت فيما سبق مركز قوة لبعض الأشخاص الحكوميين السابقين، الذين قد غصبوا الأراضي سعيًا منهم لامتلاكها، فبنوا فيها وتصرفوا فيها بأشكال مختلفة، حتى أصبحت حاجزاً يمنع من توسيع الشوارع وتحديث الطرق، وكانوا يمنعون الناس وحتى الإدارات من العمل فيها، فبقيت بعيدة عن مسار التحديث، ولكن بعد انتصار إمارة أفغانستان الإسلامية وبجهود بلدية كابل تمت استعادة هذه الأراضي وأضيفت في إعمار البنى التحتية للمدينة.

 

كما أولت البلدية عنايتها بتنظيف وتنظيم الأسواق من تواجد الباعة المتجولين الذين يخلقون العشوائية والازدحام في المدينة، فنقلتهم إلى مواقع معينة بشكل منظم، في 22 منطقة مختلفة من المدينة.

 

إنجازات بلدية كابل لا تسعها هذه العجالة، ولعلها تحتاج إلى كتاب ضخم وإلى تحليل وتفصيل، ولكن أردنا فقط الإشارة سريعاً إلى هذه المجهودات.

 

و مما شاهدته في كابل وأعجبني هو أن أصحاب العربات والباعة المتجولين، بعد صلاة المغرب، كانوا يضعون بضائعهم على جانب الشوارع دون خوف أو قلق من الضياع والسرقة، رغم أن هؤلاء من أضعف الناس وكل ممتلكاتهم تحملها هذه العربات الموضوعة في الشوارع، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على توفر الأمن في العاصمة، وأن نفوس المواطنين وأموالهم وأعراضهم أصبحت آمنة محفوظة تحت مظلة النظام الإسلامي، والذي لا نجد له مثيلًا في الحكومات السابقة.

 

و من عاش خارج أفغانستان من المواطنين وغيرهم، فمن المحتّم عليهم أن يعلموا أن ما تنشره وسائل الإعلام عن أفغانستان من السلبيات وأنها كذا وكذا؛ كله كذب وادعاءات، فالأوضاع فيها عادية والناس يعيشون عيشتهم الطبيعية، والنشاطات في الشوارع والأسواق جارية، وأصبح العيش أكثر أمنًا واستقراراً، بيد أن أعداء الوطن والدين لا يتحملون الأمن والاستقرار ومن ثَمّ الرخاء والرفاهية في الوطن الحبيب؛ أفغانستان.