اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
بقلم: محمد صادق الرافعي قد يجهل بعض الناس الأمور، فيَقِيسون رجال الإمارة الإسلامية على رجال السياسة الآخرين، وخاصة على من سَبَقهم في الحكم في الحكومة السابقة، ويزِنونهم بميزانهم الضعيف، ويقولون بأن الحكومات تماثل بعضها البعض وأنها لا تأتي بالخير والسعادة. صحيح أن الصراعات والسجالات بين البشر أمرٌ شائع لا مناص منه، […]
بقلم: محمد صادق الرافعي
قد يجهل بعض الناس الأمور، فيَقِيسون رجال الإمارة الإسلامية على رجال السياسة الآخرين، وخاصة على من سَبَقهم في الحكم في الحكومة السابقة، ويزِنونهم بميزانهم الضعيف، ويقولون بأن الحكومات تماثل بعضها البعض وأنها لا تأتي بالخير والسعادة.
صحيح أن الصراعات والسجالات بين البشر أمرٌ شائع لا مناص منه، وأنه يغلب في هذه الصراعات إساءة وتشنيع الغالب على المغلوب، والتاريخ يسجلها، وتحفظها الأذهان، ثم ما تلبث الأيام أن تدور فيغلِبَ طرفٌ ويُغلب الآخر.
وفيما يلي نقارن -حسب الأحداث الماضية- بين رجال الإمارة الإسلامية ورجال الحكومة السابقة الذين استمدوا وجودهم من الولايات المتحدة الأمريكية، فنحن نقارن بين الفئتين في بداية تولي كل منهما زمام الأمور في أفغانستان:
* في ٢٠٠١، حين أُسقطت الإمارة الإسلامية على يد الاحتلال الأمريكي وسيطر رجال (التحالف الشمالي) الموالين للتحالف الأمريكي على أراضي أفغانستان ودخلوا الولايات وأسروا العديد من مجاهدي الإمارة الإسلامية في منطقة (دشت ليلي)؛ هل تعلمون ماذا فعلوا بهم؟! ارتكبوا كارثة لا تُنسى وجريمة لا تُغفر؛ قتلوا الأسرى عن بكرة أبيهم وأبادوهم جماعيًا، وأرّخوا لمجزرة ظالمة. بينما رجال الإمارة الإسلامية حين سيطروا على البلاد، بعد إلحاق الهزيمة بالاحتلال الأمريكي، اتخذوا موقفًا أخلاقًيا ودينيًا وإنسانيًا، وقاموا بالعفو العام عن كافة من قاتلهم وقتل أبناءهم وجنودهم، وعاملوهم بكل سماحة ومروءة، عملًا بدينهم وأخلاقهم، فلم يُلاحق المخالِفون ولم يُعاقبوا ولم يُعاتبوا.
أساس الإمارة الإسلامية بُنِي على الإخلاص والتقوى، على يد “عمر الثالث”؛ الملا محمد عمر مجاهد -رحمه الله-، بينما بُنِيَت الحكومة السابقة على أساس المنافع الشخصية وتقاسم الثروات، على يد أمريكا وحلفائها؛ فهل من الممكن مقارنة حكومة الإمارة الإسلامية بحكومة عملاء الاحتلال؟!
* رجال الإمارة الإسلامية جاهدوا في سبيل الله وفي سبيل إنقاذ البلاد من مخالب الأعداء الغاشمين، وتطهيرها من دنس الإحتلال، سواء في الاحتلال الأمريكي أو السوفييتي، وبقوا على عهدهم وما بدلوا تبديلًا.
* رجال الإمارة الإسلامية تربوا على مائدة الإسلام ودرسوا السياسة في إطار الدين الحنيف، بينما السياسيون الآخرون درسوا نظام الحكم في مدرسة الغرب، ونشأوا على مائدة الديمقراطية المزيفة، فهؤلاء في وادٍ، والآخرون في وادٍ آخر.
* رجال الإمارة الإسلامية؛ رجال أفعال لا أقوال، وهم يعملون قدر الإمكان ولا يدّعون ولا ينفخون في الأبواق، بينما كان رجال الجمهورية يدّعون ولا يعملون، ويتظاهرون، ويتجاهلون.
* رجال الإمارة الإسلامية؛ رجال تعامل وتفاعل مع العالم في أطر محددة، مع الحفاظ على الاستقلال في اتخاذ السياسات، والتركيز على المصالح العليا الوطنية، مبتعدين عن العصبيات بكافة أشكالها، بينما رجال الحكومة السابقة بنوا مبادئهم وأسسهم على القومية والعرقية، ويا ليتهم ينشطون لقومهم وعرقهم!
* رجال الإمارة الإسلامية، منذ البداية، سلطوا تركيزهم على السياسة والاقتصاد، وتوفير فرص الاستثمار القيمة، وبالتالي توفير فرص أعمال للمواطنين، بينما كان الجمهوريون يعملون على ملء جيوبهم مدخرين أموال العامة لأنفسهم، لا استثمار ولا عمل ولا توفير فرص عمل.
* رجال الإمارة الإسلامية يسعون لتحكيم دين الله وتعظيم شعائره في ربوع الأفغان جاهدين لتكون كلمة الله هي العليا، بينما كان الجمهوريون عكس ذلك، فكل تركيزهم كان منصبّا على تجريد البلاد من الدين والثقافة الإسلامية وخلع ربقة الإسلام من أعناق الأفغان، وتغريب المجتمع وتبديل التقاليد بالنهج الغربي.
إن في مقارنة الأعمال التي قامت بها الإمارة الإسلامية في ثلاث سنوات بالأعمال التي قامت بها الحكومة السابقة في مدة عشرين عامًا، أكبر دليل على أنهم ليسوا سواءً، وفيها كفاية لمن أنكر وجحد وغفل.
إن من أكبر أسباب التوفيق لرجال الإمارة الإسلامية في هذه الموارد هو أنهم يد واحدة، ولا تهمهم مصالحهم الشخصية في المسؤوليات الموكلة لهم، يعملون بمسؤولية جنبا إلى جنب متعاضدين متكاتفين
متحابين في الله.
دیدگاه بسته شده است.