شهداؤنا الأبطال: مجاهد الدعاة وداعي الكماة المولوي سعد رحمه الله

أبو يحيى   قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الشهداء: (أَرْوَاحهمْ فِي جَوْف طَيْر خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيل مُعَلَّقَة بِالْعَرْشِ تَسْرَح مِنْ الْجَنَّة حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيل فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَبّهمْ إِطْلَاعَة فَقَالَ : هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا ؟ فَقَالُوا : أَيّ شَيْء نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَح مِنْ الْجَنَّة حَيْثُ شِئْنَا ؟ فَفَعَلَ ذَلِكَ […]

أبو يحيى

 

قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الشهداء: (أَرْوَاحهمْ فِي جَوْف طَيْر خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيل مُعَلَّقَة بِالْعَرْشِ تَسْرَح مِنْ الْجَنَّة حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيل فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَبّهمْ إِطْلَاعَة فَقَالَ : هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا ؟ فَقَالُوا : أَيّ شَيْء نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَح مِنْ الْجَنَّة حَيْثُ شِئْنَا ؟ فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاث مَرَّات فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا قَالُوا : يَا رَبّ نُرِيد أَنْ تَرُدّ أَرْوَاحنَا فِي أَجْسَادنَا حَتَّى نُقْتَل فِي سَبِيلك مَرَّة أُخْرَى فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَة تُرِكُوا) أخرجه مسلم .

إن لله عبادا لهم صلة قویة بربهم، یؤمنون به ویشتاقون إلیه؛ اشتياقا ليس ورائه غاية، یؤثرونه على أغلی ما تملكه يد البشر ألا وهو نفسه ودمائه، فإبداءً لهذا الحب العميق، ووصولا إلى هذا المحبوب المحبب تراهم يتخذون أصعب الطرق وأكثرها بلية ومشقة دربا ومنهجا؛ ألا وهو درب الجهاد؛ درب الاختبارات والبليات؛ درب الذي يرقص في كل منعطفه الموت، ويصرخ من كل بليته الردى.

فهؤلاء الرجال الذين طلقوا الدنيا وزخرفتها ثلاثا وباعوا أنفسهم لله ولأجل الله بيعا لا يقيلونه ولا يستقيلونه تراهم قد تميزوا من الآخرين في كل خطوة يخطونه، تميزوا في خلقهم، وفي جمالهم، وفي جلالهم، فتقرأ من ملامحهم الشهادة، وتشهد من بسمتهم الجنة.

في هذا العالم الذي أصبحت سوقا لارحمة فیها ولاشفقة، لاتراهم غُضَّبا ولا عُبّسا قمطرا، إنهم يعدون كل بسمة في وجه أخيه المسلم صدقة وعقيدة بل مقربة مدنية إلى الشهادة.

وفي هذا العالم الذي تری الدواب والأنعام في صورة البشر یأکلون کما تأکل الأنعام ویلبسون أحلی مایرون ویأملون آمالا مادیة فتراهم لا يفكرون سوی تحکیم شریعة ربهم وتحریر أراضي المسلمین، وفك أسری المسلمین عن أیادي الکفار والمشرکین، والمنافقین.

یعیشون في الجبال لابسین ثیابا صفیقة مرفقة، ویمشون في الصحاری الجدباء بنعال وضیعة مخصوفة، ويحملون على أكتافهم بنادق متآكلة شبه خربة.

إنهم هم المجاهدون في سبیل الله؛ الذين يقضون عمرهم في الثغور والخنادق، یحملون هموم الأمة، ویقاتلون صیانة لعقیدتهم، ویقاومون کحصن حصین وصف مرصوص أمام أعداء الشريعة إلى أن یصلوا إلی إحدی الحسنيين؛ إما الغلبة علی أعداء الله، وتحرير بلاده من قبضتهم وإما أحلی الأمنیتین؛ الشهادة في سبیل الله.

ولقد ضمخ الشهداء ثری أفغانستان المقدسة بدمائهم الزکیة فضحوا بأنفسهم لأجل أن یعیش الرجال في وطنهم حرا، ویعشن نساء وطنهم طلیقا لایشعرن بأدنى عبودية واستكانة، ویدینون بدین الحق لایخافون علی دینهم وعقیدتهم طرفة عین.

وشهدت ثرى خاشرود أبطالا لن یعود بهم التاریخ أبدا، رجالا ضراغم قاتلوا في سبیل الله فمنهم من قضی نحبهم ومنهم من ینتظر ومابدلوا تبدیلا.

وإن من هؤلاء الأبطال الكماة بطل قصتنا المولوي سعد رحمه الله الذي أتعب التعب وما تعب بنفسه، وأيئس اليأس وما يئس بنفسه، وأخذ الوقت وما أمهل سیفه إلا قطعه في سبیل الدعوة والجهاد، فما من رجل في محافظة نیمروز إلا وكان له معرفة بهذا الضرغام وما رأیت أحدا إلا وقد کان لسانه يلهج ثاءً عليه، معجبا

بأسلوب دعوته واقتراحاته وتکتیکاته العسکریة.

أدلع ثورة في شتى البقايا بدعوته،عاش طالبا للعلم، داعیا إلی الجهاد، ومجاهدا في میادین القتال یطلب مرضاة ربه، والموت في سبيله یدعو له ویتمناه کل حین ولحظة، ویشتاق إلیه اشتیاق الأم لإبنه المفقود، والظمآن لجرعة ماء بارد.

نعم إنه المولوي سعد؛ عبقري ساحات برافشة ومنسق الصفوف في ساحات خاشرود، إنه فارس النهار في النضال وراهب اللیل في الخنادق.

 

مولده ونشأته

لقد أبصر شهیدنا البطل النور سنة ۶۹ في بیت من بيوت المهاجرین الغرباء في أرض الهجرة في مدینة زاهدان، وتنشأ من حداثة السن في مدرسة کبیرة بالنسبة في هذه المدینة وفي بیئة علمیة وإصلاحیة، فتعلم من الصغر الخطابة واشتاق إلی الکتابة، وتحصل العلم بأجود الطرق في أحضان أخ عالم ساعي یجهد في تربیته.

واشترك في کثیر من المبارات الخطابیة طوال سنواته الدراسية، وسعی في توعية الأمة بشتى الطرق ومن أفيدها التي تذرع بها كانت كتابة المقالات عن آلام الأمة المکلومة، وإلقاء الخطب عن الجهاد والتحریض علیه وعن جروح الأمة الإسلامیة عامة وعن الشعب الأفغاني خاصة.

کان المولوي الشهید طالبا ذکیا جدا، یتکلم کأنه ينفث السحر، ويسحر الجميع، كلماته كانت مملوءة من النخوة والشجاعة کأنه كان أثناء خطابته جمرا یلتهب، وتمتد ألسنة نيرانها علی کل من یخالف الجهاد، ورعد یلمع علی من ترک النضال خوفا وطمعا، ولقد ناقش الشهید في کثیر من المجموعات ومع شتى الطبقات من الناس، وناظرهم عن الجهاد ورفعَ عن شبهاتهم بخلقه اللين الآخذة.

ومن ثم لان كثير من الطلبة وأذعن له ولحق جم غفير من هؤلاء إلى ميادين الجهاد طالببن الموت في مظانه.

ولقد شهدت مناظراته العلمیة مع طلبة العلم والعلماء حول الجهاد فکانت كلماته محققة مدققة بمعنی الکلمة فما من شبهة حول الجهاد إلا وكان يرفعها بآیات من القرآن، وکان من أسلوبه في رفع الشبهات الإجابة أولا عن القرآن خاصة ثم عن الحدیث وکان یعرض دلائل عن القرآن ویستدل ببراهین عجیبة في ضوء القرآن فكان

يتعجب الخصم عن کیفیة استدلاله بهذه الآیات واعترفوا بذکائه وعلمه.

 

الشهید الجسور یعزم إلی الجهاد

اعتزم شهیدنا الضرغام سنة ۹۰ إلی میادین الجهاد بعد أن تأثر بأحوال الأمة الإسلامیة من أزماتهم والشدائد علیهم، وشد الأزر بعد أن سمع أخبار حملة الصلیبیین علی محافظة برافشة، وبعد أن تحرك ساکنه لهذه الأمة المظلومة، وجاش خاطره لأجل هذا الشعب المضطهد وآنذاك ترك الدراسة مجیبا لدعوة ربه إلی ساحات

النضال وعمل بماقال الشیخ إقبال:

من آن علم وفراست به پرکاهی نمی‌گیرم

که از تیر وسپر بیگانه سازد مرد غازی را

أي: أنا لا أقیم لذلك العلم والحکمة وزنا، الحکمة التي تجرد المجاهد من سلاحه وتجعله أعزل ضعیفا.

فأمضی في أرض الشهداء والعمالقة أرض برافشة أیاما وتعلم التدريبات العسكرية وبعد إتمامه التدريبات العسكرية رجع بأمر الأمراء ليواصل الدراسة وهنا سرعان ما تغیرت أحواله وانقلبت مواهبه وأهدافه، إنه وجد في نفسه الحرقة للأمة المکلومة، ورأی في قلبه جش الخاطر، وفي أفکاره الهز والتفکر للأمة، لقد اهتدی إلی هدفه الذي یسیر إلیه کل من یطلب رضا ربه مملوءا من الشجاعة والنخوة وحریصا مرضاة الرب وطالبا للشهادة.

 

مساعيه في الدعوة إلی الجهاد:

لقد مر علی الشهید سنوات وهو كان يسعی جاهدا في الدعوة إلی الجهاد وتحمل الصعوبات والشدائد في طریق الدعوة إلی الجهاد، فما من یوم إلا وقد كان يتکلم مع أحد عن أحوال أمته ينقل فیه حرقة القلب للأمة ويدعوه إلی اللحاق برکب أهل الحق من المجاهدین الأبطال.

ولن أنسی سعیه في هذا الطریق إذ رحل إلی مدن مختلفة فی الشتاء والصیف بالدراجة الناریة تمثالا لأمر الله عزوجل وتحریضا للجهاد في سبیل الله والدعوة إلیه، فما رأیتَ في أي مدرسة من مدارس بلوشستان إلا وللشهید تلامیذ من المجاهدین یسلكون طریق أستاذهم، إنه تخیر أسالیبا مختلفة في طریق الدعوة، ودعی علی بصیرة

و حکمة وموعظة حسنة، کان يختلف کلامه مع الأجیال المختلفة وأثرت أسالیبه الدعوية في جمیع الأجیال من الطلاب والمثقفین والعوام وغیرهم، إنه أدخل حبه وحب الجهاد في أحشاء قلوبهم مع أخلاقه وطریقة تعامله، وإني بنفسي تأثرت بعلمه وأخلاقه وتعامله معي، وأثمرت إرشادته إلی أن هدوا بیده کثیر من الطلاب والفساق إلی هذا الطریق وكان من تلامیذه الشهید الضرغام عامر دانشجو؛ الذي دخل طریق الجهاد بعد أن کان مخالفا له واستشهد في فاریاب (رحمهما الله).

ولقد تحمل الشهید صعوبة العمل في العطلات الصيفية طلبا للرزق لئلا یمد یده أمام أحد، وکان یظمأ إن أبدی له الماء منة، وکان یموت جوعا إن رأی في الرزق ذلة، لقد عاش عزیزا وثِقا بنفسه ما هاب أحدا إلا الله وما مد یده طلبا لحفنة المال إلا أمام الله، وکان غیورا مقداما.

رحل الشهید المولوی سعد بعد أن تخرج من الدراسة بأیام إلی أرض الجهاد ووقف هنا سنة کاملة وهو تکلف بشؤون مختلفة من تسویة الصفوف في میدان الحرب وغیر ذلك من المسئولیات الصعبة التي تحمل شاقهم، ومع جمیع ذلك واصل الدعوة إلی الجهاد عبر مواقع التواصل الاجتماعية وسعی في إصلاح العقاید عقد دروسا في العقیدة بین المجاهدین سعیا علی تربیتهم وإصلاح شؤونهم.

 

کلم الشهید وأجره عند الله

جرح في سبیل الله مرتین ومابرأ إلا ورجع إلی الساحات، حکی أحد من رفاق دربه أن في لیلة من اللیالي الباردة کنا قلیلا في غرفة صلاح الدین وکان أقدمنا الشهید المولوي سعد فما نام الشهید رحمه الله طوال الیلة مع جرحه یرابط للإخوة ویتحمل أذی الکلم.

لقد شهدت معه الأیام في مواضع مختلفة ورأیته کجمرة للحق، رعد أمام الباطل، إذا کان في الصلاة تهمل دما وإذا کان في الحرب فسیفه یقطر دما، کان وقافا أمام کتاب الله وعلی شریعة الجبار، کدوامة جامدة أمام کل من یخالف الشریعة، لقد أشعل في القلوب ثورة وجدانیة ولوعة محرقة، إنه کان نبراسا في الظلمات قضى عمره في الدعوة ثم في الجهاد

إذا بدأ الحرب فهو في صولته کأسد الشری کأنه نار من حطب أو منجل في حقل لیس له عاطفة ولاقلب، إذ به تراه في الصلاة تمهل عیناه ویغلي صدره کالمرجل، ولقد أرق للضعیف وحنی علی الأرملة وجمع بین حلاوة العسل ومرارة الحنظل.

هذا مع الأعداء وذلك مع الأولیاء، کان غیورا في العسر رئوفا کریما عند الیسر، دائم الحنین إلی ربه شدید الشوق إلی جنته، كان یستقبل الموت فرحا مستبشرا کأنما هو خارج عن السجن أو عائدا إلی الوطن وکان الشهادة في سبیل الله أحب إلیه من الحکومات والغنائم.

وجمع بین الرحمة والشدة والصلابة والرقة وشکیمة الأسد وحنان الأم وبین الراقة والعزة والجمال والجلال.

کان أصل الوفاء والمروءة، سمعت عنه مواقف مختلفة عن مروءته، ولقد آثر إخوانه من المجاهدین علی نفسه في میدان القتال وقام مرات بإنقاذهم یعلم بذلك کل من یشهد معه الحروب، وأخیرا إستشهد إنقاذا لأخیه المجروح عن القصف، ووصل إلی أمینته وهو الإستشهاد مع إخیه الحبیب مولوی معاذ، وصل إلی أمله القدیم ورحل أرواحهما مع تمام الشجاعة رحمهما الله.

 

شهادته

ولقد رأى هو وبعض أصدقائه کأکثر الشهداء منام شهادتهم وألهم إلیهم، فعندما بدأ القصف العنیف واستشهد بعض الإخوة في مديرية خاشرود کان الشهید في رودبار، كان یقول أحد من رفاق دربه، أنه ألح للذهاب إلی خاشرود قائلا: لقد اقترب موعد استشهادي فما وقف حتی جاء إلی خاشرود.

ویوم اندلع القصف علی المجاهدین في خاشرود (الذي استشهد علی إثره کثیر من الإخوة منهم الشهید المولوي سعد تقبله الله) إتصلت بأخ في محافظة خاشرود فأجابني بأن الجیش المتحل مع أذنابهم حشدوا علینا من السماء والأرض وجاءوا إلینا بقنبلاتهم وطیاراتهم یقصفون أشد القصف واستشهد حتی الآن بعض الإخوة

لاندری کم هم.

هنا فزعت جدا فاتصلت بأخ أخر فاحصا عن حاله، فأجابني وأخبرني عن الأوضاع، وقبل ذلك الیوم بأیام إتصلت بالمولوی سعد ولکن ما وصلت الرسالة إلیه، فصباح الغد بدأ القصف علی خاشرود أجابني فتکلمت معه عن الأوضاع وهو كان آنذاك جاء من رودبار إلی خاشرود، قلتُ له یا أخي والله إني أحبك کثیرا وأنا مطمئن بأنك تستشهد لما وجدت في القلب من الإلهام وبما أخبرني بعض الإخوة عما رأوا في المنام، وسأُنکسر وأحزن لأجلك ولکن عفواك يا أخي.

فأجابني الشهید وقال: یا أخي إن قلبك مملوءة من الأوهام ولیس ما فیك بالإلهام فلاتبتئس، وأوصاني بالتأکید بالمجيء إلی میادین القتال، فمامضت ساعات إلی رأیت صورته علی ملف شخصی لأحد من الإخوة، هنا اطمئن القلب بشهادته وهنا استقبل الشهید الموت کأنما هو عائد إلی وطنه فرحا مستبشرا بلقاء ربه وکأنه یقول بلسان حاله: سنلقی الأحبة محمدا وصحبه. هنا جاش الخاطر، واجتمع الحزن والسرور، والقلق والفرح، هذا لفراقي عنه وذاک لوصاله إلی ربه.

استشهد صدیقي المحبوب سعد الضرغام وأنا کنت هنا في البیت واقفا علی الذل والهوان، قائما علی الجمر، یمنعني الدنیا وزادها عن طریق الجهاد، وفرحت لأجل إحقاق أمنیته ورحلته إلی لقاء ورحلته إلی لقاء ربه.

إنه رحل إلی ربه وأذهب بالقلوب والمشاعر، ذهب وأذهب بالمواهب، وباستشهاده غیر مجری التاریخ وبدمائه ضمخ ثری خاشرود ونفذ الروع في حیاة کل مؤمن ومؤمنة ممن یعرفونه وشهد الدنیا الحیاة الحقیقة.

آنذاك إذ سمع بعض الحاقدین نبأ شهادته تأثروا وانحرفوا عن موقعهم ضد المجاهدین، هنا إذ جاء الحق وظهر، زهق الباطل وأخفق، إذ میز الله الخبیث من الطیب بشهادته علمنا أن دم الشهید لن یهدر أبدا وإن دم شهید واحد أوعظ من ألف خطابة وکتابة.

اللهم عنا إلی الشهید ألف ألف سلام واجعلنا خیر خلف لخیر سلف.