اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
نبيل هاشم منذ سنوات نسمع عبر وسائل الإعلام أخباراً مؤلمة ومخجلة عن عمليات إرهابية ينفذها تنظيم داعش، الذي ولد من رحم المخابرات الغربية والشرقية للإطاحة بجميع الحركات الجهادية التي تسعى لإقامة نظام إسلامي في البلاد المسلمة. كاد الجهاد السوري يقضي على النظام النصيري في سوريا، إذ برز تنظيم داعش في المسرح وعرقل تحرك المجاهدين […]
نبيل هاشم
منذ سنوات نسمع عبر وسائل الإعلام أخباراً مؤلمة ومخجلة عن عمليات إرهابية ينفذها تنظيم داعش، الذي ولد من رحم المخابرات الغربية والشرقية للإطاحة بجميع الحركات الجهادية التي تسعى لإقامة نظام إسلامي في البلاد المسلمة. كاد الجهاد السوري يقضي على النظام النصيري في سوريا، إذ برز تنظيم داعش في المسرح وعرقل تحرك المجاهدين وقتل آلاف المدنيين والمجاهدين من السنة، وخرّب ودمّر وشرّد وهجّر. إن آلام سوريا والعراق غيض من فيض جرائم داعش. ومع أن الحلف الأمريكي لمكافحة داعش أعلن نهاية هذا التنظيم الخطير في سوريا والعراق، إلا أن الجنایات الأخيرة التي ارتكبها التنظيم في أفغانستان، يثبت أن مهمته لم تنته بعد.
يرى كثير من المحللين أن الأعداء مازالوا يستخدمون تنظيم داعش لتمرير أهدافهم الشيطانية.
جسد أعضاء التنظيم همجيتهم ووحشيتهم في جميع العمليات التي نفذوها في العراق وسوريا وأفغانستان. أما العملية الأخيرة التي قام التنظيم بتنفيذها على مستشفى الولادة في كابل والأخرى التي نفذها على مراسم تشييع جثمان أحد القادة العسكريين في ننجرهار، أبرزت جوانب أخرى من بشاعتهم وأنهم أبعد ما يكونون عن الإنسانية. إن الكلمات عاجزة عن بيان شناعة ما حدث في مستشفى دشت برجي.
لم نقرأ في سير الملوك والفاتحين أنهم قتلوا الأطفال في أحضان أمهاتهم. لكن هذا حدث بالفعل في دشت برجي. ومما يؤسفنا أن هذا التنظيم الإرهابي يدعي الإسلام، وجميع جناياتهم تسجل على حساب الإسلام. ولاحول ولاقوة إلا بالله.
الخلفية التاريخية لداعش في أفغانستان
في ٢٦ يناير ٢٠١٥ أعلن أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم داعش قيام ولاية خراسان (فرع تابع لتنظيم داعش، يتخذ من باكستان وأفغانستان محلا لنشاطه)، حيث تشكل فرع التنظيم من مجموعات مقاتلة من جميع أنحاء العالم.
منفذ مشروع داعش في أفغانستان
ظهرت حركة داعش في أفغانستان حين كان يترأس شورى الأمن الوطني معصوم استانكزى، صاحب النفوذ والجلالة في إدارة كابل، وكان حنيف أتمر مستشار الأمن الوطني للحكومة. في الأيام الأولى من ظهور داعش ثبت للجميع أن معصوم استانكزي وحنيف أتمر بالتنسيق مع المحتلين أنبتا جرثومة داعش وأسسا قواعده، ومهّدا الأرضية لتنفيذ عملياته في صميم كابل.
وفي تلك الحقبة الزمنية أثبتت الإمارة الإسلامية أن داعش مشروع أمريكي جديد استخدم لتحقيق أهدافهم. وقد صرح سياسيون بارزون في إدارة كابل بكون داعش مشروع نفذه رئيس الأمن الوطني ومستشار الأمن الوطني بالتنسيق مع المحتلين. وإليكم بعض التصريحات التي أدلى بها بعض الساسة في كابل والتي تثبت تورط معصوم وحنيف في حماية داعش في أفغانستان:
-اتهم (لالی حميدزي)، عضو البرلمان، معصوم استانكزي بأنه يحمي داعش في أفغانستان، وصرح بأنه “منفذ مشروع داعش”.
– وقبل ذلك كتب (همايون همايون)، النائب الأول لبرلمان أفغانستان، رسالة رسمية لمستشار الأمن الوطني، قائلاً فيها أن في دار ضيافة (معصوم استانکزي) يوجد رجال مشكوك بأنهم ينشطون ضد مصالح الوطن. وأضاف همایون فی هذه الرسالة أنه رأى مرتين رجالا مشهورين في زعزعة الاستقرار والأمن على عتبة رئيس شورى الأمن الوطني. إشارة إلى تواجد النواة الأولى لداعش في بيت معصوم استانكزي.
– إن تنسيق الدواعش مع إدارة كابل والمحتلين بلغ إلى أن أسس الأمريكيون إذاعة لهم باسم (الخلافة)، وكانت تبث برامجها من داخل معسكر الأمريكيين في ننجرهار. وهذا ما صرح به الله (كل مجاهد)، نائب البرلمان، في الجلسة العامة للبرلمان، فقال: إن إذاعة داعش تبث برامجها من داخل معسكر الأمريكيين في مطار ننجرهار وتدار من جانبهم. وزاد مجاهد: لقد ثبت لي في لقائي مع أهالي مديرية شينوار أن جهات حكومية تقوم بحماية ومساندة داعش في محافظة ننجرهار.
– مولوي عبدالرحمن رحماني، عضو آخر من أعضاء البرلمان، قال: إن إذاعة داعش تبث برامجها من داخل معسكر الأمريكيين. وأكد مخاطبا النواب: إن كنت كاذبا في كلمتي هذه أعدموني شنقا. وأضاف رحماني في كلمته في البرلمان: إن داعش مشروع يدار من جانب بعض الحلقات داخل الحكومة.
– وكان حنيف أتمر، مستشار الأمن الوطني في هذا البرلمان قد أكد بأن داعش لا وجود له في أفغانستان. لكنه بعد مدة أظهر قلقه حول تواجد داعش في أفغانستان. إذ أخفى أمر داعش تمهيدا له.
– صرح (ظاهر قدير)، مساعد البرلمان أن لديه مستندات تثبت تورط حنيف أتمر في حماية داعش في ننجرهار.
أهداف مشروع داعش
كان المحتلون والعملاء يهدفون من تأسيس داعش في أفغانستان، إلى تطبيق التجربة التي خاضها الأعداء في مكافحة المجاهدين في سوريا والعراق. ولا شك أن الأعداء حققوا شيئا كثيرا من أهدافهم في سوريا والعراق بيد داعش. وقد شوق هذا النجاح العملاء في إدارة كابل إلى أن يخوضوا هذا الغمار.
يمكن أن نلخص أهداف تأسيس داعش في أفغانستان إلى ثلاثة أهداف رئيسية:
الأول: مكافحة مجاهدي الإمارة الإسلامية؛ عندما عجز المحتلون والعملاء في كفاحهم ضد أبطال الإمارة الإسلامية، جاؤوا بداعش ليؤدي دوره في هذا المجال. لذلك موّلوا الدواعش بالأموال والإمكانيات الكثيرة. لكنّ الله هزمهم وخيبهم في هذا الميدان.
الثاني: تشويه سمعة الإسلام والجهاد؛ إن العلمانيين وعملاء السوفييت الذين تجرعوا كأس الهزيمة إبان الجهاد الأفغاني ضد الشيوعيين، يحملون قلبا ضغينا ضد الإسلام والجهاد. لذلك استغلوا جميع الفرص لتشويه سمعة الإسلام، وذلك باستخدام بعض الجهلة والخونة، وقد رأينا هذا في استخدامهم لداعش في أفغانستان. لذلك كلما كان يرتكب داعش جناية ضد المدنيين، كان هؤلاء الحاقدون يظهرون أمام شاشة التلفاز ويؤكدون إسلامية داعش وأن إفراطهم منبثق من إسلاميتهم.
الثالث: إبادة المخالفين داخل هيكل الحكومة. من المعلوم أن إدارة كابل تركيبة من الأحزاب المتعددة والمتناحرة، لذلك أتت بعض الحلقات في الحكومة بداعش لتستخدمه في محو مخالفیها من الساحة.
حقيقة الجنايات الأخيرة لداعش
إن ما قام به داعش ضد الأطفال والنساء والمدنيين في أفغانستان، يعد استفادة ذكية من هذا التنظيم لتشويه صورة الإسلام وعرقلة مشروع السلام بين الإمارة الإسلامية ودولة أمريكا. لذلك مباشرة بعد الحملة على مستشفى دشت برجي نسب قادة كابل هذه الجناية إلى الإمارة الإسلامية. مع أن جميع الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية أكدت أن جناية دشت برجي وتشييع جثمان أحد القادة في ننجرهار من صنيع داعش. ولا عجب في ذلك. لأن استخدام داعش من جانب إدارة كابل في تحقيق أهدافها ليس بالأمر الجديد ولا بالعجيب.
نهاية داعش متى وبيد من؟
طبعا ستسعى إدارة كابل في حماية داعش وستحافظ عليه ما استطاعت. لکن کما أن نهاية إدارة كابل قريبة، فنهاية فتنة داعش قريبة إن شاء الله، وذلك بيد أبطال الإمارة الإسلامية. وما ذلك على الله بعزيز.
این مطلب بدون برچسب(تکونه) می باشد.