اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
إن مستوى التعامل الذي لدينا اليوم أعلى بكثير من التعامل الذي كان قبل عشرين سنة، فقد انطلقت مشاريع كبرى الآن، وتم قبول دبلوماسيينا في 39 من السفارات والقنصليات، بينما لم يكن هناك سوى ثلاثة تمثيلات في ذلك الوقت، والفرق كبير. ثم هناك وفود وبعثات كبيرة تأتي إلى أفغانستان، وتذهب وفودنا وهيئاتنا من أفغانستان إلى بلدان أخرى، فالفرق كبير.
لقد مرّت ثلاث سنوات على سقوط النظام الجمهوري، وتولي الإمارة الإسلامية السلطة في أفغانستان من جديد، حيث أقامت الأمن العام، وطبقت النظام الإسلامي في البلاد.
وفيما يلي مقابلة حصرية لمراسل قناة بي بي سي الفارسية (جمال الموسوي) مع أمير خانْ متقي؛ القائم بأعمال وزارة الخارجية لإمارة أفغانستان الإسلامية، تطرقت إلى القضايا الدولية من منظور الوزير، وعرضت على معاليه الانتقادات التي تُثار حول الإمارة الإسلامية وحكومتها، وكذلك حول ما إذا كانت قيادة الإمارة تبحث عن التهدئة مع الغرب، وخاصة الولايات المتحدة أم لا؟
وفيما يلي نصّ المقابلة:
المراسل: شكرا جزيلا لمنحنا وقتك. السيد متقي! لقد مضت ثلاث سنوات منذ عودتكم وتوليكم السلطة، ولم يتمّ الاعتراف بنظامكم بعد، لماذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم. عندما تم تحرير كابول، كان أول نشاطنا هو معرفة كيفية الاتصال بممثلي السفارات والقنصليات الأفغانية في الخارج، والحمد لله استطعنا أن نجلب تعاون 39 سفارة وقنصلية معنا. وفي الخطوة الثانية سعينا في جلب ثقة دول المنطقة والعالم، وخاصة دول المنطقة، وأن تزيد الجولات والتجارة وتتحسن الأعمال، والحمد لله تم إحراز تقدم في هذين المجالين. وفي الخطوة الثالثة، كانت هناك مرحلة كيفية بدء المشاريع الكبرى في أفغانستان، والتي أوشكت على البدء، مثل مشروع كاسا هزار وسكة ترانس أفغان، ومشروع تابي.
إن الاعتراف بنظامنا يكون خطوة بخطوة، بأن تصدر التأشيرات، ويكثر التردد والسفر، ويرحب بدبلوماسيينا من الدولة المضيفة، وأن يجري العمل حتى تنشط سفاراتنا في تلك البلدان، وهذا النوع من التعاملات تم بالفعل ولم يتم الإعلان الرسمي عنها، والإعلان الرسمي مسألة سياسية تخص تلك الدول، لكن التعامل كان جيداً في كافة المجالات حتى الآن.
المراسل: إذا كانت مشكلة سياسية، فهذا يعني أنه لم تتمكن أي دولة في العالم من حل مشكلاتها السياسية مع حكومتكم خلال هذه السنوات الثلاث.
على سبيل المثال، عندما يقبل رئيس الصين نفسه توقيع سفيرنا، لا نعرف ماذا بقي من الاعتراف.
المراسل: فضلا عن دول العالم الكبرى، لم تعترف بحكومتكم رسميًا دولة واحدة ولو إسلامية. لماذا؟
هناك بعض القضايا يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، فمثلاً الحرب التي جرت هنا، شاركت فيها خمسون دولة من الخارج، وحاربت لنحو عشرين سنة، ثم حدث تطور كبير حيث فشلت جميع الدول ورحلت، ربما سنتقدم خطوة بخطوة نحو الاعتراف الدولي إلى أن نصل إلى المستوى الطبيعي، ولكن ما يتعلق بالاعتراف من الترددات والأسفار، وفتح السفارات والقنصليات، فقد تطورت الأمور في هذه المجالات والحمدلله.
المراسل: السيد متقي! حكومتكم السابقة حظيت بدعم رسمي من ثلاث دول على الأقل، وهي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وباكستان. هل تعتقد -من هذا المنطلق، ومن الناحية الدبلوماسية- أن وضع حكومتكم أسوأ من وضع حكومتكم قبل عشرين عاما؟
المراسل: إحدى القضايا الرئيسية التي يقال إنها حالت دون الاعتراف بحكومتكم هي معاملة النساء في مجالي التعليم والعمل، ما مدى قبولكم لذلك؟
فيما يتعلق بالتعليم، فهناك قرابة ثمانية ملايين فتاة تذهب إلى المدرسة إلى الصف السادس، وفي المدارس الدينية يجري التعليم حتى النهاية، وتدرس فيها جميع العلوم العصرية والعلوم الدينية.
وفيما يتعلق بالعمل، فالمرأة تعمل في الكثير من الوزارات، مثل التربية والتعليم، ووزارة الداخلية، وفي الجوازات وغيرها. وهذا يعني ليس هناك منعا مطلقا لتعليم المرأة، ولا لعملها، ولكن هناك قيود وحدود، وهناك بعض الأمور الداخلية التي تخص بلادنا، وليس الأمر وكأنه ممنوع على الإطلاق، لكن أن يتم ربط الاعترف بنظام بلد بهذه القضية فهذا ما لم يرد في قوانين الأمم المتحدة، ولم يذكر في القوانين الداخلية لبلد أنه إذا كان الأمر يختلف في تعليم وعمل المرأة في بلد، فلا ينبغي الاعتراف بهم، نحن لم نر ذلك قط.
المراسل: حسنًا، تتحدث فضيلتكم عن التعامل والعلاقات مع الدول، هناك العديد من الدول الأوروبية، من الصعب لها الاعتراف بحكومة لا تتعامل بشكل جيد مع النساء بحيث لا يمكن لهن الدراسة والعمل بحرية حسب رؤية تلك البلاد، فإن برلمانات تلك الدول والمؤسسات المدنية فيها لا تعطي مثل هذا الإذن للحكومات.
في رأينا، ربما ليس بهذه الطريقة مائة في المائة، لأنكم ترون الكيان الصهيوني كم قتل من الفتيات والنساء، وكم دمر من المنازل؟ وكم قصف من المدارس والجامعات والمستشفيات، ولم يصدر منهم أي شيء تجاه هذه المعاملة السيئة مع المرأة والتعليم! واتضح أن الأمر ليس كذلك.
لكن الذين كانوا ضدنا وفي الحرب لمدة عشرين عاما، عندما انهزموا، يحتاج الأمر لمضي شيء من الوقت حتى تصل علاقاتنا معهم إلى حالتها الطبيعية.
المراسل: من المثير للاهتمام أنكم ذكرتم قضية فلسطين والصراع بين إسرائيل وفلسطين، ويمكن رؤية معالم فلسطين والقدس في كابل، وعلى سبيل المثال على تلة وزير أكبر خان. ما هو رأيكم في هذه القضية الدولية؟
إن القضية الفلسطينة هي قضية الأمة الإسلامية، ويمكنكم أن تروا أيضا أن البعض من البلاد غير الإسلامية اعترفت بحق فلسطين وأهمية دولة فلسطينية، وإن إمارة أفغانستان الإسلامية ترى إسرائيل كيانا معتديا محتلا، ظالما، وندين إجرامه وظلمه بحق الشعب الفلسطيني.
المراسل: في بداية الحديث، ذكرتم بشكل أو بآخر إنجازات وزارة الخارجية في رئاستك، ما هو أكبر إنجاز حققتموه خلال هذه السنوات الثلاث؟ لو أردتم أن تذكروا ذلك كإنجاز كبير في المجموعة التي هي تحت رئاستكم.
في رأيي أنّ الإنجاز الأكبر هو تحسّن علاقاتنا مع دول المنطقة، ونتيجة لتحسّن العلاقات تحسّنت التجارة، ونتيجة لتحسّن التجارة تحسّنت أوضاع الشعب الأفغاني المضطهد وتخففت المعاناة، وانخفضت الأسعار، ومن ثمرات هذه العلاقات السياسية أن عملتنا أصبحت مستقرة وتحسنت الأسعار وازدادت حركة العبور.
المراسل: حسنًا، السيد متقي! عندما تتحدث عن العلاقة الجيدة مع جيرانكم، يجب أن تدركوا أيضًا أن العلاقة بين حكومتكم وحكومة باكستان أصبحت متوترة، وتم طرد مئات الآلاف من المهاجرين الأفغان من باكستان مؤخرًا، ويجب أن تكون الدبلوماسية نشطة هنا، وينبغي القيام بعمل دبلوماسي واسع النطاق لمنع مثل هذه الأمور.
تنشيط الدبلوماسية قضية، و اتخاذ القرار من جانب الدولة الأخرى قضية تعود إليهم.
المراسل: إنهم يقولون إن حكومتكم تدعم حركة طالبان الباكستانية، ولهذا السبب فإنهم غير راضين عن أداء حكومتكم.
في رأينا ما يقولونه هذا مجرد افتراء، فنحن لم ندعم حركة طالبان الباكستانية أبدًا، وحركة طالبان الباكستانية ليست حركة وليدة اليوم، فهناك سجل لها من النشاطات داخل أراضي باكستان من زمن. وفيما يتعلق بمسؤولية أفغانستان، فقد أوفت أفغانستان بمسؤوليتها. وهناك مشكلات داخلية أخرى تتحمل باكستان مسؤوليتها بالفعل.
المراسل: كيف أوفت أفغانستان بمسؤوليتها بينما تدعي باكستان أن أعضاء حركة طالبان باكستان يتحركون بحرية في المناطق الحدودية وداخل أراضي أفغانستان، ويحملون أسلحة، بل ولهم ملاجئ في أفغانستان.
من المعلوم لكم جميعا أنّ هذا الوطن تم احتلاله لعشرين عامًا، وأثناء حكم الإدارة السابقة، أنشأ الباكستانيون الأسلاك الشائكة على الحدود، ولديهم جيش يقارب المليون، ولديهم الشرطة ولديهم الاستخبارات، ومع ذلك تقع هجمات داخل باكستان، فنحن لسنا مسئولين عنها. نعم إذا تعرضوا لهجوم من أفغانستان، فعليهم أن يعرضوا أدلتهم، ثم لا ينبغي لهم اتخاذ إجراءات عشوائية للإضرار بالعلاقات بين البلدين المتجاورين.
المراسل: كانت لحكومة باكستان علاقة جيدة ودافئة معكم لسنوات، لماذا تدهورت هذه العلاقات الآن إذا لم يكن الأمر يتعلق بـدعم حركة طالبان باكستان؟ تم إغلاق الحدود عدة مرات، كان هناك العديد من الاشتباكات الحدودية. فضيلتكم تتحدث عن علاقات جيدة مع جيرانكم، وقد تم طرد 600 ألف مهاجر ولاجئ أفغاني من باكستان في العام الماضي.
في رأينا هذا السؤال يجب أن يوجّه للباكستانيين. بقدر ما يتعلق بنا؛ قمنا نحن بمسؤوليتنا، وأذِنا لهم في قطاع العبور والترانزيت، وعلى قدر مسؤوليتنا فقد حافظنا على أرضنا، ولم يتعرض أحد من جيراننا للهجوم من داخل أراضي أفغانستان، ولقد أعلنّا مرارا وتكرارا أنه ينبغي لنا ولهم حل القضايا دبلوماسيا ومن خلال التفاهم. نحن قمنا بواجبنا، والآن يجب أن يُسأل الباكستانيون لماذا طردوا آلاف المهاجرين بهذه الطريقة المهينة؟
المراسل: توجد نفس المشكلات تقريباً مع إيران. على سبيل المثال، يشكو العديد من المهاجرين الأفغان في إيران في الوقت الحالي، وعندما تحدثنا معهم، كانت إحدى كلماتهم أنه عندما لا تكون لدينا حكومة تدعمنا، فهذا هو وضعنا.
خلال السنوات العشرين الماضية لم يتم نقل سجناء ومحبوسين من إيران إلى أفغانستان مثلما نقلنا خلال هذه السنوات الثلاثة، لقد قمنا بنقل أكثر من ألفي سجين، ثم سفاراتنا هناك تقدم الخدمات، وقنصلياتنا تنشط في كل محافظة كل يوم، وتقدم الخدمات اللازمة وتعتني بمسائل الأفغان، وهذا يعني أن الخدمات التي تم القيام بها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، صدقوني، لم تكن في العقود الماضية. طبعا هناك مشكلات للمهاجرين، ثم هناك مشكلات محددة أخرى تعاني منها جميع دول المنطقة، وبالتالي كل دولة لديها مشكلات اقتصادية، ولديها مشكلات أمنية، وليس أن هذه المشكلات -لا سمح الله – جاءت مع قدوم الإمارة الإسلامية.
المراسل: لقد ذكرتم العلاقة الجيدة مع الصين، وذكرتم أن مستوى العلاقات يكاد يكون قريباً من مستوى العلاقات الرسمية، فهل تتجه سياستكم الخارجية نحو الشرق؟
لا. إنّ سياستنا الحالية هي سياسة متوازنة، ولا نريد أن تصبح إعادة إعمار أفغانستان ساحة للتنافس السلبي بين القوى الكبرى بعد هذا، فكما نريد علاقات مع الصين ودول المنطقة، نريدها مع الدول الأخرى أيضا، ولقد اعتمدنا سياسة متوازنة في سياستنا الخارجية. وإن سياستنا قائمة على الاقتصاد، وسوف نطوّر أنفسنا، ونريد أن تصبح أفغانستان محور منافسات إيجابية واقتصادية بعد هذا. ونظرا لموقع أفغانستان الجغرافي، يجب أن تتحول إلى مركز للتجارة والترانزيت، ومركز للترابط والتواصلات بين الشمال والجنوب، وبين مركز آسيا وجنوبها.
والحمد لله، نحن أحرزنا تقدماً جيداً في هذه المجالات، ونأمل أن تكون هذه الثقة التي تحققت بيننا ودول المنطقة منطلقا للبدء في المشاريع الكبرى، وأن تطبع الدول الغربية علاقاتها معنا أيضا.
المراسل: هل كانت هناك محاولة لتطبيع علاقتكم مع الدول الغربية، على سبيل المثال مع أمريكا. عندما أتجول في كابول، يبدو لي أن حكومتكم لا تزال حكومة مضادة لأمريكا.
عندما أجرينا مفاوضات في الدوحة، قلنا للأمريكيين هناك -ونقول الآن أيضًا-: إننا لن نقبل شخصًا أمريكيًا ولو واحدا يرتدي الزي العسكري في أفغانستان، لكن إذا أتى أحدهم بزي دبلوماسي، فلا توجد مشكلة، إذا أتى للعمل والاقتصاد، فلا توجد مشكلة. وعندما نطلب منهم علاقات اقتصادية وسياسية، فهذا يعني أننا لا نريد العداوة، ونحن لا نريد لأفغانستان أن تكون في صراع مع الدول الأخرى.
المراسل: لكن أمريكا، إلى جانب العديد من الدول الأخرى، تواصل مساعدة الاقتصاد الأفغاني كل أسبوع، ويتم تقديم العديد من المساعدات المالية لأفغانستان، ألا تعتبرون ذلك إشارة من أمريكا إلى رغبتهم في إقامة علاقات معكم، لكن لهم اعتباراتهم الخاصة، بما في ذلك قضايا حقوق الإنسان، وبما في ذلك قضايا المرأة.
إن المساعدات التي تقدمها الدول، وخاصّة الولايات المتحدة تأتي ضمن برامج الأمم المتحدة التي تنشط لسنوات عديدة، ولم يتم تقديم دولار واحد للحكومة الأفغانية خلال السنوات الثلاث الماضية، ولم يذهب دولار واحد منها إلى ميزانية إمارة أفغانستان الإسلامية، بل ينفق على عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعملون معهم ومع مؤسساتهم هنا في أفغانستان. فهنا -كما تعلمون- تنشط حوالي 50 منظمة من المنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان وأطباء بلا حدود، ومنظمة يونيسف وغيرها..
المراسل: لكن تفرضون الضرائب عليها، وهذا يعني أن الحكومة تتلقى المال مباشرة منها.
لا. إن الأموال التي تأتي كمساعدات إلى أفغانستان، لا تفرض عليها ضرائب، هذه هي الحقيقة. ولم يكن هناك أي تدخل من جانب الإمارة في عمل هذه المؤسسات. لكن هذا كلام آخر بأن شعب أفغانستان بحاجة إلى المساعدات، وهم يساعدون المؤسسات الخيرية، ومن الواضح أن تلك المؤسسات تستهلكها في الطائرات والعربات والكراسي والمكاتب، ولديها وسائل النقل، والعمارات.
المراسل: السيد متقي! إذا جاء الأمريكيون إلى أفغانستان بالزي الدبلوماسي أو كرجال أعمال، فهل أنتم على استعداد للعمل معهم؟ إن أفراد حكومتكم مدرجون على القائمة السوداء للولايات المتحدة، وهم مدرجون على القائمة السوداء للأمم المتحدة، لكنهم يسافرون أحيانًا. هل تطلبون إذنا من أمريكا للسفر؟
لا. لا يتم أخذ الإذن من أمريكا أبدًا. هذا يتعلق بالأمم المتحدة، وللأمم المتحدة لجنة هناك، ولمجلس الأمن لجنة تشارك فيها الدول الكبرى في العالم، يطلب الإذن منها، وهم يأذنون ولا نطلب الإذن من أمريكا.
المراسل: على سبيل المثال، عندما سافر السيد سراج الدين حقاني إلى المنطقة، هل حصل على إذن من هنا؟
نعم، من الأمم المتحدة.
المراسل: من اللجنة في الأمم المتحدة؟
هنا مؤسسة في الأمم المتحدة، تصدر رسالة، وبناء عليها يتم ترتيب السفر.
المراسل: وهل سماحتكم تطلبون الإذن على رحلاتكم؟
نحن مدعوون في الغالب من جانب الحكومات، وعندما تتم دعوتنا، تطلب تلك الدول منهم الإذن، وتسمح لنا بالسفر، ونحن نسافر.
المراسل: هناك سؤال حول الأشخاص المطلوبين من قبل الولايات المتحدة أو الأشخاص المدرجين على القائمة السوداء، ألا تخشون أن يحدث لمسؤوليكم ما حصل للسيد هنية خارج أفغانستان؟
دعونا نقول لكم شيئًا؛ وهو أن المجاهد لا يخاف الموت أبدا، ولو كنا -نحن الشعب الأفغاني- نخاف الموت لما واجهنا الأمريكان عشرين سنة، بينما كانت الأجواء مليئة بالطائرات، وأعلنت أمريكا أنه لا يخرج عن عدسة أجهزتهم المتطورة ولو شبر من الأراضي الأفغانية، والكثير من قياداتنا والمجاهدين استشهدوا.
بالطبع يجب أن نستذكر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه كانت فيه مسؤولية أمريكية، وتم التوقيع عليها وهي إزالة أسماء مسؤولي إمارة أفغانستان الإسلامية عن القوائم السوداء، لكنهم لم يوفوا بوعدهم.
المراسل: هل قمتم بأي خطوة حتى الآن في هذا المجال، باعتباركم الهيئة الدبلوماسية لهذه الحكومة؟
لقد كان اتفاق مهما في الدوحة، بعد ذلك، تابعناه دوماً.
المراسل: لقد ذكرتم أن الفضاء الأفغاني كان تحت سيطرة أمريكا، ولا يزال الأمر كذلك، وقد قتل أيمن الظواهري. ما رأيك في هذا الصدد؟ هل تشعرون بالتهديد من الأميركيين في أفغانستان؟
جرى الحديث في هذا المجال مع الأميركيين مراراً وتكراراً، وهذا أيضا انتهاك يقومون به.
المراسل: من تحدث لمن؟ إذا تحدثنا بشكل أكثر تحديدًا، على سبيل المثال، هل اتصلتم بالسيد بلينكن؟
تحدثنا عدة مرات في الدوحة مع الممثل الخاص لأمريكا الذي يرافقه وفد مكون من 18 و20 شخصا، وأحيانا يأتي أشخاص آخرون أيضا فيقابلهم الأخ شاهين وغيره من الإخوة، وكل شيء أصبح واضحا للجميع بأن هذا انتهاك صريح، ويجب إيقافه.
المراسل: إحدى القضايا التي ظهرت مؤخرًا هي أنّ ما يقرب من 14 وكالة سياسية في أوروبا وفي أجزاء مختلفة من العالم تم سحب الثقة منها من جانبكم، مما جعل الأمر صعبًا للغاية على الأفغان خارج أفغانستان، وهل أنتم منتبهون لهذا؟
نعم، لقد حاولنا لمدة ثلاث سنوات أن نجعلهم جميعًا يتعاملون مع المركز، وينتهي الفساد والاختلاس الموجودين فيها، لكن للأسف لم يكن كذلك، وأخيراً كان علينا أن نعلن سحب الثقة منها، ولكن أخذنا بعين الاعتبار أيضا قضايا مواطنينا الذين يعيشون في أوروبا، فهم يستيطعون أن يراجعوا ممثلياتنا في ميونيخ، وإسبانيا، وجمهورية التشيك وبلغاريا وأينما كان قريبًا.
بالإضافة إلى ذلك، نحاول بدء الخدمات عبر الإنترنت لهم، وأيضا نقدم خدمات لهم في إسطنبول أو في الغرب أو في إيران أو في الإمارات العربية المتحدة.
المراسل: هذا أمر صعب للغاية، لو فرضنا مثلا أنه حتى في ألمانيا نفسها، إذا أراد الأفغاني الذهاب من برلين إلى ميونيخ، فعليه أن يسافر مئات الكيلومترات.
ما الحل؟ أرونا سفارة واحدة في العالم ليست على اتصال مع بلدها، ومع حكومتها، ومع شعبها، وتعمل هناك مستقلة! وتتلقى 1000 دولار بدلاً من 100 دولار، وهذا فساد يتطلب حلًا. ثم الخدمات القنصلية من الخدمات الإنسانية، فيجب على الدول المضيفة أيضًا الاهتمام بهذا الأمر.
المراسل: أودّ أن أطرح عليك سؤالاً أو سؤالين إضافيين ولن نأخذ الكثير من وقتكم لأننا تحدثنا معكم بالتفصيل. أين كنتم يوم سقوط الحكومة السابقة؟
كنت في ضواحي قندهار، ولقد قررت القيادة أن لا يدخل المجاهدون كابول، ثم جاءت اتصالات كثيرة من كابول بأن السرقة والنهب قد كثرت، وهرب أشرف غني من كابول، فإذا لم تدخلوا، فسوف تُنهب كابول. لذلك قررنا كيف يمكننا الوصول بسرعة، وقررت مرّة أخرى أن يعطى المجاهدون الأوامر بالدخول، فدخلوا وقاموا بتوفير الأمن المدينة. وفي تلك الليلة تحركت من قندهار، ووصلت كابل صباحا، ولما وصلت صباحا، أرشدنا السيد أمير المؤمنين عن طريق المولوي محمد يعقوب مجاهد الذي كان قريبا منه، إلى أن تذهبوا إلى كبار المسؤولين في النظام السابق حتى لا يصابوا بخطر أو ضرر، وعندما ذهبنا إلى هناك سألنا أين حامد كرزاي؟ أين الدكتور عبدالله عبدالله؟ وغيرهما من الكبار، فقيل هم موجودون في بيت الدكتور عبدالله، وصلنا إليهم وطمأناهم بأنه لا داعي للقلق، ووفرنا لهم أمنهم، وبعد ذلك بدأنا في القيام بأعمالنا الأخرى.
المراسل: عندما سمعتم بأن رئيس أفغانستان السابق أشرف غني قد هرب. ماذا كان رد فعلكم؟ أين كنتم؟ وكيف وصلت إليكم الأخبار؟
هذا عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وكل خبر ينتشر فورا، ولكن كانت لدينا توقعات بهروبه، وكان لدينا توقع من قبل بـ”أن من اشترى رخيصا باعه رخيصا، فإنه سيعطي الطفل جوهرة مقابل رغيف خبز”، والرئيس أشرف غني أعطيت له القوة بثمن بخس للغاية وبقوة الأمريكيين، وكان من الطبيعي أن يهرب عندما تعرض للضغوط.
المراسل: أنت القائم بأعمال وزير الخارجية والحكومة الحالية هي حكومة تصريف الأعمال. حتى متى تدار الحكومة بهذه الطريقة.
حسناً، الأمر يرتبط بقرار القيادة، وتدار الحكومة بهذه الطريقة مادامت المصلحة تقتضي هذه الطريقة.
المراسل: أنتم أيضا من قيادات هذه الحكومة؟
المصلحة حالياً في أن تستمر هذه الحكومة، وإذا تغيرت المصلحة ستتغير الدولة، وحاليا ليست مشكلة.
المراسل: من وجهة نظرك يمكن أن لا تكون مشكلة، لكن بالنسبة للشعب فهناك سؤال.
السؤال شيء، والمشكلة شيء آخر، وحالياً لا توجد مشكلة في إدارة البلاد بهذه الحكومة إن شاء الله، فإذا كنت وزيراً دائماً أو وزيراً مؤقتاً في الحاليتن سأقوم بنفس الخدمات، وسنفعل نفس الشيء.
المراسل: الكثير ممن ينتقدون حكومتكم يقولون أن هذه الحكومة حكومة فردية، والحكومات المتمركزة حول الفرد هي شكل من أشكال الحكومات الديكتاتورية، أي أن يجلس شخص واحد في الأعلى ويتخذ القرار، وأن هذه الحكومة ليست حكومة منتخبة. ما هو جوابكم؟
أولاً، يجب أن أقول: إن هناك دولاً كثيرة في العالم ليست لديها حكومة منتخبة.
الأمر الثاني: هو أن لدينا وزراء، والحمد لله، ومجلس الوزراء هو الذي يقوم بمعظم الأعمال التنفيذية، ولدينا قائد يقود ويستشير، أي أنه ليس من الضروري أن يأخذ فرد واحد القرارات، بل يستشير، والحمد لله، ويقبل الاقتراحات والاعتراضات. أي أنه حتى الآن لم نواجه مشكلة من هذه الناحية.
المراسل: هل من الممكن أن نتخيل أنكم في يوم من الأيام سوف تتجهون نحو الانتخابات.
حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذا، لأن هذه النسخة من الانتخابات تمت تجربتها في أفغانستان، ولم تسفر عن نتيجة. والسؤال هو كيف سيتم حل مشكلة أفغانستان بشكل جيّد، فهذه هي المرة الأولى منذ 45 عاماً التي تخضع فيها أفغانستان بالكامل للحكومة المركزية، ويعمّ الأمن جميع أنحاء أفغانستان، وبدأ الناس داخل البلاد في ممارسة الأنشطة الاقتصادية الرسمية، مما يعني أن الاقتصاد الزائف قد اختفى، ولقد بدأ الجميع العمل في مكانهم، وهذا الذي جاء الآن ليس له نظير في السابق، لذا ينبغي الاستمرار فيه ما دام يعطي الواقع الراهن نتائج إيجابية ومثمرة.
دیدگاه بسته شده است.