المتحدث الرسمي باسم الإمارة الإسلامية لقناة العربية: عدم الاعتراف بحكومة الإمارة؛ تدخلٌ في شؤون الآخرين وفرض للسياسة الغربية على الدول الأخرى

فيما يتعلق بتعليم النساء نحاول تهيئة الظروف المناسبة كي يبدأ من جديد، ولم يتم منع تعليم النساء في أفغانستان، ولكنه تأجّل من أجل ضرورات المجتمع؛ حيث يجب أن تكون لدينا مناهج وبيئة إسلامية لتتمكن أخواتنا اللواتي لهن ثقافة خاصة -كشعب أفغاني ملتزم بالشريعة- ونهيئ الأرضية لهن ليعدن إلى التعليم، بعد حل هذه المشاكل. ولكن نحتاج لفرصة لأننا نواجه تحديات اقتصادية كثيرة.

قراءنا الأفاضل، في السطور التالية، نقوم بنشر محتوى اللقاء الذي أجرته قناة (العربية) مع المتحدث الرسمي باسم إمارة أفغانستان الإسلامية؛ السيد ذبيح الله مجاهد، بتاريخ 17 أغسطس 2024م، حول عدد من المسائل والقضايا المتعلّقة بحكومة الإمارة الإسلامية وأفغانستان.

 

 

■ بعد مضي 3 سنوات على حكمكم، ماذا حققتم سياسياً واقتصادياً؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم، في البداية أشكركم وأشكر مشاهديكم، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته. ثم يجب أن أذكر أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، أفغانستان كبلد خرجت حديثاً من الحرب، حققت إنجازات كثيرة سياسياً واقتصادياً.

 

من التطورات الاقتصادية؛ أن أفغانستان استطاعت أن تموّل الدولة من العوائد المالية الداخلية، وإدارة الموارد الاقتصادية دون دعم خارجي. كما أن الموازنة السنوية يتم تأمينها من الإمكانيات الذاتية. كذلك حصلت تطورات بالنسبة لتنفيذ المشاريع الكبرى لتطوير اقتصاد البلد من أجل إيجاد فرص العمل، حيث استطاعت توفير الكثير منها.

 

ومن ناحيه سياسية؛ أقمنا علاقات دبلوماسية مع أكثر من 40 دولة، وافتتحنا سفارات وقنصليات في هذه البلدان، وكذلك مختلف الدول فتحت سفاراتها وقنصلياتها في أفغانستان. بالرغم من العراقيل والمشاكل الدولية، استطاعت الإمارة الإسلامية تجاوز الصعوبات وإقامة علاقات جيدة مع مختلف الدول، خاصة مع دول الجوار ودول المنطقة والدول الإسلامية.

 

 

■ هناك تقارير تقول بأن 7 من كل 10 أفغان لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية بعد حكمكم منذ الانسحاب الأمريكي، ما رأيكم؟

 

أولاً: يجب أن أوضح بأن بلداً مرّ بحروب على مدى 40 عاماً، دُمرت خلالها كافة موارده الاقتصادية، يواجه صعوبات جمّة في إعادة البناء.

 

ثانياً: الإحصائية التي أشرتم إليها، حول أن سبعة من كل عشرة أشخاص لا يستطيعون تأمين قوت يومهم؛ غير صحيحة. أفغانستان وفّرت فرص عمل جيدة، كما أن أسعار السلع الأساسية في أفغانستان هي الأرخص مقارنة بدول المنطقة، كذلك العملة الأفغانية قيمتها أفضل مقارنة بالعديد من دول المنطقة، وأكثر من مليون و40 ألف موظف حكومي يستلمون رواتبهم شهرياً. في المناجم في أفغانستان يعمل أكثر من 100 ألف أفغاني، كما في المشاريع الكبرى مثل: (قوش تبه)، ومناجم الحديد في هيرات، والمنشآت النفطية في هامون في الشمال. بهذا توفرت آلاف فرص العمل للمواطن الأفغاني. كما يجب أن نذكر بأن التجارة تحسّنت في أفغانستان وارتفعت نسبة التصدير والإستيراد.

 

لكن مع هذا، نواجه مشاكل عديدة لأنه في السابق كانت أفغانستان تتمتع بدعم العديد من الدول، لكن حالياً لا يوجد أي دعم، بالعكس؛ الأموال الأفغانية تم تجميدها من قبل أمريكا، وتبلغ تسعة مليارات دولار، وهذا ما ترك أثراً سلبياً على الاقتصاد الأفغاني.

 

 

■ ما تعليقكم حول اتهامكم بفرض قواعد متطرفة وشكّلت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، خاصة النساء، في أفغانستان؟

 

حقوق الإنسان والأفراد مؤمّنة في أفغانستان. نحن نعترف بالحقوق التي تقرّها الشريعة الإسلامية. نحن لا نستطيع أن نجعل أفغانستان كدولة غربية، لأنها بلد إسلامي ولديها قِيَمها وثقافتها، خاصة وأن الشريعة الإسلامية لها الأولوية في أفغانستان، أي أن كل شيء يتم وفق الشريعة الإسلامية وما تقرّه من حقوق للأفراد والمواطنين، وأفغانستان مكلّفة بتطبيق هذه القواعد.

 

ثانياً: ليست هناك جماعات مارقة في أفغانستان. في السابق حينما لم تكن الإمارة الإسلامية في الحكم؛ وُجِد داعش بقوة، وكان يشن هجمات بشكل يومي. لكن عندما استلمت الإمارة الإسلامية الحكم، قامت خلال السنوات الثلاث الماضية بمحاربة داعش بقوة، وتم التخلص من هذا التنظيم، وإن شاء الله لم يعد يشكّل تهديداً لأفغانستان. كما أنه لا توجد جماعات مارقة أخرى في أفغانستان، حيث أن الإمارة الإسلامية باتت تسيطر على كل جغرافيا البلاد. ونحن نمتلك قوات أمنيّة قوية. ونطمئن الجميع بأن أفغانستان ليست مصدر تهديد لأحد.

 

■ ما رأيكم في مطالبة المجتمع الدولي لكم بمنح الفتيات حق التعليم، وأن منعهن يعد انتهاك مفرط لحقوق الفتيات الأساسية؟

 

فيما يتعلق بتعليم النساء نحاول تهيئة الظروف المناسبة كي يبدأ من جديد، ولم يتم منع تعليم النساء في أفغانستان، ولكنه تأجّل من أجل ضرورات المجتمع؛ حيث يجب أن تكون لدينا مناهج وبيئة إسلامية لتتمكن أخواتنا اللواتي لهن ثقافة خاصة -كشعب أفغاني ملتزم بالشريعة- ونهيئ الأرضية لهن ليعدن إلى التعليم، بعد حل هذه المشاكل. ولكن نحتاج لفرصة لأننا نواجه تحديات اقتصادية كثيرة.

 

 

■ إذا كانت المشكله فقط في المناهج الدراسية الموجودة لديكم، فلماذا أوقفتم تعليم الفتيات ولم توقفوا تعليم البنين؟

 

نعم تختلف ظروف النساء عن الرجال، وعلى سبيل المثال: يجب أن تحظى النساء بأماكن يستطعن فيها الاحتفاظ بحجابهن، ويتمتّعن بالأمان من الأخطار. وحتى المناهج الدراسية يجب أن تلبي احتياجات النساء. كما أنه يجب توفير وسائل النقل للنساء نظراً للعدد الكبير من الطالبات. وبالإضافة لهذه المشاكل، هناك الجانب الثقافي، فليس كل مجتمع مهيأ لمثل هذا الأمر لكي يبدأ جميع النساء بالدراسة بشكل متزامن.

 

 

■ قلتم: مؤجل حتى إشعار آخر. حتى متى؟

 

يجب أن نذكّر بأنه ما لم تتهيأ الظروف المناسبة؛ لا نستطيع إرسال أخواتنا إلى المدارس. ونبذل الجهود لحل المشاكل التي نواجهها، ويتم تجهيز المرافق التعليمية وفقاً للشريعة الإسلامية، عندها ستعود النساء للمدارس.

 

 

■ سمحتم بتعليم الفتيات في مراحل المتوسطة والثانوية، ثم في أول يوم للعام الدراسي صدر الأمر بالمنع. وبالنسبة للتعليم الجامعي صدر قرار المنع قبل يوم واحد من نهاية اختبارات العام الدراسي. لماذا القرار كان مستفزا بهذا الشكل؟

 

ذكرنا بأننا نعمل على تهيئة الظروف من النواحي الاقتصادية والمواصلات والأماكن المناسبة للنساء، وهذا يستغرق وقتاً، ولكننا نعمل على أن يتم إنجازها في أسرع وقت ممكن. ومع هذا، نظراً لظروف أفغانستان غير الطبيعية بعد 40 عاماً من الحروب؛ تواجه العديد من التحديات السياسية بسبب مواقف بعض الدول وعدم تعاونها معنا، ما أدى إلى تأجيل مسألة التعليم، لكن هناك إرادة لحل هذه المشكلة.

 

 

■ أعود لأسأل مرة أخرى: هل تحرّمون في أفغانستان تعليم الفتيات؟

 

لا، كما قلتُ: لم نحرّم تعليم الفتيات، بل أجّلناه حتى إشعار آخر. وإن شاء الله سيستأنف قريباً.

 

 

■ قاضي القضاة في حكومتكم؛ عبد الحكيم حقاني، قال في كتابه الأخير (الإمارة الإسلامية ونظامها) بأنه يجب على الدول الإسلامية ترجيح التعليم الديني على التعليم العصري وأن كرامة النساء في لزومهن بيوتهن. ألا يعني هذا أن هناك تحريماً وبأنها فتوى بتحريم الدراسة للفتيات داخل هذه المدارس، والاكتفاء بالمدارس الدينية؟

 

لا، ليس كذلك. هذا الكتاب هو من تأليف الشخص، وليس بمثابة ميثاق أو قانون الإمارة الإسلامية، ولا بمثابة فتوى أيضاً؛ لأنه كتابٌ يعبّر عن آراء كاتبه.

 

في أفغانستان يتم اتخاذ القرارات كحكومة. لدينا دور الإفتاء وعلماؤنا ومجالسنا، وعلى أساسها نتخذ قرارات شرعية وإسلامية.

 

الأمر الآخر: من الواضح أن أفغانستان -كبلد إسلامي- يطبّق التعاليم الإسلامية إلى جانب التعاليم التي تلبي الاحتياجات الإنسانية. ولا نقبل أن يُطبّق التعليم وفق الثقافة الغربية، لأن أفغانستان بلد إسلامي ولديه ثقافة وتاريخ إسلاميان، ولا نريد أن يتحوّل مجتمعنا إلى مجتمع غربي.

 

 

■ إذا كنتم لا تدرّسون إلا المناهج الدينية، فكيف تريدون غداً أن تكون هناك أجيال من النساء؛ مدرسات، طبيبات، ممرضات، يمارسن الأعمال المهمة والأساسية التي تقدّم لنظيراتهن الأفغانيات؟

 

لا، ليس كذلك؛ هناك فرق بين الثقافة الغربية والعلوم، مثل: الطب والفيزياء والرياضيات، وهي علوم نحتاج إليها، إلى جانب المناهج الإسلامية. نحتاج تعليم هذه العلوم التي تلبي حاجات الناس، كالعلوم والتكنولوجيا، ويجب أن نستفيد منها، وهي ليست ممنوعة، ويتم تدريس هذه المناهج في أفغانستان، ولدينا الأطباء والمتخصصون في مختلف المجالات.

 

لا نقول أن التعليم يجب أن يكون فقط للعلوم الإسلامية، بل المناهج الإنسانية يجب أن تُدرّس أيضاً. نرفض فقط الثقافة الغربية، ونمط الحياة السائد في الغرب، ولا نريد أن نشيع هذا في أفغانستان كما كان في السابق، للأسف.

 

 

■ هل هناك تاريخ محدد لعودة الفتيات إلى المدارس المتوسطة والثانوية والجامعات؟ وأيضا موعداً أو إجراءات لعودة من كن يعملن في المنظمات غير الحكومية في أفغانستان؟

 

لا، يجب أن نذكر بأن النساء ينشطن في المجتمع، لا سيما في القطاع التجاري، حيث ازداد حضورهن، وتم تأسيس غرف تجارية خاصة بهن. كما أنه في القطاعات الحكومية توجد نساء في المستشفيات وفي التعليم، بما فيها الدراسات العليا، وحتى في الشرطة، والاستخبارات، وفي الأحوال المدنية، والجوازات، وفي المطارات، وفي النيابة العامة، والمحاكم، والسجون، وفي كل القطاعات تعمل الأخوات. وليس هناك أي إقصاء للنساء، لأن النساء جزء من المجتمع، والحكومة تحتاج لهن.

 

يجب أن نذكّر بأننا نريد أن تكون هناك بيئة عمل مناسبة للنساء، بحيث يتم صونهن جسدياً ونفسياً، وتُحفظ كرامتهن، وهذه من أولويات ديننا. نريد هذا، وليس هناك إقصاء.

 

 

■ كيف تعلقون على الاتهامات لكم بأنكم تتجاهلون -عمداً- ارتفاع معدلات انتحار الفتيات في أفغانستان؟

 

نرفض هذا. للأسف، ما تسمعونه من إحصائيات أو ما يصلكم من صور عن أفغانستان، ربما يستند إلى آراء غربية، حيث تُعِدّ وسائل إعلامهم ومراسلوهم تقارير مغلوطة. ونحن سبق وأن رفضناها.

 

ولا شك أن النساء يشكلن نصف المجتمع الأفغاني، لكن الظروف والإمكانيات لم تُتح لجميعهن، خاصة في القرى والمناطق النائية -حيث تتفاوت طرق العيش-، النساء في هذه المناطق لا يزلن محرومات كما كن في السابق، أما في المدن؛ فالنساء يعملن ويتعلمن وهذا كان في السابق أيضاً. ومع هذا، لم تكن فرص التعليم متوفرة لجميع النساء بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

 

ثانياً: فيما يتعلق بالإحصائيات المنشورة عن انتحار النساء؛ غير صحيحة. وضع نساء في أفغانستان جيد، ولديهن حق الوصول إلى المحاكم، ويتم صون حقوقهن، حيث لا يستطيع أحد اضطهادهن أو التعدي على حقوقهن، ولا يستطيع أحد تزويج الفتيات قسراً أو أن يسلب حقهن في الميراث وغيره، فالمحاكم تتعامل مع الأخوة والأخوات بشكل متساوٍ. هذه هي الأوضاع في أفغانستان، لكن الإحصائية التي تتحدثون عنها ربما تستند إلى معلومات وتقارير تصدرها منظمات مغرضة بهدف تضليل الرأي العام.

 

 

■ نحن لا نستند إلا على هذه التقارير التي تُنشر عبر الأمم المتحدة ومنظمات موجودة على الأرض… على سبيل المثال: هناك من تشتكي من النساء وتقول بأن من يتعرضن للعنف الأسري ويذهبن لتقديم شكوى إلى بعض هذه المنظمات الموجودة على الأرض، تقوم الإمارة الإسلامية باعتقال هؤلاء النساء والزج بهن في السجن. هل ما ينقل صحيح أم تنفيه؟

 

نعم، أفهم من أين تستقون هذه المعلومات، وهي ليست مأخوذة عن مصادر أفغانية داخلية، ولا تعكس حقيقة الوضع الداخلي في أفغانستان. حتى تقارير الأمم المتحدة مغرضة أيضاً، لأنها تخضع لنفوذ الأمريكيين والغربيين وتنشر ما يريدونه. ونحن نفينا في السابق صحة ما ينشرونه، وقدّمنا لهم الوثائق التي تضحدها.

 

أما بخصوص الشكاوى التي تقدمت بها بعض النساء؛ فهؤلاء هاربات يعشن خارج أفغانستان ويسجّلن هذه الشكاوى في أمريكا وأوروبا ويتم إرسالها للأمم المتحدة لتُنشر كتقارير. فأنتم -كوسيلة إعلامية- إذا أردتم الإطلاع على الواقع؛ لديكم مراسلون في أفغانستان وتستطيعون إعداد التقارير بأنفسكم، ويستطيع مراسلوكم أن يذهبوا ويقابلوا الناس، ويستمعوا لآرائهم عن قُرب، ويستطلعوا أوضاع النساء والتغييرات الإيجابية التي حصلت في البلاد. وأكرر أن جميع أبواب المحاكم مفتوحة للنساء، لأن هذا واجب شرعي يحتّم علينا البتّ في قضايا الأخوات، ولا يوجد أي تمييز، وهناك تكليف شرعي بأن الحكومة تساند أي أخت تتعرض للتهديد.

 

■ بدعوة الصحفيين وبالحديث عن الصحفيين، هناك من يقول بأنكم تقمعون الحرية وتضيّقون على الصحفيين وتقومون باعتقالهم، لذلك هناك قلق من بعض وسائل الإعلام من أن تذهب إلى أفغانستان.

 

لا، هناك العديد من وسائل الإعلام تعمل بحريّة في أفغانستان، من قنوات أفغانية إلى وسائل إعلام غربية سواء أوروبية أو أمريكية أو أسترالية وكندية ودول أخرى، ويقومون بعملهم في إعداد التقارير. وتستطيعون أن تسألوهم عن كيفية عملهم وإذا ما كانوا يواجهون أي عراقيل. إنهم يستطيعون نشر ما يرونه على أرض الواقع. لكن ما نقوم بمنعه هو نشر الإشاعات أو المعلومات المغايرة للواقع والتقارير المغلوطة، وهذا ممنوع في أي بلد كان. غير ذلك؛ يستطيعون إعداد التقارير ونشرها عن أي وقائع يرونها.

 

 

■ أصدرتم مرسوماً يُلزم موظفي ومسؤولي الوزارات والمؤسسات في حكومتكم بالصلاة جماعة في أوقاتها المحددة. لماذا احتجتم لمرسوم لتدعوا الموظفين للصلاة بقوة العقاب؟

 

نعم، الصلاة مسألة هامة في حكومة إسلامية تحكم باسم الشريعة. تعد الصلاه -بعد الإيمان- ركناً أساسياً من العبادات وممارسات الإنسان المسلم. وكل موظفي الحكومة هم مسلمون، ومكلّفون بأداء الصلوات في أوقاتها جماعة، وسيعاقب من لا يلتزم بهذا ويتم توجيه تحذيرات له. ولذا تم توجيه جميع مسؤولي الدوائر أن يوصوا جميع موظفيهم بأداء صلاة الجماعة، وحضور الصلوات في أوقاتها. وهذه من سمات الحكومة الإسلامية.

 

هدف الحكومة الإسلامية؛ هو تقويم حياة الناس وآخرتهم أيضا، لكي لا يرتكب أحد معصية أو فساداً أو فسقاً، ويلتزم الجميع بالعبادة. وهذا نهج الخلفاء الراشدين.

 

 

■ ماهي العقوبة لمن يتخلف عن الصلاة جماعة؟

 

إنهم يوصون من يتخلّف عن أداء الصلاة في أوقاتها، ويحذّرونه من الإهمال؛ لأن البعض قد يكون لديه بعض الظروف. ولا يتم التعامل مع الجميع بنفس الطريقة، فالبعض بحاجة إلى النصيحة، والبعض يتم الخصم من راتبه. ومن يكرر ذلك، يتم تغيير مكان وظيفته وتنزيل مرتبته الوظيفية.

 

 

■ هل أنتم مستعدون للتنازل لتحقيق شروط العالم كي تحظوا باعتراف دولي أم لا يهمكم الاعتراف الدولي؟

 

ما هي المبادئ التي تستند إليها هذه الاشتراطات؟ هل يوجد في القانون الدولي أي قانون يضع هذه الشروط كأساس للاعتراف بدولة ما أو قبولها؟

 

الوضع في أفغانستان يؤخذ في الاعتبار على أساس رغبة الشعب والشريعة الإسلامية وكذلك المصالح الوطنية لأفغانستان، فهذه الأمور متعلقة بأفغانستان وليس بدولة أخرى.

 

ثانيا: ليس هناك أي شيء في القانون الدولي يقول إنه إذا لم يكن هناك تطبيق لهذه الشروط فإنه لا يتم الاعتراف بالدولة. هناك دول عديدة تواجه مشاكل كثيرة، ومع ذلك تم الاعتراف بها، حتى نظام مثل “إسرائيل” يمارس الظلم والوحشية في العالم ومع ذلك -على الصعيد الدولي- تم الاعتراف بها من قبل الدولة الغربية، ولديهم مقعد في الأمم المتحدة. فإذا كان هذا الأمر عادلاً؛ هل هذه الشروط خاصة فقط بأفغانستان أم بجميع الدول؟

 

 

■ لذلك حكومتكم لم تحظى بالإعتراف الدولي بسبب مسألة تعليم الفتيات.

 

لقد ذكرت لكم بأننا نأخذ في الاعتبار ظروفنا الخاصة والأحكام الإسلامية ومصالح ورغبة مواطنينا، وعلى هذا تتهيأ الظروف المناسبة لتعليم الفتيات. ويجب منحنا الفرصة لا أن تتم معاقبتنا. فإذا لم يعترفوا بنا، فإن الأخوات هنا يتضررن كذلك، وسيواجهن مشاكل اقتصادية وتزيد هذه المشاكل، فهذا ليس حلاً. أين العدل في أن الفتيات لا يحصلن على التعليم ومع ذلك يتم الضغط عليهن ليحرمن حتى من الأكل والشرب! هذا ليس عدلاً، ويعتبر تدخلاً في شؤون الآخرين وفرض للسياسة الغربية على الدول الأخرى. هذا ليس مقبولاً على الاطلاق.

 

 

■ في كم من دول العالم لديكم قنصليات أو سفارات أو ممثليّات أو بعثات دبلوماسية؟

 

نعم، نقسّم الدول إلى ثلاثة أقسام:

 

أولاً: دول الجوار والمنطقة؛ لدينا معها علاقات ممتازة.

 

وثانياً: الدول الإسلامية؛ لدينا معها علاقات أخوّة إسلامية، ووطدنا العلاقات معها.

 

وهناك الدول الغربية؛ وتواجه علاقاتنا مشاكل لسببين: أولاً: أنهم خاضوا حربا لمدة 20 عاماً في أفغانستان، ومازالت العقدة والضغينة تجاهنا في أذهانهم، ولا يريدون أن يروا الإيجابيات في أفغانستان ويعترفوا بها.

 

ثانياً: أنهم مازالوا يحملون في أذهانهم أفكار الاحتلال؛ يريدون أن تكون أفغانستان وفق ما يميلون هم إليه، وحتى الحكم والسياسات في أفغانستان يريدونها أن تكون وفق رغباتهم. وهذا غير مقبول بالنسبة للأفغان، ولذلك نواجه قيوداً.

 

ومع الأسف، الأمم المتحدة هي منظمة تخضع لتأثير مباشر من الدول الغربية وخصوصاً أمريكا، فهي تعمل تحت المظلة والسياسة الأمريكية، ولا نتوقع منهم الكثير، لأنهم حاربونا 20 عاماً وقتلونا وقصفونا.

 

المهم هو أن دول المنطقة والدول الإسلامية معنا، فأفغانستان ليست معزولة، ونسعى إلى حل مشاكلنا بأنفسنا.

 

 

■ لماذا ألغيتم البعثات الدبلوماسية الأفغانية المتواجدة في لندن وعدد من الدول الأوروبية وأستراليا وكندا؟

 

بعض السفارات مفتوحة في بعض الدول، ولديهم اتصال بأفغانستان، ويتّبعون الأوامر، مثلاً: القنصليه في ميونخ، والسفارات في هولندا، وبلغاريا، والتشيك؛ لديهم اتصالات معنا، تنشط في هذه الدول البعثات الدبلوماسية الأفغانية. ولكن في بعض الدول لا يتّبعون الأوامر، فقامت أفغانستان بإلغائها، ولا تعترف بأعمالها؛ لذلك فإن أنشطتهم غير معترف بها، حتى يطيعوا أوامر وزارة الخارجية الأفغانية.

 

 

■ هل قضيتم على داعش خرسان تماماً في أفغانستان؟

 

داعش ظهر في أفغانستان خلال الاحتلال الأمريكي وتوسّع في تلك الفترة، حتى أنهم كانوا يحظون -مع الأسف- بالدعم من الحكومة، وكان باستطاعتهم العمل وتنفيذ التفجيرات. ولكن مع مجيء الإمارة الإسلامية بدأت محاربة داعش بقوة، فهم الآن لا يسيطرون على أي مكان في أفغانستان، ولا يستطيعون التجنيد، وليست لديهم مخابئ. أما إن كانوا مختبئين في الجبال والبيئة الصعبة في أفغانستان ممكن أن يكون من 1 إلى 2%، ولكن القوات الأمنية الأفغانية تحاربهم بشكل قوي، ولا تسمح بأن تكون لهم أنشطة هنا.

 

أما الإدعاءات حول وجود باقي الجماعات الأخرى، فنحن نرفض ذلك؛ لا توجد أي جماعة متمردة أو تهدد أمن أي دولة.

 

 

■ تقرير الأمم المتحدة يقول بأن هناك قيادات لتنظيم داعش وصلت من العراق ومن عدد من الدول إلى أفغانستان خلال الفترة الأخيرة. ما رأيكم في ذلك؟

 

تعتبر هذه الادعاءات غير صحيحة؛ فالعملية التي وقعت في روسيا تم التحضير لها من طاجيكستان، والعملية التي وقعت في تركيا كانت من العراق؛ لأنها أقرب لتركيا من أفغانستان. فهي إدعاءات غير صحيحة، وأي أحد ينشر هذه البروباغاندا؛ بسبب عقدته.

 

ذكرت لكم أنه في أفغانستان هناك محاربة جدية ضد داعش، وإن كان هناك 1 أو 2% مختبئين، فليكونوا، ولكن هم يكفروننا ويكفرون أفغانستان. هم ليسوا أصدقائنا، لذلك يجب أن لا يكون هناك أي قلق لأن جنودنا وقواتنا الأمنية قاتلت بشكل قوي ضدهم.

 

 

■ هل تدعمون “طالبان باكستان” التي تقوم بتنفيذ هجمات ضد الحكومة الباكستانية؟

 

لا، لا نريد أن نتدخل في أي دولة. وطالبان باكستان شأن باكستاني، ومرتبطة بباكستان، ونحن لا ندعمها، ولا نريد أن تكون هناك حروب في المنطقة.

 

 

■ هناك تقارير تقول بأن طائرات باكستانية قصفت موقعاً في ولاية ننجرهار -شرق أفغانستان- يعود لحركة طالبان باكستان. هل لديكم رد على هذه التقارير؟

 

أُثِير هذا الموضوع أخيراً، والتحقيقات بشأن ذلك مستمرة ولم تنتهِ التحقيقات، ونأمل أن تنتهي ونستطيع حينها الحديث عنها. ولكن يجب أن أذكّر بأننا لن نسمح لطالبان باكستان بأن تكون في أفغانستان، أو أن يستغلوا الأراضي الأفغانية.

 

 

■ قُتِل أيمن الظواهري -زعيم تنظيم القاعدة السابق- في المنطقة الدبلوماسية بقلب كابل. هل وجدتم جثة الظواهري؟

 

التحقيقات مستمرة في هذا الموضوع، وهي محض ادعاءات. ولكن لم يرَ أحد الظواهري أو جثته المزعومة. أجرينا تحقيقاتنا ولكن لم تثبت صحه هذه الإدعاءات.

 

 

■ هل لازالتم تحققون حتى الآن؟

 

التحقيقات مستمرة، ولكننا لم نصل إلى نتيجة لتكذيب هذه الادعاءات، ولا يمكن تصديقها لأنه لم يثبت وجود الظواهري هنا، حتى أنه لم تُرَ جثته، ولا نؤيد ما تدّعيه أمريكا.

 

 

■ قمتم باعتقال أكثر من شخص للتحقيق في هذه المسألة، من بينهم “محمود شاه حبيبي” -المسؤول السابق في هيئة الطيران المدني بحكومة أشرف غني- هل هو المتهم لديكم بكشف موقع الظواهري للولايات المتحدة؟

 

لا، هناك سجينان أمريكيان في أفغانستان بسبب مخالفتهما القوانين، ولكن ليس لدينا في السجون شخص باسم “حبيبي” وهو ما يدّعيه الأمريكيون. ولكن نحن الأفغان تناقشنا معهم وحقّقنا في الموضوع، ولكن ليس لدينا أي شخص بهذا الاسم في السجون، لذلك لا نؤيد هذا الادعاء.

 

 

■ لكن شقيق “محمود شاه حبيبي” يقول بأنه معتقل لديكم منذ العاشر من أغسطس 2022م.

 

ننفي هذا، وهو غير صحيح، وأخبرونا به كذلك وتحدث الأمريكيون معنا حول هذا، ولكن نحن لا نؤيد هذا لأنه لا يوجد في سجوننا شخص باسم “حبيبي”، ولم يتم اعتقال أحد بهذا الاسم.

 

■ هناك أيضاً من بين المتهمين بكشف موقع الظواهري مواطنين أمريكيين: “راين كوربيت” و”جورج غليزمان”، هل هناك محادثات بينكم وبين الولايات المتحدة كي تتبادلوا السجناء؟

 

يجب إطلاق سراح الأفغان المسجونين في أمريكا، وكما أن أمريكا تريد استعادة مواطنيها، في المقابل يجب أن يطلقوا سراح الأفغان. مع الأسف حتى الآن لا يزال أفغاني في غوانتنامو، وكذلك هناك أفغان آخرون مسجونين في أمريكا ويجب إطلاق سراحهم. ونحن نتفاوض مع الأمريكيين حول هذا.

 

 

■ يعني أنتم تؤكدون بأن هناك محاولة لاستعادة محمد رحيم الأفغاني مقابل جورج غليزمان وراين كوربت الموجودين لديكم؟

 

أحدهم هو محمد رحيم الذي قُبض عليه في أفغانستان ولم تثبت عليه أي تهمة، ويجب إطلاق سراحه. وكذلك هناك أفغان آخرون معتقلون في أمريكا، ولا بد من إطلاق سراحهم. ونحن نتفاوض مع الأمريكيين بشأن ذلك.

 

 

■ هناك شخصين أفغانيين موجودين في الولايات المتحدة تطلبونهم في عملية تبادل السجناء هذه؟

 

نعم، هناك عدد من المواطنين الأفغان المعتقلين في السجون الأمريكية بأسماء مختلفة.

 

 

■ هل هناك خلافات داخل الإمارة الإسلامية؟

 

لا، الخلافات تدمر المجتمعات. والإمارة الإسلامية لا تسمح بوجود خلافات بأي حال. ومسؤولوا الإمارة الإسلامية يعون جيداً المشاكل التي تسببها الخلافات. لذلك، لا توجد خلافات.

 

 

■ هناك تقارير ومصادر تقول بأن هناك انقسامات بين قادة الإمارة على محاصصة المناصب الحكومية وعلى السلطة، هل هذا صحيح؟

 

لا، أنا أنفي هذا. الاستخبارات العالمية، وتحديداً الأمريكيون، سعوا خلال فتره الجهاد إلى إظهار خلافات بين السيد حقاني والإمارة بأكملها، ولكن لم ينجحوا. وحقاني هو أحد موظفي الإمارة الإسلامية، وأحد موظفي أمير المؤمنين -حفظه الله- وهو يُظهر الطاعة أكثر من غيره، وهو ملتزم بالوحدة الوطنية ووحدة صف الإمارة الإسلامية، ومستعد لخدمته أكثر من غيره، وليس لديه عقلية الخلافات، ولن تكون لديه.

 

 

 

■ لماذا لا يظهر زعيم الإمارة الإسلامية الشيخ هبة الله اخندزاده في صور أو مقاطع فيديو؟

 

هناك فرق بين الإرادة وبين الإذن بالظهور، وهذا أمر طبيعي. لكن فيما يتعلق بالتصوير بناء على الضرورات لا يوجد مانع في ذلك، لكنه شخصياً لا يود الظهور العلني. والعلماء في أفغانستان لديهم هذه الأفكار، وأمير المؤمنين لا يريد أن تُنشَر صوره، ولكنه يحضر في الأماكن العامة وصلوات العيد والاجتماعات الحكومية ويلتقي الناس ويجلس معهم عن قرب. أما بشأن أنه ليس لديه صور؛ فأين صور الصحابة الكرام والعلماء السابقين؟ العلماء لديهم أفكارهم ولا يرون التصوير أمراً جيداً. على هذا الأساس لا يرغب بانتشار صورٍ له.

 

■ يتساءل الناس عن أسباب عدم ظهور زعيم الإمارة الإسلامية الشيخ هبة الله اخندزاده، هل هي أسباب أمنية؟

 

لا، ليس هناك أسباب أمنية، بل هي أسباب دينية؛ كالتقوى والاحتياط من الأمور غير الجائزة. ويجب أن نذكر أنه خلال صلوات العيد والتي يحضرها مئات الآلاف؛ يخطب بهم أمير المؤمنين، وهي تزيل الشكوك التي لديكم. وأيضاً يحضر في الاجتماعات الحكومية ويلقي كلمات في الاجتماعات القبلية والشعبية، وهذا يدل على أنه على قيد الحياة وبصحة جيدة، ونحن نشرنا خطبه، وهذا يكفي لتأكيد صحته وأمنه.

 

■ هل عدم الظهور الإعلامي لزعيم الإمارة الإسلامية الشيخ هبة الله اخندزاده بسبب أنه يخشى من استهدافه من قبل الولايات المتحدة أو بالطائرات بدون طيار؟

 

ذكرتُ بأن الأسباب ليست أمنية، وهو يحظى بالأمن والحماية، ولا توجد مشاكل. ولكنه -من ناحية دينية- لا يريد أن تكون صوره منتشرة على التلفاز.

 

■ هل نُفّذ اتفاق الدوحة بشكل كامل بينكم وبين الولايات المتحدة؟

 

بشأن الالتزامات المتعلقة بأفغانستان؛ نعم، تم تنفيذها بشكل كامل. ولكن الالتزامات المتعلقة بأمريكا -مع الأسف- لم يوف