اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وتزداد أهمية هذه الهزیمة، عندما علمنا أن أمريكا لم تکن تعمل في أفغانستان منذ العشرين أو الثلاثين سنة الماضية کما یُظن؛ لقد بدأت خطط أمريكا للتواجد في أفغانستان بعد الحرب العالمية الثانية على الأقل، وكان الأمريكيون يخططون بالصبر والتصبّر للتواجد في أفغانستان واحتلالها منذ أكثر من سبعين عاما، وكان حامد كرزاي وأشرف غني وزلمي خليل زاد وغيرهم من إنجازات المخطط الأمريكي الممتد لأفغانستان و للمنطقة.
أبوسلمان
قبل ثلاث سنوات، لم يكن أحد يتخيل أن إمارة أفغانستان الإسلامية سوف تغلب و تطرد أمريكا المستكبرة المتغطرسة من البلاد، ولكن قبل ثلاث سنوات و بتحديد في مثل هذا اليوم، تم الاستيلاء على عاصمة أفغانستان من قبل القوات التابعة لإمارة أفغانستان الإسلامية، و بدأت أفغانستان صفحة جديدة في تاريخها، وانتهى الاحتلال و طهّرت البلاد من دنس المحتلين.
نعم، تحقق أكبر انتصار في القرن الجديد، تحق الانتصار المبين الذي وعده الله سبحانه و تعالي في مثل هذا اليوم، يوم سجل في تاريخ أفغانستان المعاصر، هزمت فيها الدولة الأمريكية المتغطرسة، و انكسر ظهرها، و تحطمت شوكتها، و باءت بالفشل في كافة المخططات، و انقطعت حبائل المؤامرات التي نسجتها لأفغانستان و للمنطقة، واندثرت آثارها و أذيالها من كافة المحافظات في البلاد.
لقد حقق مجاهدو الإمارة الإسلامية عدة إنجازات و مکتسبات تاريخية بفتح كابول:
إنهم أولا قاموا بطرد الغزاة المحتلین فيزاياييا و قطعوا أيديهم عن التطاول فی البلاد، أمر وصفه الكثيرون من الناس في العالم بأنه أمر غير ممكن وربما مستحيل، وخاصة أولئك الذين كانوا مرتزقة و عملاء للولايات المتحدة، وظنوا أنهم سيركبون الشعب إلى الأبد، ولا يستطيع أحد أن يهزهم من مكانتهم المزعومة.
ثانياً، دمروا خططهم التي أمضوا سنوات في تخطیطها و تنفيذها. ونحن نعلم جميعا أن المحتلين والمستعمرين بعد الهزيمة والخروج من البلد المحتل حاولوا دائما الحفاظ على وجودهم بطريقة أو بأخرى ، مثل تنفيذ الاتفاقيات الأمنية، وتفعيل الجماعات الإرهابیة العميلة، وإیقاع الخلافات الدائمة المستعصبة وغيرها، ولا يزال من الممكن رؤية آثار الاستعمار البريطاني و بقاياها و أذيالها في بلدانه المستعمرة، بشكل أو بآخر، ولكن بتوفيق الله وجهود مجاهدي الإمارة الإسلامية اندثرت الآثار التي تركوها من البلاد.
وقد يكون من الصعب تصديق ذلك، لكن الحقيقة هي أن المحتلين والمستعمرين ينتظرون سنوات طويلة و يسطبرون لتنفيذ مخططاتهم والعمل على أشخاص محددين وغير محددين، فأشرف غني وخليل زاد هما من نفس الأشخاص الذين تعلموا في المدارس الأمريكية منذ الطفولیة في أمريكا نفسها، و في مدارس أمريكية في المنطقة، و نشأوا علي فكرة أمريكية و روية غريبة، و كانا في مقدمة الجيش الذي احتل أفغانستان عام ٢٠٠١، ومن الحماقة الاعتقاد بأن هؤلاء القلة وصلوا إلى السلطة في أفغانستان بالصدفة، و نفذوا المخططات الأمريكية واحدا تلو الآخر دون اتکاء على أمر مدروس مسبوق. واتضح بفتح كابل، بأن ما قامت الإمارة الإسلامية في مثل هذا اليوم، لم يكن أمرا بسيطا بل كان مدمرا لخطط قرن كامل لأمريكا، و ليس فقط مدمرا ما بنته الولايات المتحدة في السنوات العشرين الماضية.
ولن ننسى أن الأمريكان عندما غادروا البلاد كانوا ممتلئين بالغضب والغيظ، وكان يدمرون كل ما يبقى من الأدوات والمعدات من شدة الغيظ، وهذه الغضبات كانت متجذرة في التاريخ، و ليس ناشئة من غضب عابر أو اهتياج طارئ، ومن السذاجة الشديدة أن يُظن أن غضبهم كان لبضعة قطع من الحديد أو المعدات العسكرية، كلا و أبدا، إنهم يموتون من شدة الغيظ و بالتالي لن ينسوا هذا الهزيمة الاستراتيجية أبداً.
ثالثا، إن الإمارة الإسلامية بالإضافة إلى الاستقلال الأرضي، فقد وفرت الأساس للاستقلال السياسي والاقتصادي للبلاد على الرغم من المشاكل. ونحن نعلم جميعا أن أفغانستان لم تشهد قط الاستقلال السياسي الأرضي والاستقلال السياسي والاقتصادي في نفس الوقت خلال نصف القرن الماضي وهذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها البلاد وضعاً جيداً، وتستطيع اتخاذ قراراتها بوحدها في سياستها واقتصادها دون اتكاء إلي أحد.
رابعا: تحدت الإمارة الاسلامية قوة أمريكا وتحالفها، وأثبتت للعالم أن الجهاد هو السبيل الوحيد لسحق القوى العظمى، والاستقلال يمكن تحقيقه بالصبر والجهد والوحدة، وليس من الضروري دفع فدية للعدو من أجل الاستقلال. و بفتح كابل، علمت العديد من الدول أنه يمكن هزيمة أمريكا ومرتزقتها الداخليين وأن أمريكا لم تعد قوة عالمية، وأظهرت الإمارة الإسلامية لشعوب العالم طريقة هزيمة أمريكا بالجهاد والتضحية.
خامساً: ثبت أنه من الممكن بناء اقتصاد الوطن دون دعم قادة الكفر، وخلق بيئة عمل لشعبها. لقد ثبت في أذهان شعوب العالم أنه من المستحيل العيش دون دعم الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، لكن الإمارة الإسلامية أظهرت في هذه السنوات الثلاث أن هذه الفكرة خاطئة ، والذي يمكن أن يقود البلاد إلى التقدم والتطور، هو القضاء على الفساد والظلم في المجتمع و هو ممكن بالجهاد.
يقول الخليفة سراج الدين الحقاني، وزير داخلية الإمارة الإسلامية: إننا لم نطرد أمريكا بالحلويات والحلوى، حتي نتوقع منهم أن يظهروا لنا وجها حسنا و يعترفوا بنا. وهذا البيان إن دل علي شيء فإنما يدل على أنهم تعرضوا لهزيمة استراتيجية نکراء، فهم إذن لن تفوتهم أي فرصة لضربنا.
دیدگاه بسته شده است.