رفرفة الراية البيضاء في عروس البلاد

حبيب مجاهد   غزني – المدينة التاريخية، مدينة العلماء والأولياء، عاصمة الإمبراطورية الغزنوية، عروس البلاد ومركز الحضارة الإسلامية – إحدى المدن الشهيرة عالمياً، ومعروفة في العالم الإسلامي. قبل أيام دخل المجاهدون الأبطال براية التوحيد البيضاء في هذه المدينة، وسيطروا أولاً على مكتب بي آر تي جنوب غربي غزني الذي كان مركزاً مهمّا للمحتلين وقاعدة للصليبيين […]

حبيب مجاهد

 

غزني – المدينة التاريخية، مدينة العلماء والأولياء، عاصمة الإمبراطورية الغزنوية، عروس البلاد ومركز الحضارة الإسلامية – إحدى المدن الشهيرة عالمياً، ومعروفة في العالم الإسلامي.

قبل أيام دخل المجاهدون الأبطال براية التوحيد البيضاء في هذه المدينة، وسيطروا أولاً على مكتب بي آر تي جنوب غربي غزني الذي كان مركزاً مهمّا للمحتلين وقاعدة للصليبيين منذ عقد ونصف عقد، وطهّروه كاملاً من لوث الأعداء.

وفيما مضى كان في هذه القاعدة مئات الأمريكان والبولنديين المحتلين الصليبيين، كانوا يخلقون المجازر والكوارث على المواطنين الغزنويين، ويعذبونهم عذاباً فوق ما كان عليه السوفييت، لكن انظروا الآن إلى قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره كيف أذلّ بي آر تي وأخزاها، حيث هرب المحتلون والعملاء من هذه القاعدة المحصّنة، وارتفعت أعمدة الدخان منها، ومرّغ المجاهدون الأبطال أنف المحتلين والمتصلفين في التراب، وسيطر الأبطال على أهمّ المراكز والثكنات والقواعد الحكومية الواقعة في هذه المدينة.

وتشير التقارير الأخيرة بأنّ ما عدا مركز الولاية فإنّ جميع أنحاء المدينة بأيدي المجاهدين، وإنّ وسائل الإعلام اختارت التكتيم والتعتيم وفبركة الأخبار الكاذبة لرفع معنويات جنودهم المنهزمين على أنّهم قاموا بطرد المجاهدين من المدينة، هذا في حينٍ أنّ المجاهدين يتقدمون خطوة فخطوة نحو الأمام ومشغولون بتمشيط المدينة من وجود الأعداء.

تُعدّ مدينة غزني من أهمّ ولايات أفغانستان المركزية، ويعبر الطريق السريع كابل – قندهار من وسطها، كما أنها مدينة مهمة من حيث الاستراتيجية لأنها تصل الولايات الجنوبية بالولايات الجنوب شرقية لأفغانستان، وإنّ فتح هذه المدينة يعد انتصاراً ضخماً للمجاهدين ويحكي عن مدى قوّة المجاهدين، ومن ناحية أخرى فإنّ فيها من الغنائم والعتاد والأسلحة والذخائر والدبابات والآلات الحربية الأخرى ما يقوي عضد المجاهدين ويعد من أهمّ المكتسبات.

وإنّ تقدّم المجاهدين ومكتسباتهم الأخيرة، بدحر الأمريكان والعملاء والدواعش في آنٍ واحد، إنما يدل على أنّ الطالبان باتوا أكثر قوة عما كانوا عليه في السابق، واكتسبوا مهارات وتجارب قتالية فائقة، وأن الأعداء بصنوفهم المختلفة لا يصمدون أمامهم ولا يقدرون على ذلك.

وعلاوة على الهجمات البطولية الضارية، فإنّ سياسة العفو والصفح تعد شيئاً جميلاً لأنها ترجح الكفة لصالح المجاهدين، فجنود الإمارة الإسلامية أعلنوا في أتون الاشتباكات الدامية في غزني بأنّ الجنود لو استلسموا وألقوا أسلحتهم على الأرض فإنهم سيصفحون عنهم وستصان أموالهم وأنفسهم من أي إيذاء، ومن هنا رأينا بأنّ عدداً كبيراً من الجنود تركوا القتال وسلّموا أنفسهم. وتفيد الأنباء بأنّ أكثر من 100 جندي سلّموا أنفسهم إلى المجاهدين مع الأسلحة التي كانت في حوزتهم.

إنّ 90% من ولاية غزني بأيدي المجاهدين وتحت سيطرتهم، إلا أن المسؤولين الحكوميين اكتفوا بفبركة الأخبار وتزوير الحقائق، يحسبون أنهم يقدرون على أن يغطّوا الشمس بالغربال، ويغيّروا حقائق الحرب لصالحهم، والحقيقة أنّ رقعة فشلهم تتسع لحظة بعد لحظة.