اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
و أخيراً، رغم كل العوائق الموجودة على واقع الأرض الأفغانية من الجفاف المستمر لعدة سنوات، وتغير المناخ الإقليمي، والبطالة وانعدام الأمن الغذائي، وعدم الاعتراف السياسي بحكومة إمارة أفغانستان الإسلامية، وخلق التحديات الاقتصادية بوضع العقوبات الاقتصادية على البنوك الأفغانية وتجميد الأموال الأفغانية من قبل أمريكا، وعدم التعاون والاعتراف من قبل الدول الإسلامية والعربية والمجتمع الدولي؛ فإن الإمارة الإسلامية وقيادتها عازمة على خدمة شعبها وازدهار اقتصادها وبناء بلادها؛ لأنها متيقّنة بأنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
لاشك أن أفغانستان اليوم -بعد عدة عقود- تتنفس الصعداء وتشعر بالراحة بعدما أتى به الزمن عليها وبعدما رأت من جفاء الأبناء والأجانب والأقارب والجيران، وبعد أن كانت تنحدر إليها صخور الحروب والصراعات من كل حدب وصوب، وتسودّ عليها حياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتأباها السعادة والفرح والسرور، ويجهلها التقدم والازدهار في كل شيء، ويجلس على خزائنها وكنوزها الأعداء من كل مكان كالأفعى التي لا ترحم ولا تعطف، فأحاطوا بها كوحش مفترس. نعم بعد كل هذا تنفست أفغانستان الحبيبة الراحة من عمق الوجود، ورفعت رأسها المغبر المغموم من تحت وطأة الاحتلال والفساد والفوضى، وأقامت ظهرها المكسور من الأنقاض والدمار والخراب.
ها هي اليوم، بعد أن بدأت عيشًا جديدا وحياة طيبة، تقضي عامها الثالث في ثبات واستقرار، وتتطلّع إلى السير في مسيرها الطبيعي، وتخطو خطوات مستقلة نحو الأمام لتنمو وتترعرع في أحضان أبنائها المخلصين الذين تلألؤا في أجوائها بدمائهم ودموعهم والذين استفرغوا كل ما في وسعهم في التضحية والفداء واستنفدوا كل طاقاتهم لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إنها اليوم تحمل رسالة إلى العالم في إطار الإيجابيات والسير في مسار التقدم والازدهار. وهي اليوم متفاخرة متباهية على البلدان، لأنها ركّعت أكبر قوة عظیمة في العالم مع أنصارها ومرتزقتها وتولّت قيادة نفسها.
عندما حكمت الإمارة الإسلامية أفغانستان، بدأ على الفور العمل الجاد من أجل تنمية الوطن وازدهاره، وقد تمكنت من إنشاء أكبر الأعمال التأسيسية لأفغانستان في هذه الفترة القصيرة والمضي بالبلاد نحو الاكتفاء الذاتي.
وسنقوم باستعراض نموذج من الأعمال الأساسية للإمارة الإسلامية:
١– الأمن
لقد تمكنت الإمارة الإسلامية بفضل الله من السيطرة على كامل أراضي أفغانستان وتوفير الأمن في كافة أنحاء البلاد. قبل حكمها، لم يكن هناك أمن على الإطلاق في البلاد، وكان الناس يفقدون حياتهم من أجل هاتف محمول أو حتى من أجل مائة أفغاني، لكن الإمارة الإسلامية تمكنت من إزالة جذور هذه الاضطرابات الأمنية وتوفير الأمن وخلق بيئة آمنة للناس.
لقد قامت الإمارة الإسلامية، بعمليات سريعة وقرارت حاسمة لاستئصال جذور جرائم الخطف والحوادث الإجرامية، وتوفير البيئة المناسبة والآمنة للتجارة والتجار والمستثمرين. إذ كان لا يستطيع -قبل ذلك- التجار ورجال الأعمال السفر بحرية، لأنهم سيكونون تحت هجوم وكمين اللصوص وقطاع الطرق!
وبحمدالله لا يزال الأمن متوفرا في البلاد في العام الثالث منذ حكم الإمارة الإسلامية، وبدأ الناس ينسون المشكلات الأمنية.
ثم لا يخفى أن أفغانستان كانت ساحة حروب خطيرة وألعاب استخباراتية مختلفة للقوات الدولية لأكثر من أربعة عقود، قُتل وجرح على إثرها الملايين من البشر، وخلقت أحقاد خطيرة بين الناس؛ ولذلك فإن إحلال السلام في وقت قصير في بلد مثل أفغانستان أقل ما يقال عنه أنه معجزة.
۲– الاقتصاد
رغم كافة التحديات الموجودة التي خُلقت من قبل أمريكا والمجتمع الدولي من وضع العقوبات الاقتصادية الظالمة وتجميد الأموال الأفغانية في البنوك الأمريكية؛ فإن إمارة أفغانستان الإسلامية تولي النمو الاقتصادي والازدهار أولوية؛ من خلال تنفيذ مشاريع البنية التحتية المختلفة داخل البلاد.
لقد قامت إمارة أفغانستان الإسلامية، بعد إرساء الأمن، بأعمال عظيمة وجوهرية في القطاع الاقتصادي، وتمكنت من إنعاش اقتصاد البلاد، ومن تسييره نحو الأمام، وبدأت بتطبيق مشاريع كبيرة وصغيرة في أنحاء البلاد، وحققت إنجازات ملحوظة في مختلف القطاعات الاقتصادية، وأصبحت أفغانستان نقطة الوصل بين جنوب آسيا وآسيا الوسطى.
وقد تمكنت الإمارة الإسلامية من الحفاظ على استقرار العملة الوطنية بسياساتها الحكيمة والذكية. وتم التحكم في أسعار جميع السلع في جميع أنحاء البلاد، وأسعار المواد الأولية والإعاشة تتناقص يوما بعد يوم. كما تمكنت الحكومة الأفغانية من إعادة بناء الطرق المهمة في البلاد على الرغم من العقوبات الدولية.
وفيما يلي نمرّ سريعاً على بعض الإنجازات في المجال الاقتصادي:
قناة قوشتيبة
هذه القناة ظلت برامجها معطلة منذ أكثر من نصف قرن، ولم يتمكن أحد من فتح هذا المشروع الكبير والحيوي والبدء في عمله فعلياً، إلا أن الإمارة الإسلامية بدأت هذا المشروع الكبير، وتم افتتاحه في العام الثاني بإشراف وجهود الإمارة الإسلامية. ويعد هذا المشروع أكبر إنجاز للإمارة الإسلامية، حيث تم إنجاز الجزء الأول منه، والعمل جارٍ في إكمال الجزء الثاني. ومع اكتمال هذا المشروع، سيتم ري الصحاري الجافة في الشمال وتحديدا في بلخ وجوزجان وفارياب التي تعاني من نقص المياه.
ولا يزال يجري العمل في هذا المشروع بشكل مكثف على فترات صباحية ومسائية.
استخراج النفط
من أهم ما قامت به الإمارة الإسلامية دون شك، هو استخراج النفط لحوض بحيرة آمو، والذي أدرجها في قائمة الدول النفطية، حيث تم توقيع عقد استخراج النفط لحوض بحيرة آمو مع شركة (CPEIC) الصينية.
وبموجب هذا العقد سيتم استخراج النفط من مساحة تبلغ 4500 كيلومتر مربع، تقع في ثلاث ولايات شمالية (سربول، جوزجان، وفارياب).
وسترتفع كمية الاستخراج اليومي من 1000 إلى 20000 طن.
وستستثمر شركة (CPEIC) 150 مليون دولار في عام واحد، و540 مليون دولار في السنوات الثلاث المقبلة.
وفي هذا العقد ستكون إمارة أفغانستان الإسلامية شريكا بنسبة 20%، وترتفع هذه الحصة إلى 75%. وسيتم خلق عمل لحوالي 3000 أفغاني.
من البنود المهمة جدًا في هذا العقد الذي تم توقيعه مع شركة (CPEIC) أنه إذا لم تعمل الشركة المذكورة على جميع المواد والبنود المذكورة في العقد خلال عام واحد، فسيتم إنهاء العقد تلقائيًا.
وستكون المدة الإجمالية لهذا العقد تصل إلى 25 عامًا.
الحفاظ على استقرار العملة الوطنية
يعد الحفاظ على استقرار العملة الوطنية أحد أكبر وأهم الإنجازات الاقتصادية لإمارة أفغانستان الإسلامية. فبعد انتصارها لم تحافظ العملة الأفغانية فقط على قيمتها مقابل جميع العملات، وخاصة مقابل الدولار الأمريكي، بل زادت قيمتها أيضا.
وحققت الإمارة الإسلامية ذلك من خلال الاعتماد على السياسات النقدية المعقولة والشفافة، وإلى جانب تلك السياسات، منعت بشكل أساسي تهريب جميع العملات الأجنبية، وخاصة الدولار الأمريكي، ووقف جيش أفغانستان الإسلامي في كافة المنافذ وحدود أفغانستان في وجه مهربي العملة الأجنبية بكل ما أوتي من قوة. وقد لعبت الزيادة في قيمة العملة الأفغانية مقابل العملات الأجنبية دورا رئيسيا في خفض أسعار المواد الخام وغيرها من المواد المستوردة.
تخفيض أسعار البضائع
في الأيام الأولى لفتح أفغانستان، ارتفعت أسعار البضائع في أفغانستان، لكن سلطات إمارة أفغانستان الإسلامية أعادت الاستقرار والسلام إلى أسواق البلاد من خلال انتهاج سياسات تقدمية ومثمرة في هذا الصدد، فلم ترتفع أسعار المنتجات النفطية فحسب، بل شهد شعب أفغانستان انخفاضًا في أسعار السلع الأخرى أيضا.
إعمار الطرق العامة
وفيما يتعلق ببناء الطرق، من المدن الرئيسية في أفغانستان إلى أقصى أنحاء البلاد، يستمر العمل على ترميم الطرق. ووضعت إمارة أفغانستان الإسلامية إعادة إعمار الطرق على رأس جدول أعمالها. ويجري العمل حالياً على أكثر من خمسين طريقاً رئيسياً وثانوياً في جميع أنحاء البلاد، دون مساعدات خارجية.
بناء طريق كابول-قندهار، ونفق سالنج، وطريق أوروزجان-قندهار، وطريق غور-هرات؛ كلها الآن تحت العمل. ولإصلاح وبناء الطرق العديد من الآثار الهامة، منها: انخفاض سعر السلع التجارية، ومنع ضياع الوقت، وسرعة النقل، وغير ذلك.
جمع الضرائب بشفافية ووضوح
يعتبر تحصيل الضرائب بشكل منتظم وشفاف أحد العناصر المهمة للحكومة. ومع تأسيس إمارة أفغانستان الإسلامية، بدأ ويستمر تحصيل الضرائب بطريقة منظمة وشفافة لإيداعها في خزانة الحكومة. وفي الإدارة السابقة، كان جزء كبير من أموال الضرائب يتدفق إلى جيوب كبار الضباط ومسؤولي النظام تحت الاحتلال. لكن في الوضع الحالي يتم جمع الضرائب بطريقة واضحة وشفافة، حيث يتم تمويل الميزانية العادية والتنموية لأفغانستان من الإيرادات الداخلية، وهو حدث غير مسبوق في التاريخ المعاصر للبلاد.
تنظيم الشركات الحكومية تحت مظلة واحدة
هناك ٤٠ شركة حكومية تعمل في أفغانستان، لكن هذه الشركات كانت في وضع سيء للغاية في الماضي، حيث تسبّبت الإدارة السابقة عدة مرات في إضعاف الاقتصاد الأفغاني ومسار التنمية؛ من خلال بيع آلات هذه الشركات وإغلاق السبيل للاكتفاء الذاتي للبلاد، وتحويل البلد إلى بلد استيراد خالص، كما أنها بإلغاء هذه الشركات، تسببت في عطالة أرباب آلاف الأسر الذين كانوا يعملون في هذه الشركات، وعرّضتهم لضائقة اقتصادية شديدة.
لكن إمارة أفغانستان الإسلامية تمكنت من مساعدة هذه الشركات وجمعها تحت مظلة واحدة، ومع تشكيل هذه الإدارة ستحقق أفغانستان الاكتفاء الذاتي -بإذن الله- في مختلف القطاعات الاقتصادية.
أعمال البلديات القيمة
إن جهود البلديات على مستوى المدن لتجميلها وإنارتها، وإعمار الطرق فيها؛ مثال آخر على إنجازات الإمارة الإسلامية، فقد تم إنشاء تقاطعات جميلة ورمزية في مدينة كابول وهرات ومزار شريف وقندهار وهي واحدة من هذه الخدمات القيمة خلال هذه الفترة.
بناء السدود وإنتاج الكهرباء
من الجهود البارزة للإمارة الإسلامية؛ بناء سدود المياه والكهرباء في جميع أنحاء البلاد، والتي تسير بسرعة وبشكل متوازٍ. وفي هذا الصدد يمكن أن نذكر أعمال سد بخش آباد، والانتهاء من مشروع سد كمال خان، والبدء في بناء سد باشدان، والانتهاء من سد كجكي، وإنشاء سدود مائية صغيرة في جميع أنحاء البلاد.
وحسب تقرير وزارة الطاقة والمياه فإن الإمارة الإسلامية تبذل جهودها لإنشاء ٤ سدود مائية أخرى في أفغانستان. وفي هذا الصدد، ستبدأ أعمال تشييد سد “شيندند” بولاية هرات، و”كوكتشة سفلي” بولاية تخار، و”زرد آلو” بولاية غزني، و”باغ درة” بولاية كابل، في المستقبل القريب إن شاء الله.
الحكومة السابقة رهنت أفغانستان للجوار في مسألة الكهرباء مثلاً، إذ كانت تعتمد البلاد بنسبة 90 % على كهرباء دول الجوار من أوزبكستان وتركمانستان وإيران. ولكن عمل المسؤولين اليوم يتركز على الاستفادة من بناء السدود في إنتاج الطاقة، وكذلك الاستفادة من الطاقة الشمسية، وهذا أمر مهم للغاية في مجال البنى التحتية والاكتفاء الذاتي، والذي تعمد الاحتلال الأمريكي والحكومة العميلة في أن تبقى أفغانستان محتاجة مستوردة في هذا المجال.
تنشيط المدن الصناعية المعطلة
من إحدى المبادرات المهمة للإمارة الإسلامية التي خطت فيها خطوات كبيرة وجادة؛ إنشاء المدن الصناعية، وهو ما يمكن ملاحظته من المدينة الصناعية في مقاطعة هرات على سبيل المثال. في الإدارة السابقة، كانت هناك 170 مدينة نشطة ومنتجة. ولكن بفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارات ذات الصلة في الإمارة الإسلامية؛ نشهد اليوم نشاط أكثر من 1150 شركة صناعية وإنتاجية في مقاطعة هرات.
تدشين مشروع نحاس “عينك”
تم البدء في أعمال إنشاء الطريق المؤدي إلى منجم نحاس “عينك”، بطول 8.9 كيلومترًا، وذلك في مديرية محمد آغا بولاية لوجر، وسيتم الانتهاء من تعبيده في غضون 8 أشهر.
في الوقت ذاته، وفقًا لمسؤولي شركة MCC، بعد الانتهاء من عملية استكشاف ونقل المعالم التاريخية والآثار القديمة من المنجم، ستبدأ عملية التنقيب والتعدين في المنجم المذكور، وسيتم توفير فرص العمل لآلاف الأفغان. وبحسب المسؤولين فإن هذا المشروع بإمكانه أن يوفر مليون ونصف فرصة عمل في غضون خمس سنوات، وهو يحتوي على ثاني أكبر احتياطي للنحاس في العالم، كما أنه يعتبر أكبر منجم للنحاس في أفغانستان.
التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة
وعلى مستوى المنطقة؛ تم افتتاح مركز التجارة الأفغاني-الإيراني بين إمارة أفغانستان الإسلامية وجمهورية إيران الإسلامية والمعرض الدائم في كابول كخطوة أساسية لتطوير العلاقات التجارية الإيرانية-الأفغانية، والتي بدورها تزيد من العلاقات التجارية بين البلدين. كما أنه بدأ العمل على إنشاء سكة حديدية لربط البلدين؛ في غرب البلاد بين مدينتي هرات الأفغانية وخواف الإيرانية، وذلك لتسهيل التجارة والنقل.
وإضافة إلى ذلك، فإن الإمارة الإسلامية عازمة على تحقيق المشاريع الاقتصادية الإقليمية الكبرى مثل؛ تابي، تاب، كاسا ألف وغيرها، التي سوف تغير وجه البلاد وتساهم في نمو الاقتصاد في المستقبل.
إن نهج إمارة أفغانستان الإسلامية هو “السياسة الخارجية المعتدلة ذات التوجه الاقتصادي”. وفي هذا الصدد، سعت الإمارة للتفاعل البناء والإيجابي مع كافة دول العالم؛ حتى توفر أفغانستان طريق عبور آمن لربط جنوب آسيا بآسيا الوسطى في المجال الاقتصادي على المستوى الإقليمي. كما أنّ هناك مفاوضات جادة مع دول آسيا الوسطى لربط هذه المنطقة بجنوب آسيا وزيادة العلاقات الاقتصادية في المنطقة عبر أفغانستان.
۳ – المجتمع
وعلى الصعيد الداخلي؛ تواصل الإمارة الإسلامية محاربة زراعة وتهريب المخدرات وإنتاج الأفيون. بالإضافة إلى ذلك، تم تجميع قرابة عشرة آلاف مدمن مخدرات وإيداعهم مستشفيات علاج الإدمان، كما تسعى الإمارة الإسلامية -من خلال علاج المدمنين- إلى خلق مجتمع صحي وخالي من المخدرات التي تسبب بها الاحتلال الأمريكي لأفغانستان.
كما أنها واصلت مشروع استعادة الأراضي المغتصبة، والذي بدأ العمل عليه منذ أن سيطرت الإمارة الإسلامية على البلاد. يقول الناس، خلال العشرين سنة الماضية، أخذ أصحاب النفوذ أراضي الناس بالقوة، ولم يكن لأحد الحق في أن يعترض عليهم.
إضافة إلى ذلك، حرصت الإمارة على محاربة التسول، بجمع المتسولين من مدينة كابل، ودراسة أوضاعهم والتعامل معهم بناءً عليها، لأن عددا كبيرا جدًا من المتسولين كانوا في مدينة كابل وكانت ظاهرة مزعجة لغالبية الناس. وبعد كابل، بدأت هذه العملية أيضًا في ولاية هرات، وفي ولايات أخرى.
وقد لقيت هذه الأعمال الذي تقوم بها الإمارة الإسلامية، ترحيباً حاراً من قبل الناس، وأبدى المواطنون رضاهم.
4 – الدبلوماسية والتفاعل الدولي
لا أحد ينكر أن الجهاز الدبلوماسي في أي بلد له دور كبير في تثبيت الأمن وتطوير الاقتصاد واجتذاب الاستثمارات الأجنبية والتنسيق مع الدول الأخرى في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولهذا فعّلت إمارة أفغانستان الإسلامية جهازها الدبلوماسي، منذ أول يوم سيطرت فيه على البلاد، وأسست سياساتها الكلية والعامة بناء على التعاون المتبادل وعلى احترام السيادة الوطنية.
إن لأفغانستان دور مهم في السلام والأمن العالمي، ولهذا فإن التعاون مع المجتمع الدولي أمر حيوي عند الإمارة، كما أنّ الاعتراف بها أمر مهم أيضا لأنه يوفّر الأساس لمزيد من التعاون بين الإمارة الإسلامية والمجتمع الدولي، وهو ضروري لتعزيز السلم والأمن الدوليين. وهذا يدلّ على حرص الإمارة الإسلامية على التعاون وتعزيز العلاقات مع دول العالم.
وإلى جانب التعاون مع المجتمع الدولي، واصلت الإمارة مسيرها الحثيث في الدبلوماسية متعددة الأطراف والثنائية للتفاعل مع العالم والمنطقة والجيران، وفي هذا الصدد فإنّ إنجازات الإمارة الإسلامية مقبولة.
وأوضحت الإمارة الإسلامية بأنها تتعامل مع الجميع، حتى مع الغرب وأمريكا التي حاربتها لمدة عقدين كاملين، وأنها تفتح أبواب التعامل مع الجميع على أساس احترام السيادة والتعاون في المجال السياسي والاقتصادي.
ومما لابد أن نشير إليه في هذا الصدد، والذي يُعدّ إنجازاً كبيراً لإمارة أفغانستان الإسلامية في عامها الثالث؛ هو اجتماع الدوحة الثالث، حيث كان مختلفاً عن اجتماعي الدوحة الأول والثاني، لأنه في هذا الاجتماع تم إرساء لغة مشتركة بين أفغانستان والعالم، وثبت أنه من الممكن حل المشاكل من خلال الحوار، وأن ضغط العالم على أفغانستان ليس حلاً.
وفي رأيي، أن الشواهد كثيرة على أنه سيتخذ خطوات إيجابية ومثمرة للغاية نحو الاعتراف بالإمارة الإسلامية.
وقال مجاهد: إن نتائج اجتماع الدوحة الثالث ستمهد الطريق للاجتماعات المقبلة لحل المشاكل والتفاعل بشكل أكبر مع العالم.
نحن نرى مستقبل أفغانستان مزدهراً مشرقاً بإذن الله تعالى وما ذلك على الله بعزيز.
دیدگاه بسته شده است.