اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ونقول لأعداء المسلمين: لا تفرحوا باستـ.ـشهاد هذا البطل، فقد قدمتم له أعظم أمنية تمناها وانتظرها طويلا وعاش لأجلها فقد نال إحدى الحسنيين.
لاشك أن أمة الإسلام هي أمة خالدة متجددة، ويبعث الله عز وجل في كل جيل وعصر من يجدد لها أمرها، ويرشدها إلى ما فيه خير العباد والبلاد، ولقد أخطأ أعداء الإسلام باستهداف قيادة هذه الأمة ظانين بأن هذا الأمر سيقضي على الطوائف المجـ.ـاهدة؛ ولأنهم لم يدركوا أن موت القادة لا يعني بالضرورة موت الفكرة، فكم من قائد رحل إلا أنه ترك خلفه أجيالا وأبطالا ذادوا عن الحمى، وسعروا الهيجاء لهيبا، وأصابوا الأعداء في مقتل وألحقوا بهم الذل والعار والخسائر.
فها هو أمير المؤمنين الملا عمر رحمه الله قد رحل وترك خلفه قادة أجلاء حملوا الراية من بعدها بكل أمانة حتى آخر لحظة من المعركة وحتى من الله عليهم بالنصر المؤزر والفتح المبين، وكذلك الشيخ أحمد يـ.ـاسـ.ين والرنـ.تيسي الذيْن ارتقيا في هذا الطريق إلا أن موتهما أشعل نيران الثأر في قلوب محبيهم وأبنائهم ورفقاء دربهم، فكبر الأولاد وصاروا رجالا يحملون هم الأمة، ويذودون عن الأقصى والقدس الأسير وبقية أراضي فلسـ.ـطين، وقد استطاع خلف ذلك السلف الصالح-نحسبهم والله حسيبهم- أن يغيروا المعادلة، وأن يستبدلوا الحجارة ببندقية الغول تقنص العدو قنصا فتفجر رأسه، وقذائف اليـ.ــاسين الموجعة التي أذابت التنكولوجيا العسكرية للكـ.ـيان الصهـ.يوني الغاشم، وأحرقت دبابات ميركافا فخر الصناعة الإسرائيلية العسكرية.
ومن هؤلاء الذين رحلوا، القائد الكبير اسماعيل هنية رحمه الله وتقبله في عليين، ففي فجر الأربعاء، استيقظ العالم على نبأ اسـتـ.ــشهاد رئيس حركة المقاومة الإسلامية حمـ..ـاس، القائد إسماعيل هنية . هذا الرجل الذي أفنى معظم عمره في الدفاع عن مقدساته ودينه وأرضه وعرضه وشعبه المكلوم أسيرا ومطاردا وقائدا وسياسيا ومجـ.ـاهدا، وقد بذل في هذا الطريق الغالي والنفيس كما قدم العشرات من أبنائه وأحفاده وبناته شـ.ـ..ـهداء في طريق القدس والأقصى المبارك.
لا شك أن رحيل مثل هؤلاء القادة الأجلاء له وقع كبير على القلب، وخسارة عظيمة بالنسبة للأمة الإسلامية؛ لأن سد الفجوة التي يخلفها فقدان مثل هؤلاء القادة صعب، ويتطلب وقتا إلا أن هذا الأمر يحمل في طياته بشائر النصر والاستقلال والحرية، فكم من الانتصارات بذلت لأجلها الدماء والأشلاء حتى تحققت، وكم من جهود ومساعي رويت بدماء الشـ.ـهداء والقادة حتى تكللت بالنجاح، ولو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء، واستحضرنا رحيل قادة وأبطال آخرين قبل إسماعيل هنية عرفنا أن رحيلهم لم يكن إلا دافعا للصبر والمثابرة والمضي قدما نحو تحقيق ما عاش واستـ.ـشهد هؤلاء لأجله، فكأن رحيلهم يجدد الأمل لدى من يخلفهم، ويقوي العزيمة لدى ورثتهم ورفقاء دربهم والأجيال التي تربت على أيديهم.
كان إسماعيل هنية رحمه الله نجما ساطعا في أفق الحرية وسماء قدسنا المظفر المحرر، وكان محبا لدينا ووطنه وأقصانا المبارك، وجعل تحرير الأراضي المحـ.ـتلة دربه وطريقه، عاش لأجل هذا الأمر ومات عليه، وأمضى 66 عاما من حياته في المتاعب، والتحديات، والصعاب، والسجن، والمنفى، والنضال الشاق، وفقدان الأهل والخلان والعشيرة وفلذات الأكباد الأولاد والأحفاد، فلم يصرفه كل ذلك عن مبتغاه ولم يحده عن طريقه الذي سلكه في سبيل نصرة دينه والدفاع عن شعبه وتحرير أرضه حتى نال الشهـ..ــادة مقبلا غير مدبر نحسبه شهيدا عند الله، وهكذا يكون القادة يمرون بمحن ومراحل صعبة للغاية حتى إذا صبروا وصابروا في أحلك الظروف وأمرها، صاروا عظماء ومثلا للأجيال القادمة في الصبر والإقدام والرجولة والبطولة والشهامة.
إن فكرة “لن نعترف، لن نعترف، لن نعترف بإسـ…ـرائيل” لن تموت بموت قائلها القائد إسـ…ـماعيل هنية، وستبقى خالدة حتى تتحقق بإذن الله على يد الأبطال حماة الدار والدين، ونحن نعتقد مؤمنين بوعود الله عز وجل وسننه في هذه الأمة، بأن استـ.ــشهاده ليس نهاية الطريق والمقـ.ـاومة، بل هي فرصة جديدة للتجدد لمسيرة النضال والكفاح.
لقد تحمل وكابد القائد هنية -رحمه الله- الآلام بدءا من السجن والنفي والمطاردة ومحاولات الاغتيال والجراح وفقدان المال والأولاد حتى يوم استـ.ـشهاده وحتى سلم روحه لبارئها، وبرحيله فقد المسلمون قائدا مـ.ـجاهدا وسياسيا استثنائيا في تاريخ القضية الفلسطينية إلا أن نضاله أصبح مثالا ساطعا للأجيال القادمة، فقد ترك الرجل لمن بعده دروسا في الصبر والثبات والتضحية والفداء ليكون كل ذلك نبراسا للمقاومين والمرابطين على الثغور والمـ.ـجاهدين القائمين على أكناف وأبواب بيت المقدس.
لن ينسى التاريخ بطولة مثل هؤلاء الأجلاء، وسيخلد في صفحات مجده وعزه أسماءهم وخواطرهم العطرة وذكرياتهم الخالدة، ومع أن رحيله مؤلم للغاية إلا أن الحرية دوما تُكتب بدماء مثل هؤلاء العظماء، وخارطة الطريق نحو الانتصار والفتح ترسم بجماجمهم وأشلائهم.
إن رحيل القائد الكبير إسماعيل هنية يجدد الأمل لدينا نحن المسلمين، ويقوي إرادة المناضلين والمقـ.ـاومين، ولا شك أن هذه الدماء ستكون الشرارة التي تحرق الصهـ.ـاينة وتزلزل عروشهم، وتدمر قصورهم ومستوطناتهم، وتبيد جيوشهم وألوياتهم القتالية، وتزيل ملكهم وكـ.ـيانهم الهش -بإذن الله الواحد القهار صاحب الجبروت والعزة والانتقام الشديد.
إن طريق النصر يتطلب مثل هذه الدماء الزكية الطاهرة، ومسؤوليتنا أن نحافظ على هذا الطريق بوحدة الصف والتضامن والثبات والصبر ومكابدة الشدائد وعدم الاستسلام والرضوخ، ويجب على المسلمين أن ينتفضوا لواجبهم تجاه إخوانهم المظلومين في غـ.ـزة وفلسـ.ـطين الحبيبة والوقوف معهم في هذه المراحل العسيبة.
ونقول لأعداء المسلمين: لا تفرحوا باستـ.ـشهاد هذا البطل، فقد قدمتم له أعظم أمنية تمناها وانتظرها طويلا وعاش لأجلها فقد نال إحدى الحسنيين، وليعلموا أن كل رجل من رجال الأمة هنية، وسيكون هناك آلاف هنية يذودون عن الدين والعرض والحمى، ويقدمون أرواحهم في سبيل الله عز وجل.
دیدگاه بسته شده است.