بيان الإمارة الإسلامية حول مؤتمر العلماء الذي سينعقد في المملكة العربية السعودية

بيان الإمارة الإسلامية حول مؤتمر العلماء الذي سينعقد في المملكة العربية السعودية تفید التقارير بأنه سينعقد قريباً مؤتمرا حول أفغانستان في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. وحول المؤتمر فإن الإمارة الإسلامية ترى النقاط التالية جديرة بالتأمل، وهي: إن الجهاد المستمر في أفغانستان ضد المحاربين الأمريكيين الغزاة، جهاد دفع أمام غزو الكفار، وحكمه في الشريعة الإسلامية […]

بيان الإمارة الإسلامية حول مؤتمر العلماء الذي سينعقد في المملكة العربية السعودية

تفید التقارير بأنه سينعقد قريباً مؤتمرا حول أفغانستان في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

وحول المؤتمر فإن الإمارة الإسلامية ترى النقاط التالية جديرة بالتأمل، وهي:

  • إن الجهاد المستمر في أفغانستان ضد المحاربين الأمريكيين الغزاة، جهاد دفع أمام غزو الكفار، وحكمه في الشريعة الإسلامية فرض عين، وتتفق جميع المذاهب الفقهية على أن الكفار المحاربين إذا اعتدوا على بلاد الإسلام فإن الجهاد يكون فرض عين على المسلمين، وهذا حكم رباني واضح يعتقده جميع أهل الإيمان.
  • إن الجهاد الحالي في أفغانستان ليس قتال بين المسلمين، بل بدأت هذه الحرب قبل سبعة عشر عاماً حينما غزت أمريكا أرض أفغانستان جواً وبراً، وأثر ذلك قام الشعب الأفغاني المجاهد بجهاد الدفع ضدهم، ومن ذلك الحين حتى يومنا هذا فإن مسؤولية التخطيط للحرب ضدنا، وتمويلها، وتدبيرها، ودعمها على عاتق الأمريكيين، ولو كانت حرباً بين الأفغان لما انفقت فيها نصف تريليون دولار أمريكي! ولما قتل فيها آلاف الجنود الأمريكيين، ولما أصيب فيها عشرات الآلاف الآخرين.

وحتى الآن فإن الاستراتيجية الجديدة لهذه الحرب تم طرحها من قبل الرئيس الأمريكي ترامب، كما أن الكونجرس الأمريكي سيوافق على تجديد الميزانية العسكرية لتمديد المعركة في أفغانستان، وإن شعبنا يرى بأم عينه أن مروحيات الأمريكيين، وطائراتهم العسكرية، وطائراتهم المسيرة تحلق فوقهم، ويشاهدون التواجد العسكري للمحتلين الأمريكيين، وبعيداً عن الحقائق أن تعرف هذه القضية في بلد آخر بأنها نزاع بين الأفغان.

  • إن حلفاء الأمريكيين في أفغانستان الذين يساندون الاحتلال، ويقاتلون ضد دينهم، وشعبهم، وقيمهم الوطنية بتمويل أمريكي، فتواجدهم في صف المحتلين لن يغير من ماهية هذه الحرب، لأنهم ليسوا أناساً مستقلين، وإنما حُمّلوا على الأفغان من قبل الأمريكيين ويطبقون استراتيجية أسيادهم فحسب، وإن الحرب في أول الأمر لم تبدأ ضدهم، لأنهم عملاء وحالهم كحال الشيوعيين الأفغان أيام الاحتلال الروسي، فإن تواجدهم مع المحتلين لم يؤثر على الجهاد الأفغان ضد الروس. ونصوص الشريعة صريحة في أن من وقف في صف الكفار ووالاهم ضد المسلمين فإن القتال معه جهاد مقدس.
  • إن إمارة أفغانستان الإسلامية ليست جماعة باغية أو إرهابية كما يزعمون، بل إنها تمثل رمز المقاومة لثلاثين مليون أفغاني مطالبين بالإسلام والاستقلال، فللإمارة الإسلامية جذور عميقة في أوساط شعبها، والآن تحكم 70% من أرض أفغانستان وتسيطر عليها بشكل كلي، وهدفها إقامة نظام إسلامي مستقل في البلد والتي هي أمنية الشعب الأفغاني، وفي ضوء الشريعة الإسلامية فإنها تحترم المناسبات الدولية، وحسن الجوار، والعلاقات الودية، والحياة السلمية للشعوب المشتركة، وتريد أقامة علاقات إيجابية مع العالم، وهذا من الجور والجفاء أن يتهم شعب أبي بأكمله بتهمة الإرهاب والبغي، ولا يحق لأحد ذلك، ولا ينبغي أن يحصل.
  • ونظراً للتوضيحات السابقة فإن من يصر على إبطال الأحكام الصريحة للدين إرضاءً للرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) وحلفائه، ويعتبر المجاهدين في سبيل الله إرهابيين وبغاة، فإن صنيعة هذا يعد موالاة للغزاة الأمريكيين في احتلالهم، وطعناً في ظهور المسلمين المستضعفين. والله عز وجل يقول: ((وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)) (113) هود.

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من مشى مع ظالم ليقويه وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام» رواه البيهقي.

  • إن الشعب الأفغاني لا يتوقع من مسئولي المملكة العربية السعودية وعلمائها أن يقفوا في معركة الإسلام والكفر إلى جانب المحتلين الأمريكيين، بل نظراً لرابطة الأخوة الإسلامية فإننا نأمل من الحكومة السعودية بأن تقف إلى جانب شعبنا المضطهد وتدعمه في هذه اللحظات العسيرة كما وقفت إلى جانبه في الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي، وإن الشعب الأفغاني مازال ممتناً لدعم المملكة العربية السعودية ومساعداتها التي بذلتها أيام الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي.
  • وكما أن المؤتمر الإسلامي أعلن دعمه للجهاد الأفغاني ضد الشيوعيين، والذي مازال الشعب الأفغاني يحفظ له ذلك ويشكره عليه، فإن عليه أن يقف في هذه المأساة الحالية إلى جانب الشعب الأفغاني، وأن يعلن دعمه ومساندته لمقاومتهم المشروعة.
  • وفي الأخير فإننا نطمئن شعبنا المسلم والمجاهدين بأننا واثقون في ربنا الناصر والقدير، فكما نصر جهادنا ضد الإنجليز ثم الشيوعيين، ونسف تلك القوى العظمى، وأفشل جميع دسائسهم، فإنه قادر على أن يهزم المحتلين بقيادة أمريكا ويذلهم، وأن جميع دسائسهم ومؤامراتهم لن تؤثر سلبياً على مقاومتنا المشروعة، وسيصل جهادنا الحالي إلى شاطئ النصر شامخاً أبياً. إن شاء الله تعالى. وما ذلك على الله بعزيز.

إمارة أفغانستان الإسلامية

25/10/1439 هـ ق

۱۳۹۷/۴/۱۸هـ ش ــ 2018/7/9 م