صف واحد، وحكومة واحدة، وزعيم واحد!

  بقلم: محمد   منذ أن تولت إمارة أفغانستان الإسلامية زمام الحكم في أفغانستان، بدأت دعايات المخالفين لها، وشنّت وسائل الإعلام العالمية المخالفة لهذه الحكومة التي لم تمر عليها إلا ثلاث سنوات وهي تسعى جاهدة أن تمحو آثار الاحتلال، حملةً شوهاءَ ضدها، وأظهرتْ بأن بين مسؤولي إمارة أفغانستان الإسلامية توترات عنيفة، وخلافات شديدة، وهذه الخلافات […]

 

بقلم: محمد

 

منذ أن تولت إمارة أفغانستان الإسلامية زمام الحكم في أفغانستان، بدأت دعايات المخالفين لها، وشنّت وسائل الإعلام العالمية المخالفة لهذه الحكومة التي لم تمر عليها إلا ثلاث سنوات وهي تسعى جاهدة أن تمحو آثار الاحتلال، حملةً شوهاءَ ضدها، وأظهرتْ بأن بين مسؤولي إمارة أفغانستان الإسلامية توترات عنيفة، وخلافات شديدة، وهذه الخلافات تُهدد مستقبل البلاد، والأمن والاستقرار في أفغانستان وتجرها مرة أخرى إلى الانقسام والانشقاق.

ولكن لو تأملنا قليلا أدركنا أن هذا الأمرَ يثير تساؤلات كثيرة، فمن ضمنها: متى كانت هذه الخلافات والتوترات؟ وكيف تسربتْ هذه الأخبار إلى خارج البلاد، ووصلت إلى قنواتهم ولم يُخبر بها من يعيشون في أفغانستان ولهم إلمام بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؟ ولو لم تكن دعايةً وكذباً لما ظهرت آثارُها حتى الآن للرأي العام؟ وهذا موضوع يدعو إلى التأمل والتفكر: إن هؤلاء الأعداء إذا أرادوا تشويه وجه حكومةٍ من الحكومات كيف يتشبثون بالحيل، ويستندون إلى الأكاذيب والترهات.

في الآونة الأخيرة بدأ أعداء الإمارة الإسلامية يبثون سمومها وأكاذيبها حول توترات وخلافات عنيفة بين قادة الإمارة الإسلامية، وقسّموا الحركة إلى جناحين رئيسيين؛ جناح القندهاريين والآخر جناح شبكة الحقاني؛ الذين يحاربان لأجل السيطرة على السلطة وموضوعات شتى.

لا أدري كيف حصل هؤلاء المحللون على هذه المعلومات التي يفصحون عنها دون أي دليل مقنع؛ ولكننا نعلم جيدا أن قادة الإمارة الإسلامية ومسؤوليها ووزراءها جمعيهم منقادون لأمر أميرهم وزعيمهم؛ الشيخ هبة الله أخوند زاده، ولا يحيدون عنه قيد أنملة، ولا خلاف بينهم؛ لأنهم يعلمون أنه لا يأمرهم بما يخالف حكم الشرع، ولا بما يعارض مصلحة البلاد، وأن الشيخ بنفسه يقول للجميع، مَن له رأيٌ أو مشورةٌ فليُدل بها دون أي خوف ووجل.

إنها صف واحد وجماعة واحدة وله زعيم واحد، وحكومة راسخة كما قاتلت وناضلت أمريكا وحلفاءَها بصفوف متماسكة، وواجهت العدو الغاشم اللدود، بإيمان ويقين بنصر الله تعالى، كذلك ستفند مزاعمهم وإشاعاتهم التي يروجون لها، وستتجاوز هذه العقبات الكداء أيضا بإذن الله.

لقد نفى المتحدث الرسمي باسم إمارة أفغانستان الإسلامية؛ المولوي ذبيح الله مجاهد في لقاء مع قناة طلوع وكذلك قناة بي بي سي وجود الانقسام بين قيادات الإمارة الإسلامية وعدّ الأخبار المنتشرة حول هذه الخلافات من دعايات الأعداء والسياسيين السابقين الذين فشلوا في إدارة البلاد، ونهبوا أموال الشعب الأفغاني، وادخروا لأنفسهم ما استطاعوا. ونفى المتحدث فرار المسؤولين خارج البلاد، وكذلك نفى اعتقالهم؛ أما عن الاختلاف في وجهات النظر فقال: “الاختلاف في وجهات النظر داخل الحركة أمرٌ طبيعيٌ لا مفر منه ولكن لا ينبغي تضخيمه.”

فليعلم الجميع أن طالبان لم تكن تنظيما أو حركة حاربت لأجل قرش أوفلس، أو جاهدت لتتسلط على زمام الحكم والحصول على الكرسي، بل إنها نظام شامل وحكومة قوية متينة، ليس بين قادتها ومسؤوليها الكبار ضغينة وحقد وعداوة، بل مودتهم بينهم لا تخفى على ذي لب، واحترام بعضهم لبعض أمر سار به الركبان، واشتهر في الآفاق ويعترف به القاصي والداني.

ومن جانب آخر إن مسؤولي الإمارة الإسلامية أدركوا تداعيات الانشقاق والفرقة والاختلاف، وأضرارها طيلة سنوات الجهاد والقتال ضد أعدائها، وهم الآن يحكمون البلاد عن تجربة وخبرة. فكيف يمكنهم أن يديروا البلاد وهم متفرقون ومنقسمون إلى فئات شتى؟