الصلح مشروع وطني لا يأتي بأيدي أجنبية!!

واضح من الشمس أن الصلح فيه خير كثير، وفيه من الفوائد والمحاسن، والصلح ذريعة للقضاء على الفساد والاختلافات والحروب، والصلح له دوره في تهيئة الأجواء للثبات والاستقرار للأشخاص والمجتمعات والشعوب والصلح هو ما يأتي بالسعادة في الدنيا والآخرة للإنسان حتى يشتغل بالإخلاص والاطمئنان بطاعة المالك الحقيقي جلا جلاله يقول الله جل جلاله {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}. (النساء- ۱۲۸). […]

واضح من الشمس أن الصلح فيه خير كثير، وفيه من الفوائد والمحاسن، والصلح ذريعة للقضاء على الفساد والاختلافات والحروب، والصلح له دوره في تهيئة الأجواء للثبات والاستقرار للأشخاص والمجتمعات والشعوب والصلح هو ما يأتي بالسعادة في الدنيا والآخرة للإنسان حتى يشتغل بالإخلاص والاطمئنان بطاعة المالك الحقيقي جلا جلاله يقول الله جل جلاله {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}. (النساء- ۱۲۸).

ونحن على يقين أن للصلح شروطاً وموانع بهدف الوصول إلى النتائج والآثار المؤثرة ونتيجتها تكون عكسية حتما حالة عدم مراعاتها، والشرط الأول والأساسي للصلح هو مراجعة الكتاب والسنة، والصلح الذي يكون خلاف تعاليم وأوامر الإسلام مرفوض وغير جائز كما أنه مرفوض لدى شعبنا المسلم يقول الله عز وجل: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}. (النساء-۵۹(

ويقول رسول الله صلی الله علیه وسلم: (الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ المُسْلِمِينَ إلاَّ صُلْحاً حَرَّمَ حَلاَلاً أوْ أحَلَّ حَرَاماً والمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ إلاَّ شَرْطاً حَرَّمَ حَلاَلاً أوْ أحَلَّ حَرَاماً). رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. وعلى المسلم أن يكون ملتزما بالتعهدات وليس للشروط التي تحرم الحلال وتحلل الحرام .

والشرط الثاني للصلح هو تراضي المتخاصمين والصلح الذي يأتي نتيجة الإكراه أو تقف أيادي أجنبية وراءه ونتيجة التدخلات الأجنبية فإن هذا الصلح غير مقبول؛ لأن الصلح من جملة تلك العقود التي يشترط فيها تراضي الطرفين.

والشرط الثالث للصلح هو الدور الصادق للطرفين والإخلاص وإرادة الصلح الصادقة، ولو كان الوسيط وراء أهدافه الخاصة ويتعقب مصالحه الخاصة فيسفشل هذا النوع من الصلح، وأما إن كان الصلح بهدف الأخوة الإسلامية وبهدف رضى الله تعالی وبهدف حل مشاكل المسلمين فإن الله عز وجل سيأتي بالصلح يقول الله حول الخلافات الداخلية: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا}. (النساء- ۳۵).

ودوامة الاحتلال والظلم هما من أكبر العقبات في طريق الصلح بشكل عام ولو لا تقطع يد الظلم ولا يطرد الاحتلال من البلاد فسيكون الصلح غير ممكن لأن الصلح قسم من العدالة ولا يأتي بوجود الظلم وما يفكر فيه المحتلون وذوو السلطة أنهم سيعيشون مستقرين بجود الظلم والاحتلال فليس ذلك غير الغرور والتصور الفارغ.

والعائق الثاني للصلح هو غباوة الظالمين وجهلهم وهم مبتلون بمرض الجهل المركب حول الصلح ويتصورون تصوراً خاطئا حول الصلح وهم يستخدمون الصلح ضد الصلح ويصفون الحروب والأعمال التي يزاولونها بالقوة صلحاً ويصفون الجيش القاتل جيش الصلح ويفكرون في أن القوة والاعتداء هما سيأتيان بالصلح.

والعائق الثالث للصلح هو الخداع وعدم وجود الصدق والالتزام بالتعهدات، ويتغنى المحتلون وإدارة كابول العميلة منذ سنوات بالصلح ولكنهم لا يريدون الصلح بل ويضعون التراب في أعين العالم والشعب الأفغاني برمته بل ويستخدمون الصلح كتكتيك حربي والهدف الآخر لهم هو تقسيم المجاهدين وإثارة الخلافات الداخلية وتقويتها والنتيجة أنهم يستخدمون الصلح بهدف الدعايات والخداع.

واليوم بدأ بقية اللاعبين لعبة الصلح، وبعض الكتل والجهات المغرضة وبحثٍّ من المحتلين وإدارة كابول العميلة ويريدون تحويل الصلح رعاية لمصالحهم الخاصة عن مساره الأصلي ويعرقلوا عملية الصلح الأصلي ويرغموا آمال الأفغانيين للصلح بالتراب.

والكل يعلم أن الهدف من الصلح والغاية منه هو إحياء روح الاتفاق والوحدة بين الجميع بهدف تسيير المجتمع من الاضطراب وعدم الاستقرار نحو الاطمئنان والثبات وأن يسوق الشعب نحو الصداقة والمحبة وأن يقضى على أسباب ودوافع الظلم بواسطة العدالة والإنصاف وأن يرسى جولة الأمن والاستقرار وأن تترك النزاعات، والعداء وخصومات مكانها للصلح والثبات وتلك هي ما يمكن للأفغانيين أن يقوموا بها بتعاون أنفسهم وباتصالهم المباشر وليس بأيدي الأجانب. والله الموفق