اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
قبل عدة أيام انسحبت القوات المحتلة من قاعدة “باغرام” أكبر قواعد الاحتلال في البلد على الإطلاق، فهذه القاعدة كانت تعتبر المركز الرئيسي لهم، فمنها كانت المناطق الأخرى تمول بالأسلحة والجنود… والغريب أن القوات الأجنبية غادروا هذه القاعدة العظيمة التي تحتاج إلى حراستها لوحدها مئات من المجندين، من غير إعلام عملائهم الأفغانيين، حيث لم يتبين لهم […]
قبل عدة أيام انسحبت القوات المحتلة من قاعدة “باغرام” أكبر قواعد الاحتلال في البلد على الإطلاق، فهذه القاعدة كانت تعتبر المركز الرئيسي لهم، فمنها كانت المناطق الأخرى تمول بالأسلحة والجنود… والغريب أن القوات الأجنبية غادروا هذه القاعدة العظيمة التي تحتاج إلى حراستها لوحدها مئات من المجندين، من غير إعلام عملائهم الأفغانيين، حيث لم يتبين لهم الخطب إلا بعد أن فوجئوا بانطفاء الأنوار والمصابيح في “باغرام”، التي كانت تتلألأ مثل النجوم والكواكب، ولم تسيطر الإدارة العميلة على القاعدة إلا وقد عاث الشعب فيها بالنهب والسلب، وأخذوا جميع ما خلفه العدو المنهزم… فهذه الواقعة إن دلت فإنما تدل على مدى مكانة هؤلاء العملاء المرتزقة في أعين سادتهم أساطين الكفر والطغيان، حيث تركوهم في أسوأ حالة، وخذلوهم في أصعب أيامهم، وزاد الطين بلة حينما غادروا أكبر قواعدهم العسكرية ولم يعلموهم بذلك، حتى يأخذوا – على الأقل – شيئا من عُدّتهم، ويتهيئوا نفسياً نوعًا ما…. فهل من معتبر فيعتبر!! أما آن لهؤلاء العساكر الأفغانية أن يستفيقوا من غفلتهم، فيعرفوا الآن أن نوايا الكفر الخبيثة لم ولن تستقيم لهم، مهما جاد بمد يد العون لهم ودعمهم بالأسلحة والصواريخ والطائرات، فإن الكفر لايرى بأعينه الضيقة إلا أهدافه المنتة، وأغراضه البشعة، ولايكاد تنطفئ نار صدورهم إلا إذا دانوا بدينهم، وانخضعوا لمعتقدهم… فواقعة “باغرام ” تنادي بأعلى صوت: يا من اغتر بقشيب الحية اللثعاء، ويامن يعتقد أن جرو الذئب يصير شاة إذا تربى وسطها، ويا من غفل أو تغافل عن النصوص الدالة صراحة على كُره الكفر وبغضه. انتبهوا الآن، وخذوا حظكم مما أولاكم الله من نعمة العقل والفهم، وكُفُّوا عن التلاعب بأعراض الأفغان، ولاتلطخوا تاريخ الشعب الأفغاني المتدفق بوقائع الشجاعة والبسالة، بانخضاعكم للكفر وطأطأتكم لهم، وتذكّروا أن آباءكم كانوا يمسحون أعناق الكفار بسيوفهم، فتبّا لأبناءٍ يمسحون أقدام الكفار بشفاههم، ويلحسون أحذيتهم بألسنتهم.. تناديهم أن اربعوا على أنفسكم واندموا على أيامكم السالفة، فأنتم أبيتم الضيم على مر آلاف السنين، فويلٌ لمن يُحْدِث في هذا السلسلة ثلمة تكاد تذهب بتضحيات القرون ومئات الأجيال.. استدركوا ما فاتكم، فباب العفو مفتوح، شريطة أن تعودوا إلى مجدكم… حكمة الله البلوشي 27من ذي القعدة سنة 1442ھ
این مطلب بدون برچسب می باشد.
دیدگاه بسته شده است.