غزة الصامدين المنتصرة وإسرائيل المهزومة!

    لطالما كنا نسمع عن غزوة الأحزاب ونقرأ تفاصيلها في كتب التاريخ والسيرة النبوية، ولكن اليوم وعند الحديث عن معركة غزة وطوفان الأقصى، أصبحنا نعيش تفاصيلها بكل لحظة، وكل مشهد، وكل صرخة نابعة من قلب الأرض المباركة، إنها معركة حقيقية، لا تحتاج إلى أقلام التاريخ لتوثيقها، بل نحن من نعيشها، ونراها بأم أعينِنا، ونشعر […]

 

 

لطالما كنا نسمع عن غزوة الأحزاب ونقرأ تفاصيلها في كتب التاريخ والسيرة النبوية، ولكن اليوم وعند الحديث عن معركة غزة وطوفان الأقصى، أصبحنا نعيش تفاصيلها بكل لحظة، وكل مشهد، وكل صرخة نابعة من قلب الأرض المباركة، إنها معركة حقيقية، لا تحتاج إلى أقلام التاريخ لتوثيقها، بل نحن من نعيشها، ونراها بأم أعينِنا، ونشعر بتفاصيلها في كل زاوية من زوايا غزة الصامدين الثابتين.

 

لقد تكالبت الأعداء على أهل غزة، ولعبت القوى الدولية والمحلية أدوارًا مشبوهة في محاولة القضاء على صمود هذا الشعب الأبي، وشاهدنا كيف تواطأ القريب مع العدو في محاولات لحرمان غزة من دعمها، بينما تخلى البعيد عن هذا الشعب في أوقات حاجته، وكأنهم لا يدركون أن غزة هي حجر الزاوية في معركة الحق ضد الباطل وطليعة الأمة في هذا المسير المبارك.

 

ومع كل ذلك، كانت غزة ثابتة في وجه الطغيان، شامخة شموخ الجبال ضد هذا التحالف الغاشم الظالم، لا تعرف الرضوخ والاستسلام، ورأينا كيف انتصر الإيمان على الكفر والباطل، وكيف تفوق الحق على الباطل في كل لحظة من لحظات هذه المواجهة، وعندما كان الأعداء يظنون أن القوة العسكرية قد تضمن لهم النصر، أثبتت غزة أن الإيمان بالله، والصبر على البلاء، والتمسك بالحق، والثبات على المبادئ وعدم التنازل عنها، هو السبيل الوحيد للنصر الحقيقي.

 

إن ما شهدناه في غزة لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل كان درسًا عظيمًا في الثبات وفي التضحية وفي الإصرار على الحريّة وفي إيمان الشعب الفلسطيني بعدالة قضيته وأحقيته في أرضه التي سلبها منه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.

 

ومن خلال دماء الشهداء وصبر الأمهات ومن خلال مقاومة الأطفال والرجال والنساء، كتب أهل غزة فصلاً جديدًا في تاريخ الصراع، فصلاً يؤكد أن الشعب الذي يملك الإيمان والعزيمة لا يمكن أن يهزم مهما كانت قوة العدو.

 

أما إسرائيل، فقد تجرعت مرارة الحرب وتكبدت الهزيمة على جميع الأصعدة، ورغم تفوقها العسكري والدعم الدولي المتواصل والمستمر الذي تحظى به، فقد فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية، وخرجت من المعركة مهزومة معنويًا وعسكريًا.

 

النصر الذي تحقق في غزة كان نصرًا معنويًا بالدرجة الأولى، نصرًا يثبت أن الحق لا يمكن أن يُهزم مهما تعاظمت قوة المعتدي بحمد الله وقوته.

 

غزة المنتصرة هي مثال حي على قدرة الشعوب على الصمود في وجه العدوان، وعلى أن الإيمان بالقضية والصبر على الجراح هو السبيل الوحيد لتحقيق النصر، وإن النصر في غزة هو نصر لكل مسلم حر في هذا العالم، ولأجيال قادمة ستظل تذكر كيف تمكنت غزة رغم الحصار والجوع والدمار وتكالب الأعداء وتواطؤ القريب وتخلي البعيد ورغم كل الصعاب والمتاعب والمشاق والتحديات، من تحقيق

النصر على أعدائها.