حان دورکم يا رجال الأعمال!

بقلم: م. إدريس رحمتي   إنّ تنمية البلاد الاقتصادية عمليّةٌ لا تتحقق بجهود المسؤولين فقط، بل تحتاج إلى التكاتف والتعاضد والتعاون فيما بين المسؤولين والشعب؛ فإنه لو تُرِك المسؤولون وحدهم ليعمروا البلاد دون مساعدة رجال الأعمال والتجار والمستثمرين في الوقت الذي ضيّق فيه الغرب عليهم الخناق وجمّد الأصول المالية الأفغانية وتكالب عليهم الأعداء من كل […]

بقلم: م. إدريس رحمتي

 

إنّ تنمية البلاد الاقتصادية عمليّةٌ لا تتحقق بجهود المسؤولين فقط، بل تحتاج إلى التكاتف والتعاضد والتعاون فيما بين المسؤولين والشعب؛ فإنه لو تُرِك المسؤولون وحدهم ليعمروا البلاد دون مساعدة رجال الأعمال والتجار والمستثمرين في الوقت الذي ضيّق فيه الغرب عليهم الخناق وجمّد الأصول المالية الأفغانية وتكالب عليهم الأعداء من كل حدب وصوب؛ لصعب عليهم الأمر، ولطال الأمد، ولعانى الشعب أكثر مما يعاني.

 

ومن هذا المنطلق يجدر برجال الأعمال والتجار والمستثمرين الأفغان الذين تركوا وطنهم واستثمروا أموالهم في بلدان أخرى، ولهم أموال وفيرة وثروات كثيرة، أن لا ينسوا الشعب الأفغاني الذي عانى ويعاني منذ عقودٍ مشاكل اقتصادية كبيرة وأزمات خانقة كثيرة؛ لأنهم إخوانهم وبحاجة ماسة إليهم، وكذلك البلد في حاجة إلى المستثمرين في مجالات مختلفة كالتعدين، والمياه والطاقة، وتفعيل الشركات، وبناء المصانع، ومشاريع أخرى كثيرة.

 

يُعد رجال الأعمال والتجار والمستثمرون شركاء للحكومات فـي بناء اقتصاد البلاد، ورفع معدلات التنمية والتطوير، ورفع معدلات الناتج المحلي للبلاد، إلى جانب دورهم الأساسي فـي توفـير السلع والخدمات المختلفة، إذ لا يمكن لغيرهم أن يؤثر بنفس تأثيرهم.

وعادة تواجه رجال الأعمال مجموعة من المشكلات والصعوبات التي تعمل الحكومات على تذليلها بالتعاون معهم، والأخذ بأيديهم لتأدية أعمالهم وتحقيق إنتاجهم بما يعود على شركاتهم وعلى قطاعاتهم بالنمو والتغير نحو الأفضل والأحسن، وبما يخدم التنمية والتطوير وتحريك عجلة الاقتصاد للأفضل. وليعلم التجار ورجال الأعمال والمستثمرون الأفغان الذين يخافون ضياع أموالهم وعدم العناية بهم في الوطن أنّ مسؤولي إمارة أفغانستان الإسلامية يُعيرون اهتماما بالغا بمن يتعاون في بناء هذا الوطن ويخطو خطوته الأولى في مجال الازدهار الاقتصادي للوطن ويساهم في بناء البنية التحتية، ولا يتركونهم وحدهم.

 

نشاطات هؤلاء المسؤولين في هذه السنوات، وصِلتِهم بالتجار ورجال الأعمال والمستثمرين، وأسفارهم إلى بلدان أخرى، وزيارات التجار ولقاءاتهم بهم؛ خيرُ دليل على أن المسؤولين يعدّون التجار والمستثمرين ركنا مهما من أركان النهضة الاقتصادية التي يريدونها لبلدهم، لا سيما نائب رئيس الوزراء في الشؤون الاقتصادية؛ ملا عبد الغني برادر؛ حيث يلتقي برجال الأعمال والتجار والمستثمرين بين الفينة والفينة ويحثهم على الاستثمار في الوطن ورفع معدلات التنمية والتطوير ورفع جودة السلع المنتجة في البلاد، ويَعِدُهم بمساعدة الحكومة، ويؤكد على الدعم الكامل لهم؛ حيث يقول في تصريح له: “أؤكد على الدعم الكامل للمستثمرين ورجال الأعمال المحليين والصناعيين، وأطلب اهتمام جميع إدارات الإمارة الإسلامية بتأمين وحماية المستثمرين والوصول إلى حل مشاكلهم في الوقت المحدد.”

 

 

 

لقد وفرت إمارة أفغانستان الإسلامية ومسؤولوها أرضيةً مشتركة يمكن للجميع من خلالها أن يساهموا في إعادة إعمار البلاد، ويغتنموا الفرص المتاحة لهم. يشير الملا برادر آخوند، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية إلى مهمة الأفغان ويقول: “تقع على عاتق جميع الأفغان، وخاصة رجال الأعمال والمستثمرين المحليين، المشاركة في إعادة إعمار البلاد وتنميتها حسب قدرتهم، والاستفادة من فرص الاستثمار في تلك المجالات التي تعد من أولويات الأفغان.”

 

من جهته طلب النائب الاقتصادي من جميع المستثمرين الأفغان الذين يعيشون خارج البلاد العودة إلى بلادهم ومشاركة شعبهم في إعادة الإعمار وتنمية البلاد؛ لأن البلاد تعمر بأيدي أبناء الوطن، لا بالأجانب الذين أكلوا خيراتها، ونهبوا ثرواتها، وفي النهاية تركوا الشعب لوحده كما تركوا مَن وعدوهم بالمساعدة لمدى بعيد.

لقد حان دوركم يا رجال الأعمال ويا تجار، مهمتكم تجاه الوطن وإعماره كبيرة جدا، فلا تتقاعسوا عن الاستثمار في وطنكم، بل كونوا في إعمار البلاد وتنميتها من السابقين الأولين، لا يذكركم الناس غدا: إنهم في الضراء والمشكلات تركوا الوطن، والآن عندما ازدهر وارتقى عادوا ليستفيدوا من خيراته.

 

وإنّ لكم في مجموعة عزيزي العالمية التي يترأسها ميرويس عزيزي، رجل الأعمال الأفغاني، أسوة وقدوة، إنه رجل مثلكم لم ينس وطنه وشعبه، بل يقف دائما بجانبهم يساعدهم ويؤازرهم، ويبني للمتضررين منهم بيوتا، ويستثمر في الوطن ليعود نفعه للأفغان، حيث أعلن أخيرا رئيس مجموعة عزيزي العالمية؛ ميرويس عزيزي -خلال حفل حضره نائب رئيس الوزراء وکبار مسؤولي الإمارة الإسلامية- عن استثمارات بقيمة ١٠ مليار دولار في قطاعات الصحة والطاقة والتعليم في أفغانستان، بالإضافة إلى أعمال خيرية بقيمة ٥٠٠ مليون دولار

.