اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
لم يكن للدواعش جهاد ظاهر أو نكاية بينة، أثناء احتلال أفغانستان الذي زاد عن عشرين سنة، ولكنهم تسلموا الراية من الاحتلال بعد هزيمته، وبدأت أعمالهم الإجرامية للنيل من قادة الإمارة الإسلامية فأصبحوا بحق يقتلون أهل الإيمان ويتركون عبدة الأوثان، وما استطاعوا خلال الفترة الماضية أن يبرزوا لجنود الإمارة في ميدان، وإنما يتقصدون الأسواق والمساجد وأماكن تجمع الناس ويندسون بينهم، وما عرف عن طائفة قبلهم، انتهكت حرمة المساجد وجعلتها ساحة قتل وتفجير إلا هم وأساتذتهم المجوس، حيث أحيوا سنة أبي لؤلؤة المجوسي عليه لعنات الله تترى، الذي طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو يصلي بالناس في المسجد، ومضت هذه السنة السيئة وحملها خوارج كل عصر، حيث خرجوا على الخليفة الراشد عثمان بن عفان فقتلوه وهو يقرأ القرآن، وطعن ابن ملجم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المسجد في شهر رمضان.
بقلم:الشيخ الدكتور محمد الصغير
في زياتي الأولى لـ أفغانستان بعد عام من هزيمة أمريكا وحلفائها، وفتح كابل وتحرير كامل التراب الأفغاني، أعدت مجموعة مسك الإعلامية فيلما وثائقيا عن الزيارة، والتقت أعضاء الوفد بعد عودتهم، وكعادة الوثائقيات فإن الأسئلة موحدة لجميع الضيوف، وكان من جملة هذه الأسئلة ما الشخصية التي تأثرتم بها، والمواقف التي لا تنسى خلال الزيارة؟ فكانت الإجابة موحدة من الجميع بأن الشخصية والموقف اجتمعا في الشيخ المجاهد الحاج خليل الرحمن حقاني وزير المهاجرين، الذي غمرنا بالشعور الأخوي والحفاوة الزائدة، وكانت بهجته بزيارتنا بادية، ورأينا رجلا هاشا باشا متحببا، مسبحته لا تفارق يده، وذكر الله يلهج به لسانه، ولما سألت عن حالته تلك؟ قال لنا أحد رفقائه إنه على هذه الحالة منذ عرفناه، وكانت مسبحته لا تفارقه في ميادين الوغى، أثناء الجهاد ضد الروس أو الأمريكان!
وفي الوقت الذي أحرزت فيه الإمارة الإسلامية تقدما كبيرا في استئصال نبتة الخوارج التي استجلبت لبلادهم، وأفحلت في تطويق الفكر الضال من فواحش الدواعش، دون أن يلتفت لذلك الإعلام الدولي، أو يثني على فعلهم، بما يؤكد عدم مصداقيتهم في عدواة هذا التنظيم المخترق، الذي يقدم لهم خدمة جليلة من خلال تشويه الإسلام بأفعالهم المشينة.
وهكذا فعل الخارجي الجديد حيث انتهز فرصة دخول القائد المجاهد الحاج خليل الرحمن حقاني، وأظهر المسكنة والإصابة وطلب المساعدة، فرق له الشيخ وأشفق عليه، وكانت أوامره بعدم حجب أصحاب الحاجات عنه، ولكن حاجة الخبيث كانت إلى قتله، ففجر نفسه عندما اقترب من الشيخ ليكون سببا في تحقيق أمنيته، وعلامة على استجابة دعائه بالموت في سبيل الله شهيدا، وإن تشابهت الجريمة بين المجوسي الأول والخارجي الأخير، فقد اتحدت الخاتمة بين الحاج خليل الرحمن والفاروق عمر عليهم سحائب الرضوان.
ومع إدراكنا بأن القائد حقاني أدرك أمنيته وحقق بغيته، إلا أن ذلك لا ينسينا الجريمة البشعة والمكر الخبيث، من خوارج العصر ونابتة الشيطان، ووجوب التعامل بمنتهى الحزم مع هذه الفئات الضالة، وتوعية الناشئة من الاغترار بهم والوقوع في شباك شبهاتهم، لأن هولاء الدواعش تنظيم تكفيري مخترق، جمع بين ضلال الخوارج وعبث أجهزة المخابرات الدولية برؤوس قادته، إن كان له قادة من المسلمين في الحقيقة، وعلى أهل العلم أن يبينوا رأيهم بجلاء، في ماهية هؤلاء الخوارج العملاء، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ورحم الله الشيخ القائد، والحاج المجاهد خليل الرحمن حقاني، ورفع درجته في عليين، وأخلف الأمة خيرا، إنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
دیدگاه بسته شده است.