اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وبعدها لم يرجع البريطانيون إلى أفغانستان إلا في ضمن الحملة الأمريكية عام 2001 وكان من نصيبهم هذه المرة أيضا الفشل والهزيمة ولذلك سميت هذه الأرض بمقبرة الإمبراطوريات فقد دفن على ثراها عساكر الاستعمار البريطاني ثم السوفياتي ثم الأمريكي وأحلامهم.
بعد مضي قرن على الاستقلال لا زال الأفغان يحيون ذكراه!
من المقرر أن يحيي الأفغان اليوم الأحد 14 من شهر الصفر و28 من أسد و 18 من أغسطس الذكرى الـ 105 للاستقلال عن الإنجليز، وقد أعلنت الحكومة الأفغانية الجديدة بقيادة الإمـ.ـارة الإسلامية عطلة رسمية في البلاد بمناسبة هذا الاستقلال وإحياء ذكراه.
وقد استطاع أسلافنا وأجدادنا بنصر الله وإيمانهم به، وبسالتهم أن ينتصروا على الإنجليز، وتمكنوا من سحق جيوش بريطانيا العظمى بعد صد 3 حملات إنجليزية على التراب الأفغاني والتي منيت بالهزيمة كل مرة وعلى إثرها فرت تلك الجيوش بعدما أدركت تمام الإدراك أن استيلاؤها على هذه البقعة من الأرض شبه مستحيل، وصارت أرض الأفغان جحيما تحت أقدامها وخسرت قادتها وكبار مسؤوليها ومفاوضيها على أيدي الثوار والمجـ.ـاهدين الأفغان آنذاك، وهكذا استطاع الأفغان استعادة أرضهم، وطرد المحـ.ـتل الإنجليزي إلى خارج البلاد وتحرير #أفغانستان من أيدي هؤلاء الغزاة.
الاستعمار البريطاني، الغزو الإنجليزي الأول لأفغانستان؛ كانت هناك صراعات داخلية تدور بين العائلات الحاكمة في أفغانستان، الأمر الذي أوقع الأوضاع الداخلية في أفغانستان بين فكي كماشة القوى الأجنبية منها بريطانيا، ومن بين أولئك الذين تقاتلوا على الحكم في أفغانستان شاه شجاع الذي خسر ملكه فلحق بالإنجليز والسيخ في الهند بغية استعادة ملكه وقد انتهزت بريطانيا هذه الفرصة واستغلت الخلافات الدائرة بين العائلات الحاكمة في أفغانستان آنذاك، وبدأت بالتدخل إلى جانب السيخ في الشؤون الداخلية لهذا البلد وكانت تسعى إلى الحصول على ذريعة لاجتياح أفغانستان فوظفت قضية شاه شجاع ذريعة لهذا التدخل وحركت جيشها الذي ضم عميلها الخائن شاه شجاع الأفغاني، و ألكساندر برنس، والسفير اللورد مكناتِن وكان قوام هذا الجيش 54150 جنديا مسلحا مزودا بعشرات الآلاف من الخيل والجمال والفيلة والأسلحة المتطورة بما في ذلك المدافع، وسلك الجيش البريطاني طريق بلوشستان حتى دخل إلى قندهار ومنها إلى غزنة ورغم تعرض الجيش البريطاني لمناوشات وكمائن من المجـ.ـاهدين الأفغان إلا أنه استطاع أن يدخل كابل عام 1839 ومن ثمّ نصبوا شاه شجاع حاكما جديدا للبلاد وهكذا تولى البريطانيون شؤون البلاد.
وأقام الجيش البريطانيّ معسكرات في قندهار وغزني وجلال آباد مع وجود مركز كبير في كابل وقد أصدر العلماء فتوى القتال ضد الاحـ.ـتلال الإنجليزي وقامت على إثر ذلك انتفاضة جـ.ـهادية كبيرة في جميع أنحاء البلاد وبدأت جحافل الثوار بمهاجمة الجيش البريطاني وقتل اللورد مكناتن على يد البطل الوزير أكبر خان كما قتل ألكساندر برنس وأراد الجيش البريطاني الذي بلغ عدده 17 ألف مقاتل الهروب إلا أنه حوصر في منطقة لته بند بين كابل وننجرهار وقتل معظم الجيش ولم يفلت منهم إلا دكتور برايدن الذي وصل وهو مصاب إلى جلال آباد حيث ثكنات الجيش البريطاني كما قتل العميل شاه شجاع حين شد الركاب بنية الفرار، وهكذا استطاع الأفغان دحر الجيش الإنجليزي، وتعرض البريطانيون لضربة تاريخية كبيرة على أيدي الأفغان وخرجوا منهزمين صاغرين من أفغانستان.
الغزو الإنجليزي الثاني لأفغانستان؛ بحلول عام 1879 أراد الإنجليز مرة أخرى أن يمدوا يد الطمع إلى أفغانستان وإخضاع السياسية الخارجية لها لهيمنتهم في فترة حكم الأمير شير علي خان الذي رفض الهيمنة البريطانية والركون إليها وهذا الأمر أغضب البريطانيين وانطلقت حملة عسكرية بريطانية ثانية، واستطاعت القوات الإنجليزية التوغل داخل الأراضي الأفغانية التي دخلتها من 3 محاور رئيسية من قندهار وبكتيا وننجرهار بعشرات الآلاف من الجيش المسلح واحتلت المناطق الجنوبية والشرقية لأفغانستان. ثم بعد وفاة الأمير شير علي خان أرغم الإنجليز ابنه يعقوب خان على توقيع اتفاقية للتنازل عن الأراضي الأفغانية المسلوبة كما أخضعوا السياسية الخارجية الأفغانية للإرادة البريطانية وهكذا احتل البريطانيون أفغانستان مرة أخرى. وقد بدأ علماء الأفغان ومجاهديهم بالجـ.ـهاد مرة ثانية ضد المحـ.ـتل البريطاني وقد بلغ ذروته حين هاجم عدد من العساكر الأفغان مقر السفارة البريطانية في كابل وقتلوا السفير البريطاني كيوناري مع 123 من موظفي السفارة ومن ثم أحرقوا السفارة بالكامل، وبعد هذه الحادثة جلب الإنجليز عددا آخر من الجنود إلى أفغانستان إلا أن شرارة الحرب قد اشتعلت في جميع أنحاء البلاد، وقد هجم أيوب خان نجل الأمير الراحل شير علي خان مدينة قندهار من جهة ولاية هرات وألحق هزيمة ساحقة بالإنجليز في معركة ميوند الشهيرة، وانسحب الجيش البريطاني من أفغانستان إلا أنه أبقى على عملائه في هذا البلد لينفذوا أجنداتهم ومخططاتهم.
حرب الاستقلال؛ بحلول عام 1919 أعلن المجـ.ـاهدون والثوار الأفغان جهـ.ـادا ضد الإنجليز، وقاد العلماء الأجلاء هذه الثورة وفي شهر مايو بدأوا بحملات واسعة على الجنود البريطانيين في قندهار وبكتيا وننجرهار وكانت أسخن هذه المعارك تدور في ولاية بكتيا بقيادة الأمير نادر خان، وحملة أخرى للمـ.ـجاهدين الأفغان من مناطق “تل” و “كورمة” و “وانه” واستطاعوا فتح مدينة “تل” الأمر الذي أربك البريطانيين ودعوا إلى وقف الحرب كما وعدوا بقبول كل مطالب الشعب الأفغاني. وبهذا أنهى الاحتلال البريطاني حملته الثالثة بعدما مني بالفشل على أيدي الأبطال الأفغان وخارت عزائم جنوده ويئس المحـ.ـتلون من تحقيق طموحاتهم وأطماعهم في إخضاع الأفغان والاستيلاء على بلدهم كما حقق الشعب الأفغاني انتصارات متتالية وسطر ملاحم ضد أعتى القوى العالمية ونال حريته واستقلاله في 28 أسد عام 1298 هجري شمسي أي عام 1919 للميلاد والحمد لله.
وبعدها لم يرجع البريطانيون إلى أفغانستان إلا في ضمن الحملة الأمريكية عام 2001 وكان من نصيبهم هذه المرة أيضا الفشل والهزيمة ولذلك سميت هذه الأرض بمقبرة الإمبراطوريات فقد دفن على ثراها عساكر الاستعمار البريطاني ثم السوفياتي ثم الأمريكي وأحلامهم. ويقول العلامة جمال الدين الأفغاني -رحمه الله- في كتابه تتمة البيان في تاريخ الأفغان عن الأمة الأفغانية: “نشأت هذه الأمة على الجلادة والإقدام، فكانت أُمة حربية لا تدين لسلطة الأجنبي عليها، حتى إنه في زمن محمود الغزنوي وجنكيز خان التتري وتيمور الكوركان الذين تمت لهم السلطة عليها لم تكن تبعيتها لهم خالية من الخطر، وكذلك في عهد انقسام ممالكها بين سلاطين الهند وفارس، إذ كانت تتربص بملوكها الشر دائما، وتترقَّب الفرص لإيقاد نار الفتنة” ولا يزال الأفغان يحيون ذكرى استقلالهم واحدا تلو الآخر ويحتفظون بتاريخهم المشرق الحافل بالبطولات والملاحم ضد الغزاة المحتـ.ـلين، وهذه المرة يأتي الاحتفال في أجواء الانتصار والحرية الكاملة ولله الحمد وها هم الأفغان يحتلفون بانتصارهم على الإنجليز وبريطانيا العظمى وقد كسرت الإرادة الأمريكية على ثراهم وخرج الجند الأمريكيون وحلفاؤهم الغربيون وعملاؤهم مهزومين مطرودين خائبين، فما أحلى طعم الاحتفال بالاستقلال في مثل هذه الأجواء، أدام الله علينا هذه النعمة وحرر جميع بلاد الإسلام والمسلمين من أيدي المحتـ.ـلين وعملائهم.
دیدگاه بسته شده است.