اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
أكتب هذا المقال بمناسبة الذكرى الثالثة ليوم الفتح العظيم الذي نصر الله به حركة الطالبان، واستعادتها للحكم مرة أخرى وقيام الإمارة الإسلامية للمرة الثانية. وباسمي واسم الملتقى الإنساني لمساندة الشعب الأفغاني، أتقدم بأسمى آيات التبركة والتهنئة للملا هبة الله آخندزاده أمير إمارة أفغانستان الإسلامية، وإلى جميع وزراء حكومة الإمارة الإسلامية، وإلى الشعب الأفغاني كافة، […]
أكتب هذا المقال بمناسبة الذكرى الثالثة ليوم الفتح العظيم الذي نصر الله به حركة الطالبان، واستعادتها للحكم مرة أخرى وقيام الإمارة الإسلامية للمرة الثانية.
وباسمي واسم الملتقى الإنساني لمساندة الشعب الأفغاني، أتقدم بأسمى آيات التبركة والتهنئة للملا هبة الله آخندزاده أمير إمارة أفغانستان الإسلامية، وإلى جميع وزراء حكومة الإمارة الإسلامية، وإلى الشعب الأفغاني كافة، على هذا الانتصار الكبير والفتح العظيم بعد الجهاد عشرين سنة لأكبر قوة في التاريخ -حلف الناتو- وقد قدّموا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ولكنهم أرغموا أنف هُبَل العصر؛ أمريكا، فخرجت وهي راغمة تجر أذيال الهزيمة هي وحلفها البئيس الناتو.
ولم يكن هذا مجرد انتصار على العدو في ساحة المعركة وساعتها، بل نصر ملهم لجميع الأمة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، عنوانه الأول؛ أن العاقبة للمتقين والنصر لجند الله الميامين، الذين يسعون لإعلاء كلمة الله، مهما أصابهم من لأواء القلة والعدة والخذلان من أقرب الناس، ومن إخوتهم في الدين، فكل من سعى لرفعة هذا الدين فسعيه مشكور وعمله مبرور.
ولن أتكلم في هذا المقال المختصر عن فضل الطالبان، وكيف انتصروا؟ وكيف نستفيد من هذا النصر؟، فقد كتبت ذلك في سلسة نشرتها مجلة الصمود المباركة في سلسلة من الحلقات بعنوان الدروس الحسان من انتصار الطالبان.
بل سأتكلم عن غياب الأمة الإسلامية عن هذا النموذج الفريد والوحيد، وإحجام الجميع -إلا ما ندر- من العلماء والتجار، للمساهمة في ترسيخ هذه الإمارة وتثبيتها، علماً أن الإمارة الإسلامية ترخي سمعها لكل محب ناصح دون فرض وصاية، وتمد يدها لكل مستثمر صادق، وهنا رسالتان أوجههما إلى فئتين من المسلمين:
الأولى: إلى علماء الأمة ودعاتها فأقول: يجب عليكم يا علماء الأمة ودعاتها أن تـدافعوا عن الإمارة الإسلامية وتنصروهم وتزوروهم وتستفيدوا منهم.
ونهمس في أذن كل عالم وداعية فنقول:
أليست الإمارة الإسلامية تحكم بالشرع؟! أليس هذا ما ندعوا إليه؟!
فما بالكم تُعرِضون عنهم؟! أتريدون منهم أن يكونوا مبرّئين من الأخطاء؟!
وعلى التسليم منّا أنهم وقعوا في الأخطاء؛ أليس حق الإخوة الإيمانية النصح؟!
لماذا لا تنصحونهم؟! وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبايع أصحابه على النصح لكل مسلم، لكن لا تفرضوا وصاية عليهم، بل استمعوا إليهم، واستفيدوا منهم أولاً، فهم قد انتصروا، وتجربتهم في الجهاد عظيمة، وقد نجحوا في إقامة الإمارة الإسلامية، بينما لم ينجح غيرهم؟!
والرسالة الثانية لتجار المسلمين والجمعيات الخيرية: دونكم الإمارة الإسلامية، فهي إمارة شريعة وأرض جهاد، فهي أولى باستثماراتكم وصدقاتكم. فالله الله في الإمارة الإسلامية، لا تتركوها لتجار الشرق والغرب من الصين وأوروبا الذين يتقاطرون لانتهاز هذه الفرص، والفوز بالتعاقدات المختلفة من الحكومة الناهضة، وحكومة الإمارة الإسلامية تقدم المستثمر المسلم على غيره. لكن أين هو المستثمر المسلم؟!
فلا مبرر لغياب تجار المسلمين إلا الخوف من أمريكا وحلفائها زعموا، والحقيقة أن هذا من تلبيس إبليس، فيجب عليهم أن يكسروا حاجز الخوف والرعب في قلوبهم، فإن لم يذهبوا بأنفسهم فليذهبوا ببعض أموالهم للاستثمار هناك، فإن أبوا فليجعلوا لأفغانستان جزءا من زكواتهم وصدقاتهم وهذا أضعف الإيمان.
والصدقة في أفغانستان أفضل من الصدقة في غيرها؛ لأنها أرض شريعة وجهاد، فكل دينار تنفقه في أفغانستان يكون تثبيتا منك لحكم الإمارة الإسلامية، وإخوانكم في الملتقى الإنساني لمساندة الشعب الأفغاني، هذا الملتقى المبارك بصدد القيام بعمل عظيم هو الوقف الإسلامي العالمي، فندعوا الأمة بجميع أفرادها، والتجار منهم خاصة، إلى الاستثمار في الوقف العالمي بعد إشهاره عن قريب إن شاء الله.
وهذا الوقف هدفه هو استغلال الثروات التي أنعم الله بها على بلاد الأفغان وهي كثيرة، وتشغيل الأفغان في هذه الأوقاف، فتساهم هذه الأوقاف في التقليل من البطالة، وهذا هدف للإمارة الإسلامية، وريعها العالمي يعود لفقراء المسلمين في كل مكان، ومن ذلك فقراء الأفغان، وصاحب الصدقة يجري عليه أجرها ما دامت هذه الأوقاف جارية وفي أيدٍ أمينة.
فالوقف صدقة جارية للمسلم بعد موته، وهو المقصود بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فيا تجار المسلمين “هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم”.
دیدگاه بسته شده است.