دماء زكية تؤتى ثمارها

 

أبوسلمان

 

منذ أيام احتلت بنغلاديش صفحات الإعلام، و اكتظت المواقع والمنصّات بكلمة#بنغلاديش، وحدثت فيها ثورة إسلامية شعبية بعد جهود بذلها العلماء والدعاة والناصحون، و بعد دماء أهريقت لأجل الحق والحرية، فبدأت تؤتى ثمارها،و ما يجعل هذه الثورة متميزة من سائر الثورات خروج صور من شبابها تحمل معها رسالة إلي العالم، و منها صور تحتوى علي علم الإمارة الإسلامية، و علم فلسطین إلي جانب العلم الوطني البنغلاديشي والتي تصف لنا أن شعب البنغال سئمت من وطأة الظلم الممتد والعدوان والقتل والإخفاء القسري، و ضاقت بها صدورهم، و أنها تجتهد بحثا عن طريق للخلاص عن المؤامرات الأجنبية التى أرخت سدولها على وطنه منذ الاستقلال، و الوصول إلى الحرّية والحق، ويبدو اليوم أنه يجني ثمار جهاده و مقاومته، و مما يعطي هذا الانتصار جمالا ساحرا و بهاءا لافتا هي أداء الصلاة من قبل الحشود بالجماعة علي متن الشارع مما يؤئد عمليا أن هذا الشعب المسلم القافل إلي جذورها الإسلامية، و إلي أصوله الإنسانية يطالب بإقامة النظام الإسلامي علي أرضه الذي يضمن له العدالة والقسط بوقفه أمام الديكتاتورية والعدوان.

 

الأمر الذي يظهر أن مسير الإمارة الإسلامية هو مسير الصحيح المعتدل الجامع بين الدين والدنيا، والذي من حقه أن يصبح قدوة للشعوب والأمم يقتدون به و يتخذونه طريقا و سبيلا في حياتهم السياسية، فهم أدركوا جيدا أن الأنظمة السياسية المتنوعة المزخرفة، في أنحاء العالم لا تسمن ولا تغنى عما يعيشونه من الاعتداء والظلم، و عما يعانون من مشاكل كبيرة في حياتهم اليومية.

 

و من رسائل التي تعطينا هذه الثورة أن التضحيات العظيمة والدماء الزكية التي سالت علي أرض الأفغان، و ما تسيل اليوم علي أرض غزة، و ما سالت علي أرض بنغلاديش نفسها من دماء العلماء والمشايخ والدعاة والصالحين لم تذهب هدرا، و أن ما رأينا اليوم هي من ثمارها، و قد زلزلت بها عروش الظالمين، و دمّرت بها مخططاتهم، و أن الله كان ولا يزال خلف هذه التضحيات بنصره و قدرته، شريطة الصبر والمثابرة علي ما يرضيه من قول أو عمل أو موقف.

 

ثم الرجاء كل الرجاء،أن لا تنحرف الثورة في بنغلادش إلي غير مسيرها، و أن لا تجري الرياح بما لاتشتهيه سفن الشعب البنغالي، ولا تندثر في تلاعب الأعداء المتربصين المتحيّنين المتآمرين ليل نهار خلف كل ثورة شعبية، ما يعكس خبثهم و دناءتهم، و الثورات في بعض البلدان الاسلامية ليست ببعيدة عنا حيث تلوعبت بها في أقصر مدة ممكنة، و صبّت علي لهيبها و شدتها مياه باردة فخمدت أشعال الثورات، و همد اضطرامها، و ذهبت التضحيات أدراج الرياح، و صارت نسيا منسيا.

 

فعلى النصحاء و أهل الخير الوقوف أمام المؤامرات الأجنبية الخبيثة، و ردها إلي نحورهم، و التواجد عيانا في ميدان السياسية و المكافحة ضد مواليهم في الداخل، حتى لا يتكرر ما يعقب الثورات في الربيع العربي و أن لا تذهب التضحيات أدراج الرياح،فالله مع من أقدم لوجه الله و صبر و صابر و جاهد و رابط.