اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
بقلم: أحمدالله البلوشي إنّنا في شهر رمضان، شهر الانتصارات والبطولات، شهر الخيرات والبركات، شهر التعاطف والتعاضد والتكاتف، شهر تضاعف الأجر والمودة والإحسان، شهر المواساة والعبادات. ففي هذا الشهر العظيم؛ من الجفاء أن ننسى إخواننا في غزة التي تصوم رمضانها الثاني وهي تعاني من أشد أنواع الظلم والاعتداءات التي ألقت بظلالها القاسية على حياتها واستقرارها، […]
بقلم: أحمدالله البلوشي
إنّنا في شهر رمضان، شهر الانتصارات والبطولات، شهر الخيرات والبركات، شهر التعاطف والتعاضد والتكاتف، شهر تضاعف الأجر والمودة والإحسان، شهر المواساة والعبادات. ففي هذا الشهر العظيم؛ من الجفاء أن ننسى إخواننا في غزة التي تصوم رمضانها الثاني وهي تعاني من أشد أنواع الظلم والاعتداءات التي ألقت بظلالها القاسية على حياتها واستقرارها، حيث استمر العدوان الصهيوني لأكثر من خمسة عشر شهرًا، ولكنها ما كلّت ولا ضعُفت ولا هانت وهي تمسح على وجعها بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:139]، وقوله سبحانه: ﴿فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُم فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱستَكَانُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [آل عمران: 146].
علينا أن لا ننسى غزة؛ فهذه السنة تختلف عن سابقاتها نتيجة لما خلّفته الحرب من مآسي وما سببته لأهلها من جراح؛ الأسواق تفتقد للأغراض الأساسية من المؤونة والطعام؛ والناس يعانون من أوضاع صعبة وقلة في السيولة المادية ونقص في الأكل والشرب؛ البيوت مهدّمة، وأغلب الناس يقيمون إما في الشوارع أو في الخيام والملاجئ.
عندما نقوم للتراويح علينا أن لا ننسى غزة؛ فالمحتل الصهيوني الغاشم، بحسب وزارة الأوقاف في غزة، استهدف بالصواريخ والقنابل 1109 مسجدًا فدمّرها تدميرًا كليًا أو جزئيًا من أصل 1244 مسجدًا في قطاع غزة بما نسبته 89% من المساجد، حيث بلغ عدد المساجد المدمرة كليًا 834 مسجدًا سُويَت بالأرض وتحوّلت إلى أنقاض، وتضرر 275 مسجدًا بأضرار جزئية بليغة مما جعلها غير صالحة للاستخدام، ما أثر بشكل مباشر على أداء الشعائر الدينية وإقامة الصلوات.
ويستقبل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة شهر رمضان المبارك هذا العام بأجواء روحانية مختلفة وغير مسبوقة عما اعتادوا عليه في السنين المنصرمة؛ إذ أصبح أداء الشعائر الدينية، وخاصة الصلوات الجماعية والتراويح، أمرًا بالغ الصعوبة، ويرون أن فقدان المساجد لا يعني فقط غياب أماكن العبادة، بل حرمان المجتمع من أحد أهم مراكز التجمع الروحاني والاجتماعي. فقد كانت المساجد ملاذًا للناس في الأوقات الصعبة، ومكانًا لتعزيز الروابط المجتمعية عبر حلقات الذكر وتحفيظ القرآن والإفطارات الجماعية.
واليوم، ومع اختفاء هذه المظاهر، يعيش السكان حالة من العزلة الروحية والافتقاد للأجواء الإيمانية التي اعتادوا عليها.
أخي المسلم، بينما تنام ملء جفنيك هادئًا مطمئنًّا بين أهلك وأولادك، تذكّر أنّ الأطفال والكبار في غزة يئنّون داخل الخيام من الآلامٍ الصامتة التي تشتعل في القلوب، وتثقل الكواهل، وتزيد من ثقلها لسعات البرد القارصة ومرارة العيش بين الركام. فإلى ما دون الصفر تدنّت درجات الحرارة، ما تسبّب في تفاقم معاناة سكان الخيام، وقد فُجعوا بتجمّد الأجساد الغضة، التي لم تقوَ على تحمّل لسعة البرد القاتلة، مثل الطفلة “شام”، ابنة الستين يوماً، حيث قضت مع خمسة من الأطفال، بعد أن استحالت الخيام إلى ثلّاجات.
إن المسلمين مطالبون ببذل الوسع والجهد لنصرة الأقصى وبيت المقدس وفلسطين، ولنوقن تمامًا أن وعد الله آتٍ، ونصر الله قريب، قال الله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة 214]، وعلينا أن نوقن أن النصر من عند الله ﷿، وأنه كائن لا محالة لعباده المؤمنين، لأنه وعد الله ﷿، وقد جرت سنة الله في خلقه أن ينتصر الحق ولو بعد حين
.
این مطلب بدون برچسب می باشد.
دیدگاه بسته شده است.