اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
يبدو أن الاستخبارات الباكستانية، عبر نشر ادعاءات لا أساس لها من الصحة، تحاول تحويل الانتباه عن فشلها في التعامل مع الوضع الداخلي المعقد في باكستان، وهذا الوضع المتأزم والمعقد هو نتاج سياسات فاشلة اتخذها الجيش الباكستاني المسيطر على الوضع منذ عقدين والتي أدت إلى جر باكستان إلى مستنقع الحروب والصراعات التي أضرت الشعبين الباكستاني وجاره الأفغاني.
واخان منطقة تاريخية واستراتيجية هامة في أفغانستان، تقع في شمال شرق البلاد، ولها حدود مع الصين وطاجيكستان وباكستان.
تقع هذه المنطقة بين الجبال الشاهقة، وتحمل قيمة جغرافية خاصة، مما يجعلها رمزًا تاريخيًا وموقعا استراتيجيًا هامًا لأفغانستان.
خلال الآونة الأخيرة، انتشرت مرة أخرى شائعات من قبل الاستخبارات الباكستانية، تشير إلى أن باكستان قد احتلت منطقة واخان أو أنها تسعى للسيطرة عليها، هذه الشائعات، التي لا أساس لها من الصحة، تهدف إلى إخفاء فشل الاستخبارات الباكستانية في تحقيق أهدافها، والأحداث الأخيرة أثبتت أن الدولة الباكستانية تسعى من خلال هذه الشائعات إلى تحقيق أهداف عديدة.
تحاول باكستان من خلال الترويج لمثل هذه الشائعات والأكاذيب أن تخفي إخفاقاتها وفشلها إزاء تحركات قوات الإمارة الإسلامية على خطوط التماس على امتداد خط ديورند الافتراضي، وتغطية العمليات الناجحة التي نفذها الجيش الأفغاني في تلك المناطق ضد فلول داعش التي تدعمها القوات الباكستانية.
على الجانب الآخر من خط “ديوراند” الافتراضي، حققت القوات الأفغانية نجاحات كبيرة في عملياتها ضد المتمردين وداعميهم، لكن باكستان ترغب في صرف انتباه الجمهور عن هذه الحقائق عبر بث أكاذيب وشائعات بشأن ممر واخان.
كما أن الاستخبارات الباكستانية تسعى عبر هذه الشائعات إلى تأليب الرأي العام وتحريفه ضد الحكومة الأفغانية، وهي تحاول نشر الخوف والذعر بين المواطنين الأفغان، عبر تصوير الوضع وكأن باكستان تمتلك القدرة على السيطرة على الأراضي الأفغانية.
كما أن من أهداف هذه الشائعات صرف الأنظار عن المشكلات الداخلية والصراعات والمعضلات التي يعاني منها النظام الباكستاني في ميادين حربه وصراعاته ضد الشعب الباكستاني ومختلف أطيافه وأحزابه السياسية.
الحكومة الباكستانية تواجه تحديات جمة من كل جهة، فهي تعاني من مشاكل داخلية وخارجية عديدة، الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في باكستان في أسوأ حالاته، حيث يعاني الاقتصاد من أزمات خانقة، الديون الدولية تتزايد، والعملة الباكستانية تفقد وتخسر قيمتها بشكل سريع ومفاجئ، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية ويضع الناس في مأزق لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وعلى الصعيد الآخر تعاني باكستان من نقص في الكهرباء والغاز، مما يؤثر سلبًا على الصناعات.
الوضع السياسي أيضًا يشهد انقسامًا حادًا بين الأحزاب السياسية التي عمل الجيش الباكستاني على قمع بعضها تلك التي لم ترضخ لإرادته، ما يضعف الحكومة الحالية.
الصراع بين الجيش والسياسيين وصل إلى ذروته، حيث سعى الجيش الباكستاني باستمرار إلى الحصول على السلطة السياسية، مما أدى إلى تقليص سلطات السياسيين وتدهور العلاقة بين مؤسسات الدولة.
من ناحية أمنية، هجمات حركة طالبان الباكستانية على الجيش تعقد الوضع أكثر فأكثر بالنسبة للجيش والقوات الأمنية الباكستانية، وتهدد المؤسسات الأمنية في البلاد.
كما أن نضال البلوش من أجل الحصول على الاستقلال من باكستان مستمر، ويبدو أن الجيش الباكستاني يعاني من فشل تلو الآخر في قمع هذا الحراك والتصدي له.
باكستان غارقة في أزمة اقتصادية وسياسية وأمنية واجتماعية غير مسبوقة في تاريخها، وفي ظل هذا الوضع، كيف يمكن لهذا النظام الفاشل والجيش الذي جثم على صدر الشعب الباكستاني منذ عقود أن يطمع بأراضي الأفغان الذي كسروا شوكة الغرب و حطموا صنم أمريكا ؟ إذا أراد هذا النظام الطيران كالنمل، فإن حظها السيئ محتموم لا محالة.
لقد أثبت التاريخ أن أفغانستان موطن للأبطال ومهد المجاهدين وبلد الثائرين على الظلم والاحتلال، ولا شك أن شائعات الاستخبارات الباكستانية حول واخان لن تكون سوى ريح عابرة.
أرض أفغانستان ليست بلا قيمة لكي يفكر أحد في احتلالها، والشعب الأفغاني يثق بأن الإمارة الإسلامية تعتبر حماية كل شبر من الأرض واجبًا مقدسًا، وقد أثبتت ذلك عمليًا من خلال هزيمة القوى العالمية.
كما يرى مراقبون أن ممر واخان له دور مهم في تحقيق التنمية الاقتصادية لأفغانستان إذ هو الممر الوحيد الذي يمكن أن يربط أفغانستان بالصين أي دولة جارة أخرى إضافة إلى دول عديدة تحيط بها من مختلف الجوانب.
وممر واخان منطقة ضيقة في محافظة بدخشان الأفغانية، ويبلغ طوله حوالي 300 كيلومتر وعرضه من 15 إلى 57 كيلومترا، في وديان أنهار بامير وواخان وبيانغ، وتحيط به باكستان وطاجيكستان فضلا عن الصين.
دیدگاه بسته شده است.