‏داعش يفشل في محاولة الصعود مجددًا في أفغانستان

  داعش خنجر مسموم في خاصرة الأمة؛ في السنوات الأخيرة، أصبحت أفغانستان نقطة محورية في القتال ضد المحتل الأمريكي الذي اجتاح ‎أفغانستان في 2001 بحجة محاربة “الإرهاب والإسلاميين المتطرفين” ورافق المحتل في هذه المهمة حلفاؤه وأعوانه وعملائه، إلا أن الإرهاب الحقيقي مارسه الأمريكانُ ورفقاؤهم في هذه الحملة الغاشمة على الإسلام والمسلمين، وفي إطار الحملة الصـ.ـليبية […]

 

داعش خنجر مسموم في خاصرة الأمة؛

في السنوات الأخيرة، أصبحت أفغانستان نقطة محورية في القتال ضد المحتل الأمريكي الذي اجتاح ‎أفغانستان في 2001 بحجة محاربة “الإرهاب والإسلاميين المتطرفين” ورافق المحتل في هذه المهمة حلفاؤه وأعوانه وعملائه، إلا أن الإرهاب الحقيقي مارسه الأمريكانُ ورفقاؤهم في هذه الحملة الغاشمة على الإسلام والمسلمين، وفي إطار الحملة الصـ.ـليبية الغاشمة على أفغانستان، كان تنظيم داعش يحاول بناء قوته هناك على حساب الإمارة الإسلامية التي كانت تقاتل المحتل الأمريكي لتحرير البلاد والعباد من شره.

 

وكم من خنجر طعن به مجرمو داعش، الإمارة الإسلامية والأخيرة تذود عن بيضة الإسلام وأعراض المسلمين، وتحاول وتسعى وتجاهد لإبعاد وطرد المحتلين إلى خارج أرض المسلمين.

 

ومع ذلك، نجحت الإمارة الإسلامية في احتواء هذا التنظيم الإجرامي، ومنعه من إيجاد مركزية وموطئ قدم في هذه الأرض كما استطاعت فور وصولها إلى الحكم في البلاد بعد تحرير الوطن من الاحتلال من منع ظهور هذا التنظيم مجددًا في البلاد، مما يعكس فعالية استراتيجياتها الأمنية والعسكرية في التعامل مع مثل هذه الحالات.

 

خلفية تاريخية؛

ظهر تنظيم داعش في أفغانستان عام 2014، مستغلًا الوجود الأمريكي على ثرى أفغانستان وانشغال أبطال الإمارة الإسلامية بقتال أمريكا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإخراجها من البلاد.

 

ومع تزايد نفوذ التنظيم، استطاع هذا التنظيم تحت غطاء وتمهيد أمريكي له تنفيذ العديد من الهجمات المميتة على المدنيين في عدد من المدن الأفغانية بالإضافة إلى مهاجمة مقرات المجاهدين ومراكزهم وطعنِ المرابطين على الثغور، مما زاد من حدة التوترات في البلاد، كما أدى ذلك إلى لجوء الإمارة الإسلامية إلى استخدام القوة ضد هذا التنظيم الإجرامي بعد فشل كل محاولاتها السابقة لإقناع ‎#داعش بعدم التعرض لقواتها المجاهدة ضد المحتل وأعوانه.

 

ومع انسحاب القوات الأمريكية والدولية، سعى داعش إلى استغلال الفراغ الأمني الذي خلفه هذا الانسحاب الفوضوي المفاجئ لزيادة نشاطه إلا أن الإمارة الإسلامية لم تترك له مجالا بفضل الله لتحقيق هذا الهدف المشؤوم.

 

جهود الإمارة الإسلامية في هذا الإطار؛

منذ استعادة السيطرة على البلاد في عام 2021 والفتح الذي من الله به على الشعب الأفغاني ورجاله الأوفياء، اتخذت الإمارة الإسلامية إجراءات صارمة لمكافحة وملاحقة فلول داعش وجبهة ما يسمى بالمقاومة التي يرأسها نجل أحمد شاه مسعود والمدعومة أمريكيا وفرنسيا، حيث اعتمدت الإمارة الإسلامية في هذا المجال على عدة استراتيجيات رئيسية:

 

1- تعزيز الأجهزة الأمنية: شكلت الإمارة الإسلامية جيشا نظاميا جديدا يضم أولوية المجاهدين وكتائبهم التي قاتلت المحتل وأعوانه خلال عشرين عاما، وقادت أصعب وأشرس المعارك ضدها، كما دربت هذا الجيش على العقيدة الإسلامية الراسخة والفنون القتالية العالية، بالإضافة إلى تشكيل الجيش عملت على إعداد وإنشاء قوات خاصة في إطار وزارة الداخلية وجهاز المخابرات الأفغاني لملاحقة عناصر داعش والتصدي لأي محاولات لعودة التنظيم في البلاد.

 

وقد أثبتت هذه القوات بفضل الله كفاءتها في تنفيذ عمليات استباقية، مما أدى إلى تصفية العديد من القيادات والعناصر الفاعلة في التنظيم كما لجأ البقية إلى خارج البلاد حيث اتخذوا من مناطق في بلوشستان الباكستانية مقرات ومخابئ لهم، ومن هناك يحاولون ويخططون لتنفيذ عمليات ضد أفغانستان.

 

وقد تمكنت أجهزة الأمن الأفغانية من تفكيك وتحييد خلية داعشية في ولاية غور وسط ‎أفغانستان وكانت هذه الخلية متورطة في عدد من الأحداث الأمنية في البلاد كما أكد المتحدث باسم الحكومة الأفغانية السيد ذبيح الله مجاهد أن هذه الخلية كانت تتلقف الأوامر من قيادة وعناصر التنظيم المتواجدين في منطقة بلوشستان بباكستان.

2- جمع المعلومات الاستخباراتية: تمت زيادة الجهود في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية من قبل الحكومة الأفغانية حول تحركات ونشاط داعش من مصادر مختلفة داخل وخارج أفغانستان كما اعترف العديد من أسرى داعش لدى الإمارة الإسلامية بالعديد من المعلومات بشأن هذا التنظيم ومخططاته الإجرامية، مما ساعد في التعرف على الخلايا النائمة وتفكيكها قبل أن تتمكن من تنفيذ أي هجمات.

 

3- العمليات العسكرية: نفذت قوات الإمارة الإسلامية عدة عمليات عسكرية واسعة النطاق في المناطق التي كان يتواجد فيها داعش، مما أدى إلى تدمير العديد من معاقل التنظيم واستعادة السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سيطرته إبان وجود الاحتلال الأمريكي.

لقد أثبتت هذه الجهود فعاليتها في تقليص نفوذ داعش في أفغانستان، ووفقًا لتقارير أمنية، فقد انخفضت الهجمات المرتبطة بالتنظيم بشكل ملحوظ، وأسرت القوات الأفغانية العديد من الخلايا بالإضافة إلى تحييد عناصر حاولت القتال كما طُرد العديد منهم إلى خارج البلاد. كما أن استقرار الأوضاع الأمنية البلاد بعد القضاء على داعش سمح للناس بالعودة إلى حياتهم الطبيعية.

التحديات المستقبلية؛

رغم النجاح الذي حققته الإمارة الإسلامية في مواجهة داعش، لا تزال هناك تحديات كبيرة قائمة في هذا الصدد، ولا يزال من الممكن أن يحاول التنظيم إعادة تنظيم صفوفه خارج البلاد ومن ثمّ التسلل إلى الأراضي الأفغانية، كما أن من الممكن أن يستغل هذا التنظيم الإجرامي التوترات السياسية والاجتماعية والأمنية الحاصلة في ‎باكستان في ظل انعدام رؤية سياسية واضحة لدى الحكومة الباكستانية في التعامل مع المعارضة السياسية والأحداث الأمنية الجارية في البلاد.

ولا شك أن المخاطر الأمنية المحدقة بالمنطقة كلها تتطلب جهودا مشتركة للتعامل مع هذه المخاطر بصلابة وحدة لا أن تستغل هذه الدول هذه الفلول الإجرامية ضد أفغانستان؛ لأن النار التي يشعلونها للشعب الأفغاني ستحرقهم أيضا. كما يتعين على الأجهزة الأمنية الأفغانية الاستمرار في تعزيز قدراتها وتعاونها مع المجتمع المحلي لضمان استقرار الأوضاع.

ويبدو أن الإمارة الإسلامية نجحت حتى الآن في احتواء داعش ومنع عودته في ‎أفغانستان رغم عدم اتخاذ إجراءات مماثلة من قبل دول الجوار لا سيما باكستان.