اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
يُعتبر يوم ٢٦ دلو ذكرى للهزيمة وانسحاب الجيش الأحمر السوفيتي من أفغانستان قبل عقود. لقد كانت أفغانستان دائمًا ساحة للمعارك الشرسة بين المدافعين عن الوطن والمحتلين الذين سعوا للسيطرة عليها لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية كبرى. تتميز أفغانستان بموقعها المركزي في آسيا، ما جعلها هدفًا للأطماع الاستعمارية، حيث كان احتلالها يمكّن القوى الكبرى من تقصير طرق […]
يُعتبر يوم ٢٦ دلو ذكرى للهزيمة وانسحاب الجيش الأحمر السوفيتي من أفغانستان قبل عقود. لقد كانت أفغانستان دائمًا ساحة للمعارك الشرسة بين المدافعين عن الوطن والمحتلين الذين سعوا للسيطرة عليها لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية كبرى.
تتميز أفغانستان بموقعها المركزي في آسيا، ما جعلها هدفًا للأطماع الاستعمارية، حيث كان احتلالها يمكّن القوى الكبرى من تقصير طرق التجارة والسيطرة العسكرية، والاستفادة من مواردها وثرواتها، فضلًا عن استخدامها كقاعدة للهجوم على الدول الأخرى.
كما حاول الغزاة استغلال الشعب الأفغاني، المعروف بالشجاعة والصلابة، لخدمة طموحاتهم التوسعية، لكن مقاومة الأفغان وعشقهم للحرية حالت دون تحقيق تلك الأطماع، بل أدت إلى انهيار قوة المحتلين، ومن خلال تضحيات الشعب الأفغاني، تمكنت دول أخرى أيضًا من التحرر من هيمنة القوى العظمى.
كان الجيش الأحمر السوفيتي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي يُعد من أقوى القوى الإقليمية، حيث بسط سيطرته على العديد من دول الشرق الأوسط وآسيا، وقام بتنصيب حكام من أبناء المنطقة لكنهم كانوا يحملون عقلية المستعمر، وفرض سلطته بالقوة والقهر.
سعى الاتحاد السوفيتي إلى التوسع في أفغانستان للوصول إلى المياه الدافئة وتعزيز هيمنته في المنطقة، لكنه واجه مقاومة شعبية شرسة استمرت لعشر سنوات، حيث فضّل الأفغان الموت على العيش تحت ظل الاحتلال. وفي النهاية، تمكنوا من هزيمة السوفييت، ما أدى إلى زوال نفوذهم الوهمي في المنطقة.
إن هزيمة الجيش الأحمر تُعد درسًا تاريخيًا لكل من يطمع في احتلال أوطان الشعوب، حيث لا تكون النتيجة إلا الفشل والذل والانكسار.
دیدگاه بسته شده است.