إعلان رئاسة وزراء الإمارة الإسلامية بشأن منع المناقشات والمناظرات المثيرة للجدل والخلاف

وجاء في المادة الثامنة من قراره ما يلي: وندعو أهل العلم الذين يثيرون القضايا الخلافية عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الابتعاد عن المناقشات والمجادلات الضارة، لأن ذلك يؤدي إلى ضلال الناس، ونشوء الخلافات في المجتمع مما يسبب الفتنة.

 

إعلان رئاسة وزراء الإمارة الإسلامية بشأن منع المناقشات والمناظرات المثيرة للجدل والخلاف

بسم الله الرحمن الرحیم

إن إمارة أفغانستان الإسلامية كنظام حاكم، کما ترى حماية أرواح وممتلكات وأعراض الشعب المسلم وأمنه الفزیائي من مسؤوليتها، كذلك تري الاستقرار النفسي الشامل وأمن المجتمع وحصانة المجتمع من الصراع والانقسام ونحو ذلك من مسئوليتها، و تعتبر أن من مسؤوليتها المهمة منع عوامل تثير التفرق والتشتت.

يقول الله سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا. ( آل عمران ١٠٣)

 

ولذلك فإن الإمارة الإسلامية ملتزمة بحماية المجتمع من التصرفات والتصريحات والحركات والعادات التي تمهد للصراع والانقسام والانشقاق وعدم الاستقرار بين الناس.

وانعقد الاجتماع الكبير لـ٤٥٩٥ من كبار علماء البلاد في كابول بتاريخ ١٤٤٣/١٢/٣ هـ ق.

 

وجاء في المادة الثامنة من قراره ما يلي: وندعو أهل العلم الذين يثيرون القضايا الخلافية عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الابتعاد عن المناقشات والمجادلات الضارة، لأن ذلك يؤدي إلى ضلال الناس، ونشوء الخلافات في المجتمع مما يسبب الفتنة.

 

ولذلك، ومن أجل التجنب من النقاشات المثيرة للجدل، ينبغي الاهتمام الجاد للنقاط التالية ومراعاتها بدقة:

 

١- يجب على العلماء تجنب المناقشات والأقاويل التي تمهد طريق النقاشات والمناظرات المثيرة للجدل، والذي يسبب القلق والاضطراب النفسي بين عامة الناس، ويترتب عليها الأضرار بعلم العلماء وكرامتهم.

 

 

٢- على العلماء الكرام أن يتجنبوا تلك القضايا والحالات النادرة وأقوال العلماء التي تسبب فتنة لعدد من الناس ولا تستطيع العقلية المشتركة فهمها.

يقول عبدالله بن مسعود رضی الله عنه: ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة. رواه مسلم۹/۱

 

 

٣- بعض المسائل الغريبة التي وردت في الكتب الفقهية أو الفنية، أو استخرجها المجتهدون من الفقه الافتراضي، ولا يكثر وقوعها، ولا تعتبر من ضروريات الدين، لايتم التعبير عنها على المنابر والتجمعات العامة، لأن أعداء الدين يسخرون من مثل هذه القضايا ويهينون بها الدين والعلم.

 

4- ينبغي للعلماء أن يحاولوا التعبير فقط عما ينفع الناس في الدنيا والآخرة، و عما تقوى الوحدة بينهم. وبدلا من الأشياء الغريبة و غير اللازمة التي لا داعي لها، ينبغي لهم أن يخبروا الناس من المخزون العلمي الهائل للإسلام عما يحتاجون إليه من عقائد وأحكام دينية، وأخلاق إسلامية، وقضايا تتعلق بالمعاملات اليومية الجارية.

قَالَ عَلِيٌّ رضی الله تعالی عنه: حَدِّثُوا النَّاسَ، بما يَعْرِفُونَ أتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ ورَسولُهُ .

صحیح البخاري۲۴/۱

 

٥- يجب على الدعاة والأساتذة الكرام تجنب نشر مواضيع خاصة ومغلقة ومفصلة عن الصوفية في وسائل الإعلام، لأن مثل هذه المجالس خاصة و مخاطبوها وموضوعاتها خاصة أيضا.

 

٦- ينبغي تجنب استخدام الألفاظ غير اللائقة التي تعتبر غير مهذبة، لأن ذلك يضرب كرامة الشخص المذكور أيضًا.

 

٧- إن أولئك العلماء الذين يثيرون الخلافات، ويروجون للخرافات، ويستمرون في استخدام المناظرات والألفاظ غير اللائقة في وسائل الإعلام، و يثيرون الشك في الناس و يوقعونهم في الفتنة، وبهذه الطريقة يريدون اكتساب الشهرة ويحاولون حل العقد النفسية، فلا يدعوهم مهتمي المدارس وجميع الناس في المجالس والمناسبات والاجتماعات، و لايتوفروا تسهيل أي أنشطة أخرى لهم، ولايشاركوا في اجتماعاتهم لأن تصريحاتهم تضر بالمجتمع الإسلامي و تسبب الفتنة والخلاف.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

«لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَالنَّارُ النَّارُ ».

سنن ابن ماجه/۲۲

 

 

٨- على طلاب الدراسات الدينية ‌أن يدرسوا عند الأساتذة الذين يبتعدون عن المناظرات المثيرة للجدل ولا يروجون للانقسامات والمناظرات الضارة ولا يعبرون دائمًا عن تعريفهم الخاص ولايهينون الآخرين ولا يستعملون ألفاظًا لا فائدة فيها، و ليس لديهم عادة اللعب وتدمير الجماعة، ويهتمون بهدايات العلماء المحسنين و يعتنون بنصائح الإمارة الإسلامية، ولا يبتغون إلا رضوان الله في كل شيء، حتى يصون هولاء الطلاب من العادات التي لا يليقون بكرامة العالم، ويكونون مقبولين في المجتمع، و ثابتين على الطريق الشرعي للعلماء، ولا يكونوا على خلاف مع المجتمع وإخوانهم المؤمنين طوال حياتهم.

عن ابي هریرة قال قال رسول الله صلی الله علیه وسلم: مَن طلبَ العِلمَ ليُجاريَ بهِ العلَماءَ أو ليُماريَ بهِ السُّفَهاءَ أو يصرِفَ بهِ وجوهَ النَّاسِ إليهِ أدخلَهُ اللَّهُ النَّارَ

رواه الترمذي۹۴/۲

 

يقول ابن سیرین رحمه الله:

إنَّ هذا العِلمَ دِينٌ، فانظُروا عمَّن تأخُذون دينَكم .

أخرجه مسلم في (مقدمة الصحيح) (۱/۱۶)، والدارمي (۴۲۴)

 

يقول الإمام مالک رحمه الله:

’’إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ هُوَ لَحْمُكَ وَدَمُكَ، وَعَنْهُ تُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَانْظُرْ عَنْ مَنْ تَأْخُذُهُ

الکفایة في علم الروایة للخطیب /۲۱

 

إن الإمارة الإسلامية لا تسمح لأحد بإثارة الخلافات والانقسامات والفتنة، ويتخذ إجراءات جادة لمنعها.

 

والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وزارة إمارة أفغانستان الإسلامية

 

۱۷/۳/۱۴۴۶هـ ق

۳۰/۶/۱۴۰۳هـ ش ــ 2024/9/20 م