الصمود تحاور (المولوي رحمة الله) مسؤول اللجنة العسكریة لولایة كندز حول الفتوحات الأخيرة في الولاية

حاوره: عبدالرؤوف (حكمت) تقع ولایة (كندز) في شمال أفغانستان، وتتصل في الشرق بولایة (تخار)، وفي الجنوب بولایة (بغلان)، وتقع في غربها ولایة بلخ، وأمّا في الشمال فیفصل بینها وبین دولة طاجكستان نهر (جیحون) الشهیر. تبلغ مساحة هذه الولایة 8040 كیلومتراً مربعاً، ویقدّر عدد سكانها حسب التقدیرات الأخیرة بأكثر من 800 ألف نسمة. مركز هذه الولایة […]

حاوره: عبدالرؤوف (حكمت)

تقع ولایة (كندز) في شمال أفغانستان، وتتصل في الشرق بولایة (تخار)، وفي الجنوب بولایة (بغلان)، وتقع في غربها ولایة بلخ، وأمّا في الشمال فیفصل بینها وبین دولة طاجكستان نهر (جیحون) الشهیر. تبلغ مساحة هذه الولایة 8040 كیلومتراً مربعاً، ویقدّر عدد سكانها حسب التقدیرات الأخیرة بأكثر من 800 ألف نسمة. مركز هذه الولایة هو مدینة (كندز)، وللولایة ستّ مدیریات وهي: (چهاردره) و(علی آباد) و(خان آباد) و(قلعه ذال) و(دشت أرچي) و(إمام صاحب) . سكان هذه الولایة هم من قوميات (البشتون) و(الطاجیك) و(الأزبك) و(التركمان) و(العرب) و(الأیماق) و(الهزارة) وتعتبر مدینة (كندز) ثاني أكبر مدینة في شمال أفغانستان بعد مدینة (مزارشریف) مركز ولایة (بلخ).

أحرز المجاهدون في هذا العام بفضل الله تعالی انتصارات كبیرة وفتحوا مناطق شاسعة في هذه الولایة بما فیها مدیریتي(چهاردره) و(دشت أرچي)، ولكي یطّلع القراء الأكارم علی التطوّرات الأخیرة في هذه الولایة أجرت مجلة (الصمود) هذا الحوار مع مسؤول اللجنة العسكریة لهذه الولایة (المولوي رحمة الله) وندعوكم لقراءته:

 

الصمود: لقد رأی الناس في هذه السنة أنّ المجاهدین فتحوا مناطق كثیرة في ولایة (كندز)، فما هي تفاصیل هذه الفتوحات؟

المولوي رحمة الله: لقد سیطرالمجاهدون هذا العام ضمن سلسلة عملیات (العزم) علی مناطق كثیرة في هذه الولایة، بعض هذه المناطق هي الساحات المحیطة بمركز الولایة (مدینة كندز) وهي مناطق (گورتیپه) و(تولكه) و(باغ شركت)، وبعضها الأخری هي مدیريتا (چاردره) و(دشت أرچي) اللتین حرّرهما المجاهدون بالكامل من سیطرة العدوّ، ومدیریة(إمام صاحب) التي سیطر فیها المجاهدون علی المناطق الواسعة.

استطاع المجاهدون بنصرالله تعالی لهم بتاریخ 6/7/ 1436هـ أن یحرّروا منطقة (گورتیپه) القریبة من مركز المدینة وهي منطقة عامرة بالسكان. استولی المجاهدون في منطقة (گورتیپه) علی 21 نقطة عسكریة وأمنیة للعدوّ، وغنموا فیها 4 مدرّعات وناقلة للجنود من نوع (رینجر) وسیارة من نوع (كرولّلا) وأكثر من 100 قطعة من مختلف أنواع الأسلحة الخفیفة والثقیلة مع كميات كبیرة من الذخیرة والوسائل العسكریة الأخری.

قُتِل في هذه العملیات عشرات من ضباط العدوّ وجنوده، كما أصیب عشرات آخرون منهم بالجروح. ووقع 55 عنصراً من عناصر الملیشیات المحلّیة للعدوّ في أسر المجاهدین، ووصل الخط الأول للمجاهدین إلی المنطقة التي تبعد أربع كیلومترات فقط من مركز المدینة.

كان لهذا الفتح والاقتراب من مركز المدینة تأثیر سیّئ علی معنويات جنود العدوّ.

 

الصمود: وماهي تفاصیل الفتوحات والانتصارات في مدیریتي(چهاردره) و(دشت أرچي)؟

المولوي رحمة الله: بعد فتح مناطق (گورتیپه) انهارت معنويات جنود العدو،ّ وسيطر علیهم الخوف، فاستغلّ المجاهدون هذه الظروف وبدأو عملیاتهم العسكریة في الیوم الثالث من شهر رمضان علی مدیریة (چهاردره) وهي أقرب المدیریات إلی مركز الولایة حیث المسافة بینهما لا تزید عن بضع كیلومترات فقط، واستطاع المجاهدون بفضل الله تعالی أن یكسروا الطوق الأمني للمدیریة، واستولوا فیها علی 12 نقطة عسكریة وأمنیة محیطة بمركز المدیریة وقد فتحت لهم هذه السيطرة الطریق للهجوم علی المدیریة، فاستولواعلی مركز المدیریة أیضا، وهكذا حرّروا هذه المدیریة بالكامل من سیطرة العدوّ.

قُتِل في معركة فتح (چهاردره) 24 ضابطاً وجندیاً من الشرطة، وأصیب 19 آخرون منهم بالجروح ، كما أَسَرَ المجاهدون 25 عنصراً من الشرطة والجنود أحیاءً.

غنم المجاهدون في معركة (چهاردره) 4 مدرّعات، و6 ناقلات للجنود من نوع (رینجر) وشاحنة عسكریة محّملة بالذخیرة، كما غنموا عشرات القطع من مختلف أنواع الأسلحة الثقیلة والخفیفة. استشهد في المعركة اثنان من المجاهدین، وأصیب أربعة آخرون منهم بالجروح.

وبعد فتح (چهادره) في الخامس من شهر رمضان المبارك أطلق المجاهدون عملیات عسكریة واسعة ضدّ العدوّ في مدیریة (دشت أرچي)، والتي أسفرت في البدایة عن فتح 14 نقطة عسكریة للعدوّ. وقد فتح الهجوم الأول الطریق للسیطرة علی مركز المدیریة أیضاً، وهكذا تحرّرت مدیریة (دشت أرچي) الواسعة من سیطرة العدوّ بالكامل.

قتل المجاهدون في معركة مدیریة (دشت أرچي) العشرات من عناصر جیش العدوّ وشرطته وملیشیاته المحلّیة، وغنموا منهم بفضل الله تعالی غنائم كثیرة، كانت فیها 8 مدرّعات، و12 ناقلة للجنود من نوع (رینجر)، و3 سیارات من نوع (كرولّلا)، و130 قطعة من مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة مع مقادير كبيرة من الذخیریة والوسائل العسكریة الأخری. واستشهد في هذه المعركة اثنان من المجاهدین كما أصیب 6 آخرون منهم بالجروح. نسأل الله تعالی أن یتقبّل الشهداء ویشفي الجرحی بفصله وكرمه.

 

الصمود: ماهي الأهمیة العسكریة لمدیریتي (چهاردره) و(دشت أرچي)؟ وكیف تُقیّمون خسارة العدوّ لهذه المناطق؟

المولوي رحمة الله: منطقة (چهادره) منطقة مهمة جدّاً، لأنّها منطقة عامرة وذات كثافة سكانیة كبیرة، وتشمل قریً كثیرة، ویمكن للمجاهدین أن یستغلّوا هذه المدیریة لمختلف أنواع الخدمات الجهادیة لكونها قریبة جداً من مركز الولایة (مدینة كندز)، فیمكن للمجاهدین أن یستهدفوا منها المدینة، ومطار هذه الولایة الذي یُعتبر من القواعد العسكریة الهامة للعدوّ في الشمال، وكذلك یمكنهم أن یتّخذوها نقطة انطلاق لأهداف ومناطق أخری في الساحة.

وما دامت المناطق المفتوحة في (چهادره) وما حولها بید المجاهدین فلا یمكن للعدوّ أن یتنفّس الصعداء، ولا أن یشعر بأمان في (مدینة كندز)، وأرجو أن تكون منطقة (چهادره) هي المنطلق- إن شاء الله تعالی – لفتح (مدینة كندز) أیضاً.

و أمّا مناطق (دشت أرچي) و(إمام صاحب) هي أیضاً من المناطق الهامة، لأنها مناطق زراعیة واسعة، وسیطرة المجاهدین علی هذه المناطق الواسعة تُعتبر إنجازاً كبیراً في تحریر البلد، وفي القضاء علی قوی الشر والفساد في البلد.

 

الصمود: بالنظر إلی الفتوحات والانتصارات الأخيرة في ولاية (كندز)، ما هي الصورة الجدیدة لهذه الولایة؟ وكیف توازنون بین قوة العدوّ وقوة المجاهدین في (كندز)؟

المولوي رحمة الله: الصورة الجدیدة للولایة هي أنّ مدیریتي (چهادره) و(دشت أرچي) خرجت بالكامل من سیطرة العدوّ، وتسعون بالمائة من ساحات مدیریة (إمام صاحب) أیضا تخضع لسیطرة المجاهدین. والعائق أمام بسط السیطرة الكاملة علی مدیریة (إمام صاحب) هو وجود قاعدة عسكریة كبیرة للعدوّ في هذه المديرية التي فیها المئآت من الجنود، فإذا فتح المجاهدون تلك القاعدة، فستسقط هذه المدیریة أیضاً بالكامل بید المجاهدین إن شاء الله تعالی.

وأمّا مدیریة (خان آباد) فهي الأخری يسیطر المجاهدون علی 70% من ساحاتها. ومدیریة (علی آباد) فينحصر تواجد العدوّ فيها علی الطریق الممتد بین مدینة (كندز) وولایة (بغلان) المجاورة لها في الجنوب، وبقیة مناطقها محرّرة بفضل الله تعالی ويتنقّل المجاهدون بحرّية تامّة بين مناطق (شهر كهنه) في ولاية (بغلان) إلی مناطق (علی آباد) و(چهاردره) في ولایة (كندز).

وفي مركز ولایة (كندز) أیضاً یسیطرالمجاهدون علی مناطق قریبه جداً من المدینة، ویرابط المجاهدون الآن علی بوابات ومشارف (مدینة كندز).

وأمّا مدیریة (قلعه ذال) ومنطقة (آقتاش) التابعة لمدیریة (خان آباد) فلا تزال تتواجد فیها بعض ملیشیات العدوّ المحلّیة. وبقیة ساحات ولایة (كندز) تحرّرت بفضل الله من سیطرة العدوّ، ولا یوجد فیها أي تواجد له، وفي المستقبل القریب إن شاء الله سنشهد فتوحات كبیرة أخری أیضا للمجاهدین.

 

الصمود: هل حاول العدوّ استعادة المناطق المحرّرة؟ وهل استطاع فعل شيء في هذا المجال؟

المولوي رحمة الله: لقد بذل العدوّ جهوداً كبیرة لاستعادة بعض المناطق التي خسرها ولكنه لم یفلح في جهوده، والسبب الأساسي في عدم قدرة العدوّ علی استعادة المناطق المحرّرة هو أنّ الحكومة العمیلة فقدت مصداقیتها بین الناس، فلم يعد یثق فیها أحدّ، ولم يعد أهالي المناطق يقفون معها، ولا یُحسّون منها بخوف أو تهدید. وفي المقابل یقف الناس جمیعاً مع المجاهدین، ففي مثل هذا الوضع لا یمكن للحكومة أن تحرز أيّ تقدم أو انتصار.

إنّ المناطق المحیطة بمدینة (كندز) مثل مدیریة (چهادره) ومنطقتي (تولكه) و(باغ شركت) كلها تحظی بأهمیة عسكریة كبیرة، وقد بذل العدوّ مساعي كبیرة لاستعادتها، ووصلت قوات جدیدة للعدوّ إلی المدینة، وقام قادة ومسؤولون كبار بزیارة الولایة لتعزیز القوات الموجودة في المدینة ورفع معنویاتها المنهارة، حتی أنّ سفیر(ألمانیا) التي كانت قواتها تحتلّ هذه الولایة فیما مضی أیضا جاء إلی مطار هذه الولایة، ووزّع أموالاً كبیرة علی قادة الملیشیات المحلیة لتحریضهم علی الصمود والمقاومة، وأطلق العدوّ هجمات مضادة بشكل متكرّر، ولكنه واجه الهزیمة في كل مرّة، ولم یحرز أيّ تقدّمٍ أو انتصار في میدان القتال.

 

الصمود: ماهي أحوال المناطق المفتوحة؟ وهل استطاع المجاهدون أن یُدیروها بشكل مناسب؟

المولوي رحمة الله: الوضع في المناطق المفتوحة جید جداً بفضل الله تعالی، ویدیر المجاهدون المناطق المفتوحة بشكل مناسب، وتستمرّ الخدمات المدنية والقضائية والتعلیمیة وغیرها بشكل عادي، والمجاهدون بدأوا يتوجّهون إلی إعادة الإعمار والبناء، وقد قدّموا خدمات ملفتة للنظر في جمیع هذه المجالات.

وبالإضافة إلی الإدارة الحسنة للمناطق المحرّرة فإنّ أمر تدریب المجاهدین وإعدادهم أیضاً يمضي بشكل جید، ولهم معسكرات یقومون فیها بتربیة المجاهدون وإعدادهم عسكریاً وفكریاً.

وفي مجال الخدمات الصحیة أیضا قام المجاهدون بإنشاء خدمات جیدة لهم، ولهم كفایة ذاتیة في هذا المجال، ولا یحتاجون أن ینقلوا جرحاهم إلی المناطق الأخری. فهم یقومون بالخدمات الطبیة والجراجیة للمجاهدین في مناطقهم، والمدارس الدینیة والعصریة كلها مفتوحة وتستمرّ فیها الدراسة بشكل منتظم. وینفق المجاهدون جانباً من أموال العشر والزكوات علی التعلیم في المناطق المحررة.

 

الصمود: شكراً لكم علی إتاحتكم الفرصة لنا للقاء بكم.

المولوي رحمة الله: وشكراً لكم أنتم أيضاً علی خدمتكم الإعلامية للجهاد والمجاهدين.