اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
بقلم: جهاد العايش العملة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد: فهذه المقالة ليست موجهة لليهود الذين خالفونا، بل للمسلمين الذين خذلونا، موجهة إلى الذين انتحلوا دور الغرقد وتعجلوا زمانه ليكونوا ردءًا لليهود. إلى أولئك الذين هبوا ونصروا وناصروا اليهود ونشلوهم من […]
بقلم: جهاد العايش العملة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد:
فهذه المقالة ليست موجهة لليهود الذين خالفونا، بل للمسلمين الذين خذلونا، موجهة إلى الذين انتحلوا دور الغرقد وتعجلوا زمانه ليكونوا ردءًا لليهود.
إلى أولئك الذين هبوا ونصروا وناصروا اليهود ونشلوهم من أوحال التهاوي الأخير، إلى أولئك الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل لينصبوا أنفسهم حماة عن اليهود بسرد روايتهم ودعمهم ومنع سقوطهم.
إلى أولئك الذين أمدوهم بالسلاح والعتاد والطعام ويسروا لهم سبل الأمان وفتحوا لهم أبواب البلدان. إلى أولئك الذين خذلوا قدسهم ومسرى نبيهم وأهلَهم في فلسطين، وأمدوا يهود بأسباب القوة والبقاء.
إلى هؤلاء جميعًا: أقول ما قال الله ﷿ لهم وحذَّر: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ ([1]). وأقول لهم: «لا تكن غرقدًا يختبئ خلفه اليهود».
فما هو الغرقد وما هو دوره؟
روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة ﵁: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ) ([2]).
في هذه المقالة لن نتحدث عن غرقد آخر الزمان الذي أخبر عنه النبي ﷺ في هذا الحديث؛ وإنما سنتحدث عن غرقد هذا الزمان من بعض بني جلدتنا الذين قاموا بهذه المهمة نيابة عن شجر الغرقد إلى أن يأتي دوره وزمانه في آخر الزمان؛ وقت ظهور أشراط الساعة الكبرى من نزول عيسى بن مريم ﵇ والتحاق اليهود بالدجال، وحينها تحصل المقتلة العظيمة بين المسلمين واليهود، والتي على إثرها تحدث تلك المعجزة العظيمة التي أخبرنا بها النبي ﷺ من نطق الحجر والشجر قائلًا: «يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ»([3]) فالأرض كلها جمادها ودوابها –في ذلك الوقت- تلفظ اليهود وتعلن الحرب عليهم وتكون عونًا للمسلمين وعينًا لهم، فتنطق نطقًا حقيقيًّا –معجزة وكرامة- مخبرةً ومنادية للمسلم عن مكان اختبائهم؛ فشؤم غدرهم وعظيم جرمهم أوجب نطق الحجر والتحديث بخبرهم ومكانهم.
(إلا الغرقد) هذا هو المستثنى الوحيد من تلك المعجزة والكرامة، ومن إعلان الولاء للمؤمنين والبراءة من اليهود المجرمين، أبى هذا الغرقد إلا أن يكون في صفهم، وردءًا لهم؛ ولا غرابة إذ هو من غرسهم ونتاجهم (فإنه من شجر اليهود) -وفي رواية: (فإنها من شجرهم لا تنطق). ([4])
من صور التخذيل
من الصعوبة بمكان أن نحتاج إلى توضيح المسلَّمات، وتقرير المجمع عليه من الأخلاق والمكرمات، ومما كان تفعله حتى العرب -وهم في جاهليتهم- من باب المروءة والرجولة والعزة والأنفة والانتصار للجوار والقريب والحبيب. وإنَّ زمانًا نحتاج فيه لتوضيح مثل هذه الواضحات لزمان عجيب.
وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل
وكما قلت: ليس حديثي هنا عمن خالفهم من اليهود المجرمين ودول الكفر والكافرين، بل عن بني جلدتنا ممن خذلهم وخذَّل عنهم، ممن كانوا لإخوانهم في الدين شوكة في الحلق وطعنة في الظهر، ممن قلّلوا من صنيع المجاهدين ونكايتهم العظيمة بعدوهم المدجج بأحدث الترسانات العسكرية وأسلحة الدمار والقتل.
حديثي لمن قالوا عن إخوانهم: «باعوا أرضهم لأعدائهم، وتعاونوا مع الرافضة، وتحدوا قوة أكبر منهم، وليس بينهم علماء، وخرجوا على ولاة أمرهم..» إلى آخر تلك التهم التي تلوكها ألسنتهم كل صباح ومساء.
أليس في هذا الكلام كسرٌ لخواطرهم، وتخذيلٌ عنهم، وتركهم إلى عدوٍّ لا يرحمهم. أليس في هذا الكلام سلقٌ للمجاهدين بألسنة حدادٍ، ونسوا –أو تناسوا- قوله ﷺ: (المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه) ([5]) والمراد بالمسلم هنا: المسلِم الكامِل الجامع لخِصالِ الإسلام. وقدَّم اللِّسانَ؛ لأنَّ الإيذاءَ به أكثرُ وأسهلُ، وأشدُّ نِكايةً. وأسند الأفعال لليد وخصَّها بالذكر لأن أكثر الأفعال حاصلة بها.
قال القاضي عياض ﵀: قوله: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» أي الكامل الإسلام والجامع لخصاله من لم يؤذ مسلماً بقولٍ ولا فعلٍ؛ إذ أكثر الأفعالِ بالأيدي، فأضيفت عامتها إليها. وهذا من جامع كلامه ﷺ وفصيحه ومحاسنه، ولا يفهم من هذا أن من ليس بهذه الصفة ليس بمسلم. ([6])
وإذا كان من رحم كلبًا وفرج كربته وأروى عطشه أدخله الله به الجنة وغفر له، فكيف بمن فعل ذلك بمسلمٍ بل أمة عظيمة من المسلمين والمجاهدين؟!
جاء في الصحيحين من رواية أبي هريرة ﵁ مرفوعًا: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ بِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيْهِ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ. قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا؟ فَقالَ: فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ). ([7])
وفي الصحيحين أيضًا من حديث أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: (بَيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ، كادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغايا بَنِي إِسْرائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَها، فَسَقَتْهُ، فَغُفِرَ لَها بِهِ) ([8]) [والركية: البئر].
وإذا كانت امرأةٌ عذبت في النار لأجل هرة حبستها، فكيف بمن صنع ذلك في مسلمٍ بل أمة من المسلمين والمجاهدين وهو قادر على نصرتهم؟!
ففي الصحيحين من حديث ابن عمر ﵁ أن النبي ﷺ قال: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْها حَتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فِيها النَّارَ، لا هِيَ أَطْعَمَتْها وَلا سَقَتْها إِذْ حَبَسَتْها، وَلا هِيَ تَرَكَتْها تَأكُلُ مِنْ خشاشِ الأَرْضِ). ([9])
وفي رواية للنسائي من حديث عبد الله بن عمرو ﵁ في قصة كسوف الشمس على عهد النبي ﷺ: (.. ولقد أُدنِيَتِ النَّارُ منِّي، حَتَّى لقد جعلتُ أتَّقيها خشيةَ أن تغشاكُم، حتَّى رأيتُ فيها امرأةً من حِمْيَر تُعذَّبُ في هِرَّةٍ ربطَتْها، فلم تدَعْها تأكلُ من خَشاش الأرض، فلا هي أطعَمَتْها ولا هي سَقَتْها حتَّى ماتَتْ، فلقد رأيتُها تنهَشُها إذا أقبلَتْ، وإذا ولَّتْ تنهشُ أليتَها). ([10])
وجوب نصرة المسلم وحرمة خذله
بوَّب البخاري ﵀ في صحيحه بابًا بعنوان: «باب يمين الرجل لصاحبه أنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه، وكذلك كل مكره يخاف، فإنه يذب عنه المظالم، ويقاتل دونه ولا يخذله..» ثم روى فيه حديث عبد الله بن عمر ﵁ أن النبي ﷺ قال: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ). ([11])
ونصرة المظلوم والضعيف واجبة، وقد حرَّم الله ﷿ الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرمًا؛ فقال ﷺ فيما يرويه عن ربه ﷿: (يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا). ([12])
وقد مدح النبي ﷺ حلفًا –وهو حلف الفضول- عقدته العرب في الجاهلية لنصرة المظلوم، فعن عبد الرحمن بن عَوْف ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (شَهِدتُ غلامًا مع عُمومتي حِلفَ المُطيَّبين، فما يَسُرُّني أنَّ لي حُمْرَ النَّعَمِ وإني أَنكُثُه) ([13]) وعند البيهقي في الكبرى أن النبي ﷺ قال: (لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ) ([14]) قال البيهقي: قال القتيبي فيما بلغني عنه: وكان سبب الحلف أن قريشًا كانت تتظالم بالحرم، فقام عبد الله بن جدعان والزبير بن عبد المطلب، فدعاهم إلى التحالف على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم، فأجابهما بنو هاشم وبعض القبائل من قريش.. فتحالفوا في دار عبد الله بن جدعان، فسموا ذلك الحلف حلف الفضول. ([15])
وبوَّب مسلم في صحيحه بابًا بعنوان: «باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله» ثم روى فيه حديث أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ قال: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ). ([16])
قال الإمام النووي ﵀ في تعليقه على الحديث: قال العلماء: الخذل ترك الإعانة والنصر، ومعناه: إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي. ([17])
وروى أحمد ﵀ في مسنده من حديث أن النبي ﷺ قال: (مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ ﷿ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ) ([18]) فالجزاء من جنس العمل، ولا يظلم ربك أحدا.
فخذل المسلم لأخيه المسلم وهو قادر على نصرته والدفع عنه حرام شرعًا، وقد عدَّه ابن حجر الهيتمي ﵀ من الكبائر.
وهذه النصوص كلها هي دعوة لمحاربة السلبية، وفيها تربية للمسلمين على المبادرة ونجدة إخوانهم وعدم تركهم لعدوهم.
من أعظم حقوق الأخوة الإيمانية الحماية والنصرة
قال الغزاليُّ ﵀: حَقُّ الأُخُوَّةِ التَّشميرُ في الحمايةِ والنُّصْرةِ. ([19])
وفي الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: (الْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ) ([20]) يعني: المسلمين، لا يسعهم التخاذل، بل يُعاون بعضُهم بعضًا على جميع الأديان والمِلل.. قيل: جعلَهم كاليد الواحدة في التعاون والتناصر على مَن سواهم. ([21])
قال الخطابي ﵀: قوله «وهم يد على من سواهم» فإن معنى اليد المعاونة والمظاهرة؛ إذا استنفروا وجب عليهم النفير، وإذا استنجدوا أنجدوا ولم يتخلفوا ولم يتخاذلوا. ([22])
وقال ابن ملَك الكرماني ﵀: «وهم يدٌ» أي: المسلمون، نصرةً ومعونةً، يعاون بعُضهم بعضاً، كأنهم يدٌ واحدةٌ في التعاون والتناصر. «على مَن سواهم» مِن الكفار. ([23])
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: (شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدادِ بْنِ الأَسْوَدِ مَشْهَدًا، لَأَنْ أَكُونَ صاحِبُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى النَّبِيَّ ﷺ وهو يَدْعُو على الْمُشْرِكِينَ، فَقالَ: لَا نَقُولُ كَما قالَ قَوْمُ مُوسَى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا﴾ [المائدة: 24] وَلَكِنَّا نُقاتِلُ عن يَمِينِكَ وَعَنْ شِمالِكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ أَشْرَقَ وَجْهُهُ وَسَرَّهُ). ([24]) وفي رواية: (قالَ الْمِقْدَادُ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: 24] وَلَكِنِ امْضِ وَنَحْنُ مَعَكَ. فَكَأَنَّهُ سُرِّيَ عن رَسُولِ اللَّهِ ﷺ). ([25])
أعظم الخذلان ما يكون في الجهاد
خذلان المسلمين في الجهاد وعدم نصرتهم –مع القدرة على ذلك- وتركهم لعدوهم ينال منهم ويبغي عليهم ويستطيل على حرمهم ودمائهم وأعراضهم، صفة من صفات المنافقين؛ قال اللَّهُ ﷿: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (166) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإخوانهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ ([26])
ومما يدمي القلب أنني استمعت لمقطع لأحد الدعاة والمشايخ! يجيب فيه على سؤال: ما الذي يجب علينا تجاه إخواننا في غزة وما يحدث هناك؟ فكان الجواب: لا يجب عليك شيء سوى الدعاء والتعاطف معهم فقط، أما غير ذلك فلا، فحتى إنفاق المال وإرسال المساعدات ونحو ذلك فلا يجب عليك إنما هو مندوب ومستحب!
لا حول ولا قوة إلا بالله، لهذه الدرجة، صار كل الواجب تجاه إخواننا في غزة، هو فقط الدعاء والتعاطف! تعجبت والله من قسوة القلب هذه والغفلة عن نصوص الشريعة المتواترة المتكاثرة –والتي ذكرنا بعضها هنا- في الولاية للمؤمنين والانتصار لهم وعدم خذلهم وتركهم لعدوهم، وفعل كل ما أمكن في الدفع عنهم. فإن المسلمين جسد واحد، كما قال النبي ﷺ: (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم وتَرَاحُمِهِم وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).([27])
لماذا هذه الكلمة؟
إعذارًا إلى الله، وبراءة مما يقوله ويفعله هؤلاء الذين خذَلوا إخوانهم –أشد ما يحتاجون لنصرتهم- وخذَّلوا عنهم وسلقوهم بالألسنة الحداد ﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾([28]) ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ﴾.([29]) وكل منا سيقف أمام الرب ﷿ فردًا فردًا، ولن تنفعه عشيرته ولا جماعته ﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾([30]) ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾([31]) ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾.([32])
وعند الترمذي من حديث أبي ذر ﵁ عن النبي ﷺ قال: (مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَةِ) ([33]) فطوبى لمن رد الأذى ومقالة السوء عن إخوانه المجاهدين؛ فلا تكن شيطانًا أخرس، تسمع القول الباطل والكلام السيئ في إخوانك وأهل الجهاد والإصلاح ثم تسكت ولا ترد عنهم، هذا والله من أعظم الخيانة لإخوانك، فإياك ثم إياك أن تقف في صف المخذلين المثبطين، والباغين للبرآء العنت.
واعلم أن:
مواقف الجبر في لحظات الضعف لا تُنسى
فمن ينسى موقف خديجة ﵂ لما عاد إليها النبي ﷺ من الغار خائفًا مرتعدًا مما رآه من أمر السماء ونزول جبريل ﵇ عليه بالوحي، ورؤيته إياه وله ستمئة جناح قد سد الأفق. فما كان من خديجة ﵂ إلا أن طمأنت النبي ﷺ وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل؛ ففي الصحيحين في حديث بدء الوحي الشهير، وفيه: .. فَرَجَعَ بها رَسُولُ اللَّهِ ﷺ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ، حَتَّى دَخَلَ على خَدِيجَةَ، فقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي. فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ. قالَ لِخَدِيجَةَ: أَيْ خَدِيجَةُ، ما لِي، لَقَدْ خَشِيتُ على نَفْسِي. فَأخبَرَها الْخَبَرَ، قالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ على نَوَائِبِ الْحَقِّ. فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتَّى أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ، وهو ابْنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أَخِي أَبِيهَا..) الحديث([34])
وهذا كعب بن مالك ﵁ يحكي موقفًا لا ينساه لطلحة بن عبيد الله ﵁؛ فقد كان كعب أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك 9هـ ممن أمر النبي ﷺ الصحابة بهجرهم وعدم كلامهم، وأمر زوجاتهم كذلك بهجرهم، يقول كعب ﵁: (..حَتَّى كَمَلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِين نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عن كَلَامِنَا، فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَأَنَا على ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ على الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ، أَوْفَى على جَبَلِ سَلْعٍ، بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ. قالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ، وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا، وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ، وَرَكَضَ إِلَيَّ رَجُلٌ فَرَسًا، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ، فَأَوْفَى على الْجَبَلِ، وَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ يُبَشِّرُنِي نَزَعْتُ لَهُ ثَوْبَيَّ، فَكَسَوْتُهُ إِيَّاهُمَا بِبُشْرَاهُ، وَاللَّهِ ما أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ، وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا، وَانْطَلَقْتُ إلى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا، يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ يَقُولُونَ: لِتَهْنِكَ تَوْبَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ. قالَ كَعْبٌ: حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ جَالِسٌ حَوْلَهُ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأنِي، وَاللَّهِ ما قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، وَلَا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ..) الحديث ([35])
وفي حادثة الإفك، تذكر السيدة عائشة ﵂ تلك المرأة الأنصارية التي دخلت عليها وجلست تبكي معها مواساة لها، فلم تنس عائشة ﵂ لهذه السيدة ذلك الموقف وتلك المواساة؛ لأنها كانت في أحلك لحظات الضعف والانكسار والألم؛ تصف عائشة ﵁ ذلك الموقف فتقول: (.. وَبَكَيْتُ يَوْمِي لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، وَلا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، فَأَصْبَحَ عِنْدِي أَبَوَايَ، قَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا، حَتَّى أَظُنُّ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قالَتْ: فَبَيْنا هما جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنا أَبْكِي، إِذِ اسْتَأذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَذِنْتُ لَها، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي..) الحديث ([36]) قالت عائشة ﵂: ولا أنسى ذلك لها.
خذلان المسلم وثماره السيئة على الفرد والمجتمع
لخذلان المسلم لأخيه أضرار جسيمة، فهو يولِّد عددًا كبيرًا من الأمراض وسيء الصفات والأخلاق؛ منها:
1- الخوف والجبن واللامبالاة وسوء الظن بقضاء الله وقدره.
2- انعدامُ الشهامةِ ونجدةِ الملهوف وإغاثةِ المنكوب، وقلةُ المروءة والنخوة، وموت الضمير.
3- انقِطاعُ عُرى الأخُوَّةِ بَيْنَ المسلِمين وانتِشارُ الأنانيَّةِ وحُبِّ الذَّاتِ.
4- من أعظم أسبابِ الهزيمةِ، والركون إلى جانب الظالمين والمنافقين.
5- العار الذي يلحق بصاحبه.
6- الخذلان موغرٌ للصدور ومنفِّر للقلوب.
7- الخذلان من أعظم صور المنافاة والمحادة لحقوق الأخوة والرابطة الإيمانية.
8- الخِذْلانُ معصية يُؤَدِّي إلى ضياعِ الحُقوقِ وانتِهاكِ الحُرُماتِ.
9- من أسبابِ وقوعِ الإنسانِ في الحَسرةِ والنَّدامةِ.
10- دليل على الهوان والذل.
11- وقوع الفتنة والفساد العظيم؛ قال ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾.([37])
12- استِحقاقُ المتخاذِلِ العُقوبةَ المترتِّبةَ على تخاذُلِه.
بين حصار النبي ﷺ في الشعب، وحصار أهل غزة
لقد زادت حيرة المشركين عندما وجدوا بني هاشم وبني المطلب يدافعون عن النبي ﷺ فأجمعوا أمرهم وكيدهم ألا يبايعوهم ولا يخالطوهم وكتبوا بذلك العهود والمواثيق ألا يقبلوا من بني هاشم صلحاً أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل. وكتبوا بذلك صحيفة علقوها في جوف الكعبة، كتبها بغيض بن عامر بن هاشم، فدعا عليه النبي ﷺ فشُلّت يده، فانحاز بنو هاشم وبنو عبد المطلب -مؤمنهم وكافرهم- إلا أبا لهب، وقد حبسوا في شعب أبي طالب، وظلوا فيه ثلاثة أعوام، اشتد فيها الحصار على النبي ﷺ ومن معه، وكانوا يأكلون ورق الشجر، وكان يُسمع من وراء الشِّعب أصوات نسائهم وصبيانهم، وكانوا لا يخرجون إلا في الأشهر الحرم، يشترون من العير التي تأتي مكة، ولكن كان أهل مكة يزيدون عليهم في السلعة حتى لا يستطيعوا شراءها.
وأما نقض صحيفة الميثاق: فبعد أن مر ثلاثة أعوام على الحصار، وفي سنة عشر من النبوة نقضت الصحيفة وفك الحصار، وقد كانت قريش بين راضٍ وكاره لذلك، وكان القائم على نقض الصحيفة هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي، وكان ممن يصل بني هاشم مستخفيًا بالليل؛ فقد ذهب مرة إلى زهير بن أبي أمية المخزومي فقال يا زهير: أرضيت أن تأكل الطعام وتشرب الشراب وأخوالك بحيث تعلم؟! فقال ويحك وما أصنع وأنا رجل واحد؟! لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها، قال قد وجدت رجلًا، قال فمن هو؟ قال: أنا. ثم قال: ابغنا رجلا ثالثًا، فذهب إلى المطعم بن عدي وذكره أرحام بني هاشم ولامه على موافقته لقريش على هذا الظلم، ثم قال: ابغنا رابعًا، فذهب إلى أبي البختري وإلى زمعة بن الأسود بن المطلب وكلمه وذكره بالقرابة وحقهم، فاجتمعوا عند الحَجون وتعاهدوا على القيام بنقض الصحيفة. وقال زهير: أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم، فلما أصبحوا قال: يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم؟! والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة. فقال أبو جهل -وكان جالسًا ناحية المسجد-: كذبت والله لا تشق، فقال المطعم بن عدي: إنا والله نبرأ منها ومما كتب فيها، فقال أبو جهل: هذا أمر قضي بليل. ثم إن الله ﷿ قد أطلع نبيه على ما في الصحيفة وأنه أرسل عليها الأرضة فأكلت جميع ما فيها من جور وظلم إلا (باسمك اللهم) ثم نُقضت الصحيفة وخرج النبي ﷺ ومن معه من الشعب بعد حصار طويل.
وهذا الحصار وما حصل فيه يذكرنا ببعض ما يلاقيه أهل غزة الأبية، من حصار وتجويع وخذلان من القريب، فضلًا عما ينالهم من القتل والترويع والتدمير. وبعد كل ذلك لا زال أهل غزة ينتظرون من سيتولى تمزيق قرار حصارهم الجائر.
وهذه بعض الفوائد المستخرجة من قصة حصار النبي ﷺ في الشعب، لها إسقاطاتها على واقعنا وعلى أحداث غزة.
وبعد كل ذلك لا زال أهل غزة ينتظرون من سيتولى تمزيق قرار حصارهم…
1- الرسول ﷺ قبل نُصرة المشركين له.
2- أبت مروءة كثير من المشركين وقرابتهم من رسول الله ﷺ أن يسلموا الرسول ﷺ ودخلوا معهم في الشعب والحصار.
3- لم يتنازل النبي ﷺ عن دينه ومبادئه وعقيدته تحت وطأة الحصار وما يلاقيه أصحابه والكبار والصغار والنساء والأطفال من التجويع والآلام.
4- خمسة من المشركين كانوا سببًا في إنقاذ المسلمين وإنهاء الحصار.
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
([1]) [البقرة: 120].
([2]) صحيح مسلم (2922). ورواه البخاري (2926) بلفظ أخصر من ذلك.
([3]) جاء عند ابن ماجه (4077) من رواية أبي أمامة الباهلي ﵁: (.. فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر، ولا شجر، ولا حائط، ولا دابة -إلا الغرقدة؛ فإنها من شجرهم، لا تنطق- إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي، فتعال اقتله)
([4]) سنن ابن ماجه (4077).
([5]) سنن ابن ماجه (4077).
([6]) إكمال المعلم بفوائد مسلم (1/276- 277).
([7]) البخاري (6009)، مسلم (2244).
([8]) البخاري (3467)، مسلم (2245).
([9]) البخاري (3482)، مسلم (2242).
([10]) سنن النسائي (1482).
([11]) البخاري (6951).
([12]) مسلم (2577).
([13]) رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3/ 717) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.
([14]) السنن الكبرى للبيهقي (6/ 596).
([15]) السنن الكبرى للبيهقي (6/ 596).
([16]) مسلم (2564).
([17]) شرح النووي على مسلم (16/ 120).
([18]) مسند أحمد (26/ 288) وحسنه الألباني ﵀ في صحيح الجامع (2/992-993).
([19]) إحياء علوم الدين (2/181).
([20]) أخرجه أحمد (11/ 288)، وأبو داود (2751) والترمذي (1413) وابن ماجه (2683) وصححه الألباني ﵀ في إرواء الغليل (7/ 265).
([21]) المفاتيح في شرح المصابيح (4/ 204).
([22]) معالم السنن (2/ 314).
([23]) شرح المصابيح لابن الملك (4/ 135).
([24]) صحيح البخاري (3952).
([25]) صحيح البخاري (4609).
([26]) [آل عمران: 166-168].
([27]) البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له.
([28]) [الزخرف: 19].
([29]) [القمر: 52-53].
([30]) [مريم: 95].
([31]) [الحجر: 92-93].
([32]) [الصافات: 24].
([33]) رواه الترمذي (1931) وحسنه.
([34]) البخاري (4953)، مسلم (160).
([35
]) البخاري (4418).
([36]) البخاري (2661).
([37]) [الأنفال: 72-73].
این مطلب بدون برچسب می باشد.
دیدگاه بسته شده است.