اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
والسلام الذي حل بأفغانستان، خلق للأفغان والعالم أجمع مجال الاعتماد كما أن هذا السلام عزز الثقة الثنائية بين أفغانستان والعالم الخارجي، ولهذا عادت شركان الطيران الدولية إلى التحليق في سمائها التي كانت تتجنبها سابقا، فغدت هذه الشركات الآن تفضل أجواء أفغانستان على غيرها بسبب نعمة الأمن التي تشهدها البلاد ولله الحمد والمنة.
نشرت إذاعة الحرية خبرا مفاده أن شركات طيران دولية استأنفت العبور من الأجواء الأفغانية والتحليق فيها بعد توقف دام 3 سنوات تجنب فيه معظم شركات طيران دولية اختيار هذا المسار.
ومن بين الشركات التي سلكت هذا المسار للعبور منه، الخطوط الجوية السنغافورية، والبريطانية، وشركة لوفتهانزا وشركات أخرى سعيا منها للتحليق في أجواء أكثر أمانا وبعيدة عن المخاطر المحتملة.
تحلق طائرات أجنبية في سماء أفغانستان مجددا، لكن هذه المرة ليست لقصف المدنيين وقتل الأبرياء وتدمير القرى والمساجد والمستشفيات ومراكز العلم ودور العبادة.
خلال الآونة الأخيرة شهدت المنطقة لا سيما الشرق الأوسط تصعيدا وتوترات خاصة فيما يتعلق بـإيران و إسرائيل ، والحرب الأوكراني-الروسي ، وفي ظل هذه التوترات أدركت الخطوط الجوية الدولية أن فضاء أفغانستان وأجواؤها آمنة ومستقرة، وأن المجال الجوي الأفغاني هو الأكثر أمانا بالنسبة لمناطق أخرى تشهد توترات ومشاكل.
وقد حاولت أمريكا وضع العديد من العراقيل لمنع تحسين الاقتصاد الأفغاني، وواصلت ممارسة ضغوطها على الحكومة الأفغانية الحالية لتستجيب لمطالبها، ومن هذه الضغوط منع حدوث الاعتراف الدولي بهذه الحكومة، بالإضافة إلى إرغام الدول بعدم التعامل معها كما أنها حذرت الخطوط الجوية الدولية من التحليق في المجال الجوي الأفغاني رغم أن أفغانستان صارت آمنة بعد عقود من الحروب.
وكان الاحتلال الأمريكي خلال انسحابه من أفغانستان قد عطل مطار كابل الدولي في العاصمة الأفغانية، ودمر الأمريكيون وعملاؤهم أجهزة الرادار التابعة للمطار، ومدرج الطائرات، وصالات الانتظار بالإضافة إلى وسائل وأجهزة تقنية أخرى كما ألحق ضرارا جسيما بالجانب العسكري من مطار كابل من خلال تدمير طائرات ومروحيات عسكرية، والإضرار بمرابض الطائرات كما أن هذا الاحتلال الغاشم قد أضر بالطائرات المدنية الموجودة فيه، وهكذا تعامل الاحتلال بعدد من المطارات الأفغانية مما أدى إلى تعطيل حركة الطيران من وإلى أفغانستان لعدة شهور قبل أن تتمكن الإمارة الإسلامية بجهود من قطر و تركيا و الإمارات وغيرها من إعادة تأهيل وتجهيز مطار كابل، وترميم أجهزة الرادار وبقية الوسائل التي جعلت مطارات أفغانية جاهزة لاستقبال الرحلات الجوية الدولية.
ولاشك أن عودة الطيران الدولية للتحليق في سماء أفغانستان لا تنفع مجال الاقتصاد والمرور فحسب؛ بل لها العديد من الفوائد الأخرى، فالبلد الذي تعرض جوّه وأرضه للحروب المدمرة والحوادث الأمنية لعقود، ولهيب الحرب أحرق الأخضر واليابس، ورائحة البارود كانت منتشرة في كل مكان، وكان الاحتلال هو المسيطر والمتحكم في فضاء وأرض هذا البلد، ولم يكن مجال أفغانستان الجوي آمنا للخطوط الجوية الدولية كما أن هذا المجال كان يُستخدم لقصف وقتل الأبرياء من الشعب الأفغاني من قبل دعاة الإنسانية، وحماة حقوق الإنسان، ورافعي علم الديمقراطية!!
فهذا المجال كان يُستغلّ لاستهداف المدمنيين، وإراقة دمائهم، وتدمير حواضرهم وقراهم، وتُبث من خلاله رسائل الموت، والدمار، والوحشية، إلا أن هذا المجال بقيام الإمارة الإسلامية وتحرير البلاد من دنس الاحتلال، تحول إلى فضاء آمن ومستقر، وكانت الطائرات والمروحيات التي تقذف النيران والحمم على الأبرياء، أصبحت تنثر الورود والأزهار على المسلمين في أفغانستان بمناسبة ذكريات الاستقلال ومناسبات العيد وغيرها.
وبحسب وزارة الطيران الأفغاني، فإن أكثر من 260 طائرة تمر فوق أفغانستان يوميا وسط توقعات بزيادة هذا العدد كما أن أفغانستان تتقاضى 750 دولارا عن كل طائرة تعبر مجالها كما أكدت بيانات وزارة الطيران الأفغانية أن الحكومة الأفغانية حصلت على أكثر من 8 ملايين دولار أمريكي من الطائرات التي حلقت في الأجواء الأفغانية خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.
فعودة الطائرات إلى المجال الأفغاني تدعم الاقتصاد الأفغاني، وتساهم في تعزيز الثقة بين أفغانستان والعالم، وأفغانستان التي اشتهرت عالميا بالحروب والصراعات والتوترات، أصحبت بعد الفتح والانتصار على الاحتلال الغربي، بلدا آمنا ومستقرا، يتفوق أمنيا على عدد من دول المنطقة ولله الحمد، وتأهيل المجال الجوي الأفغاني لاستقبال الطيران في ظل العقوبات الدولية المفروضة، وفي ظل استمرار موجة عدم التعامل الدولي البناء والإيجابي مع أفغانستان، لا شك يُحسب للحكومة الأفغانية الحالية التي تقودها الإمارة الإسلامية، ويدل على حسن تعامل هذه الحكومة مع ملف إدارة الدولة، والتحكم في مجالها الجوي، والمساهمة في تطويرها الاقتصادي والتنموي.
وفي ظل التوترات الحاصلة في الشرق الأوسط، سلكت خطوط الطيران الدولية المجال الجوي الأفغاني كوجهة آمنة ومستقرة مما أدى إلى انكشاف صورة أكثر واقعية وحقيقية لأفغانستان للعالم، تلك التي شوهها الإعلام الغربي وحكومات الغرب من خلال بث الدعاية الكاذبة ونشر الشائعات طوال هذه الفترة. وهذا الأمر سيكسر العزلة التي فرضتها #الولايات_المتحدة الأمريكية على بلادنا، وسيساهم في تخفيف الأضرار التي نتجت عن هذه العزلة والعقوبات الظالمة.
ولدى أفغانستان 27 مطارا، منها 5 مطارات دولية، ومن أشهرها مطارات كابل وقندهار وهرات ومزار شريف كبرى مدن أفغانية، وتستقبل يوميا نحو 30 رحلة أجنبية، وأفادت منظمة “فلايت رادار 24” أنه في الأسبوع الثاني من شهر أغسطس/آب، زادت الرحلات الجوية في المجال الجوي الأفغاني 7 مرات، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
دیدگاه بسته شده است.