قتل 200 مليون في القرن 14.. الموت الأسود يظهر في الصين

د. أسامة أبو الرُّب – الجزيرة نت أصدرت السلطات في مدينة بيان نور بمنطقة منغوليا الداخلية الصينية تحذيرا يوم الأحد، وذلك بعد يوم واحد من إبلاغ مستشفى عن حالة يشتبه في أن تكون طاعونا دبليا (Bubonic plague)، لدى راعي ماشية. والطاعون الدبلي يطلق عليه تاريخيا اسم “الموت الأسود”، وسبّب وباء عالميا ضرب أوروبا وآسيا في […]

أصدرت السلطات في مدينة بيان نور بمنطقة منغوليا الداخلية الصينية تحذيرا يوم الأحد، وذلك بعد يوم واحد من إبلاغ مستشفى عن حالة يشتبه في أن تكون طاعونا دبليا (Bubonic plague)، لدى راعي ماشية.

والطاعون الدبلي يطلق عليه تاريخيا اسم “الموت الأسود”، وسبّب وباء عالميا ضرب أوروبا وآسيا في القرن 14، وقتل وقتها بين 75 و200 مليون.

وقالت اللجنة الصحية في مدينة بيان نور -في بيان- إن المصاب في حالة مستقرة، وهو في مستشفى بالمدينة.

ومنعت اللجنة صيد وتناول الحيوانات التي قد تكون حاملة للطاعون -لا سيما المرموط- حتى نهاية العام، وحثت السكان على الإبلاغ عن وجود أي قوارض مريضة أو ميتة.

وأفيد عن إصابة مشبوهة بالطاعون لدى فتى يبلغ 15 عاما الاثنين في منغوليا المجاورة، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية، وذكرت أن الفتى عانى من ارتفاع في الحرارة بعد تناوله مرموطا اصطاده كلب.

حجر

وقالت الوكالة إن حالتين مؤكدتين سجلتا الأسبوع الماضي في محافظة خوفد في منغوليا، لدى شقيقين تناولا لحم المرموط. وفُرض الحجر على 146 شخصا خالطوا الشقيقين.

وأصدرت لجنة الصحة في مدينة بيان نور هذا التحذير من المستوى الثالث، وهو ثاني أقل تحذير في نظام يتضمن 4 مستويات.

ويحظر هذا التحذير صيد أو أكل الحيوانات التي قد تحمل الطاعون، ويطلب من الناس الإبلاغ عن أي حالات يشتبه في أنها طاعون أو ارتفاع في درجات الحرارة من دون أسباب واضحة.

والطاعون الدبلي الذي اشتهر في العصور الوسطى “بالموت الأسود” مرض شديد العدوى، وغالبا يكون مميتا، وينتشر عن طريق القوارض في أغلب الأحيان.

وحالات الطاعون مألوفة في الصين، ولكن تفشي هذا المرض أصبح نادرا بشكل متزايد، وسجلت الصين 26 حالة إصابة و11 حالة وفاة خلال الفترة من 2009 إلى 2018.

ما هو؟

الطاعون مرض معد يصيب القوارض وبعض الحيوانات الأخرى والبشر، وتسببه بكتيريا يرسينيا بيستيس (Yersinia pestis)، التي توجد في العديد من مناطق العالم، وذلك وفقا للمراكز الأميركية للتحكم في الأمراض والوقاية.

وتقول المراكز إن الناس تصاب عادة بالطاعون عندما يلدغهم برغوث مصاب ببكتيريا الطاعون، يمكن أن يصاب الناس أيضا من الاتصال المباشر بالأنسجة أو السوائل المصابة أثناء التعامل مع حيوان مريض أو حيوان مات بسبب الطاعون.

كما يمكن أن يصاب الناس من استنشاق قطرات الجهاز التنفسي بعد الاتصال الوثيق بالقطط والبشر المصابين بالطاعون الرئوي.

أما الطاعون الدبلي الذي ظهر في الصين فهو أحد أنواع الطاعون، وفيه يصاب المريض فجأة بالحمى والصداع والقشعريرة والضعف وتضخم في العقد الليمفاوية وألم.

أنواع الطاعون:
الطاعون الدبلي (Bubonic plague)

يسبب التهابا في اللوزتين والطحال والغدة الزعترية، وتشمل أعراضه الحمى وقشعريرة وحساسية في الغدد الليمفاوية.

تاريخيا، كان يطلق على الطاعون الدبلي “الموت الأسود”، في إشارة إلى السواد في الأنسجة الناجم عن الغرغرينا (موت الأنسجة) في أجزاء من الجسم، مثل الأصابع، التي يمكن أن تحدث مع المرض.

وسبب الموت الأسود وباء عالميا ضرب أوروبا وآسيا في القرن 13، وهناك عدة تقديرات للأشخاص الذين قتلهم الموت الأسود، ويعتقد أنه قتل نحو 50 مليون شخص في أوروبا، أي ما يقرب 60% من سكان القارة. أما عالميا فتشير تقديرات إلى أن وفياته تراوحت بين 75 و200 مليون.

الطاعون الإنتاني (septicemic plague)

وفيه تقوم البكتيريا بالتكاثر في الدم، وتشمل أعراضه حمى وقشعريرة وصدمة، يسببها النزف، ونزيفا تحت الجلد أو في أعضاء الجسم.

الطاعون الرئوي (Pneumonic plague)

وهو أشد أنواع الطاعون خطورة، ويسبب التهابا رئويا، وينقل المصابون به العدوى للآخرين.

المصدر: قناة الجزيرة