اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
إن الصفقات التي يتم إبرامها لتحرير الأسرى ليست مجرد خطوات دبلوماسية، بل هي تجسيد لثمن الدماء والتضحيات التي يقدمها الأبطال على أرض المعركة، ففي كل صفقةٍ، هناك حكاياتٌ من والبذلِ والعَطاءِ والتضحية والشجاعة، ووراء هذه الصفقات جنود يقاتلون في الصفوف الأمامية، ومقاومون يبذلون الغالي والنفيس، ويسعون لتحرير إخوانهم القابعين في سجون الظلم والعدوان، وهذه الصفقات تظل خير تمثيل لوفاء المجاهدين الأوفياء للمظلومين، وللأبطال الذين لا يتوانون عن تقديم حياتهم في سبيل تحرر إخوانهم.
القوة القوة…لا بارك الله في الضعف!
في عالمٍ يعج بالصراعات والحروب والتحديات، حيث تتعدد القوى وتتباين المصالح، تظل بعض المبادئ ثابتة لا تتغير، ومن أبرز هذه الثوابت أن العالم لا يحترم إلا القوة، وأن ما يُنتزع بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، هذه الحقيقة تجسدت بوضوح في العديد من الصفقات التي أثبتت أن الجهاد والمقاومة قادران بفضل الله عزوجل ونصرته ومدده على تحقيق ما لا تستطيع أعتى القوى العسكرية والدبلوماسية الوصول إليه.
من بين أبرز هذه الصفقات، تلك التي حققت نجاحًا باهرًا للإمارة الإسلامية في تحرير الأسرى من سجون الأمريكيين وأعوانهم، فمن خلال صفقة تبادل جديدة مع الولايات_ المتحدة الأمريكية، استطاعت الإمارة الإسلامية إطلاق سراح مواطن أفغاني كان قد حكم عليه بالمؤبد من قبل القضاء الأمريكي الظالم، وقبع في السجون الأمريكية لمدة عشرين عامًا، وهذه الصفقة ليست الأولى من نوعها، بل هي استمرار لمسلسل من النجاحات التي حققتها الإمارة الإسلامية في ملف الأسرى، والتي تبرهن على أن العز والمجد لا يأتيان إلا بالتحلي بالقوة والإصرار.
لطالما عُرفت السجون الأمريكية بأنها ملاذ لآلاف الأبرياء الذين أودعوا فيها دون محاكمات عادلة، ودون مراعاة لحقوقهم الإنسانية، فقد أودعت أمريكا العديد من المظلومين في سجونها، من بينهم مئات من المواطنين الأفغان الذين وجدوا أنفسهم خلف القضبان نتيجة لأعمال جهادية أو مناهضة للاحتلال كما أن بعضهم مدنيون اعتُقلوا ظلمًا وعدوانًا، دون أن تحظى قضيتهم بأي مسعى قانوني أو حقوقي حقيقي، وفي خضم هذا الواقع المظلم، استطاعت الإمارة الإسلامية أن تحقق سلسلة من الانتصارات في تحرير هؤلاء الأسرى، ومنحهم فرصة للحرية بعد سنوات طويلة من السجون.
واحدة من أبرز الصفقات التاريخية التي أكدت صحة مقولة “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” هي عملية التبادل الشهيرة بين الإمارة الإسلامية و الولايات المتحدة الأمريكية التي جرت في أيام الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي في أفغانستان حيث أفرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن خمسة من قادة الإمارة الإسلامية الكبار الذين كانوا محتجزين في سجن غوانتنامو، مقابل إطلاق سراح جندي أمريكي كان قد أسر من قبل قوات الإمارة أثناء فترة الجهاد قبل الفتح بسنوات، وهذه الصفقة لم تكن مجرد عملية تبادل للأسرى، بل كانت بمثابة انتصار عظيم لنهج المقاومة والجهاد، حيث أثبتت أن الإرادة الصلبة والإيمان بالحق يمكن بفضل الله أن تفرض كلمتها حتى أمام القوى العظمى.
وفي السياق، يمكن الإشارة إلى ما يحدث في غزة العزة، حيث تقوم المقاومة الفلسطينية المنتصرة بتبادل الأسرى مع الكيان الإسرائيلي المهزوم، وهو نموذج آخر جميل ورائع وفريد من نوعه يمثل وفاء المقاومين لإخوانهم الأسرى ويشهد على أن القوة والمقاومة هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة للأسرى والمظلومين، وإن انتصارات غزة، وانتصارات نظيرتها الإمارة الإسلامية، تحمل في طياتها رسالة قوية للعالم بأن الحق لن يُغلب، وأن الأسرى سيعودون إلى أهاليهم مهما كانت التحديات.
إن التاريخ مليء بالأمثلة التي تؤكد أن الأسرى لا يتم تحريرهم إلا بالضغط والقوة، وإن صفقاتِ العزِّ التي تفرضها السيوف والبنادق هي الطريق الأجدر بتحقيق العدالة وإعادة الحرية للمظلومين.
لن تنجح المفاوضات إلا إذا كانت مبنية على القوة، ولن يتمكن الأسرى من رؤية النور إلا إذا كانت هناك إرادة قوية وحازمة لتحريرهم، ومن خلال هذه الصفقات، تعود الروح القتالية والتضحية إلى قلب كل مقاتل، وتظل الشعوب تتذكر أن الحرية ليست هدية تُعطى، بل ثمنٌ يُدفع.
دیدگاه بسته شده است.