تفادي خسائر المدنيين مسؤولية إسلامية وأخلاقية ووطنية

يعلم الجميع بأن بلادنا ضحية حرب مفروضة عليها، كل حرب تحمل في طياتها مصائب ومآسي، إلا أن وقائع ضحايا المدنيين الخسائر المالية الشعبية ، من كان مسبباً فيها فهي جنايات لا تغتفر، وكذلك الاستفادة من الخسائر المدنية كأدوات حربية، هي الأخرى جناية أعظم. في المناطق الشرقية يقتل مسلحو داعش الناس المدنيين، ويحرقون منازلهم، وفي الشمال […]

يعلم الجميع بأن بلادنا ضحية حرب مفروضة عليها، كل حرب تحمل في طياتها مصائب ومآسي، إلا أن وقائع ضحايا المدنيين الخسائر المالية الشعبية ، من كان مسبباً فيها فهي جنايات لا تغتفر، وكذلك الاستفادة من الخسائر المدنية كأدوات حربية، هي الأخرى جناية أعظم.

في المناطق الشرقية يقتل مسلحو داعش الناس المدنيين، ويحرقون منازلهم، وفي الشمال شرعت الميليشيات الدوستمية النهب والقتل العام، وأحرقت مرات عدة منازل الناس، وفي بعض المناطق تضرم النار في الأجساد الطاهرة لقتلى المجاهدين خلافاً لجميع القيم والقواعد القتالية، عاصمة البلاد ملطخة بالدماء، لا أنفس شعبنا المظلوم في أمن ولا أمواله، تسيل أنهار دماء من قبل جهة مجهولة ولهدف مجهول، إن السوق التجارية لإدارة كابل المشتركة والحلقات الاستخباراتية الإقليمية والدولية مزدهرة، ومن وراء حوادث دموية تتبادل الوفود، والصفقات والاتفاقيات بهدف دسائس ومعاملات معلنة وغير معلنة.

تسعى قوات الاحتلال الأجنبية دفع بلادنا بهدف إخفاء هزيمتها وفشلها نحو حالة هرج ومرج التي كانت سائدة في تسعينيات من القرن الماضي،  وإدارة كابول العميلة والضعيفة عاجزة بسبب التدافع الداخلي، واللاعبون الإقليميون يعكرون المياه تمعاً في الاصطياد، والشعب المظلوم المحاصر في تلاطم أمواج الآلم يرفع أيدي التضرع إلى الله جل جلاله وحده ويطلب منه عز وجل النجاة والخلاص، یقول الله عزوجل:{عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (یونس ۸۵- ۸۶).

وتلك هي حقيقة معترف بها بأن الدفاع عن النفس والدين والوطن فريضة لكل إنسان،
والقتال لمكافحة المعتدين والمحتلين والظالمين مسؤولية مقدسة، وتخول القوانين العالمية وفي مقدمتها الشريعة الإسلامية الغراء الشعوب حق الدفاع عن نفسها والتصدي للظالمين والطغاة والنظام الإسلامي قد أكد على فرضية الجهاد واعتبر الشهادة في هذا السبيل أكبر منزلة واعتبره ذروة سنام الإسلام؛ لكن إلى جانب قدسية الجهاد فإن للمجاهدين مسؤوليات كبيرة وثقيلة والتي بعدم رعايتها ليس فقط تزال منزلتهم؛ بل يتواجهون مع غضب الله وعذابه، والله المستعان.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون يوصون قادة الجهاد بأن لا يقتلوا النساء والأطفال والشيوخ والرهبان وكبار السن ، ولو نطالع تلك النصائح بدقة نستخرج منها تلك القاعدة الكلية التي تنص على أن كل من لا يشارك في الحرب أو لا أهمية حربية له؛ فإن قتله ومضايقته حرام.

والسبب الرئيس في منع القتال في واقعة الحديبية هو أن ضعاف المسلمين كانوا يعيشون إلى جانب الكفار في مكة المكرمة ولم يكن يعلم بإيمانهم لا المؤمنون ولا الكفار بل كان إيمانهم سرا بينهم وبين الله تعالى ، وبإرادته جل جلاله قدر أن لا يقع القتال آنذاك حيث إنه كان من الضروري أن يصيب هؤلاء المسلمين بالضرر في حالة نشوب القتال ولواجه المجاهدون دون علمهم خسارة كبيرة ويقول الله تعالى في الآية الـ ۲۵ من سورة الفتح مخاطبا المؤمين: (..وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ )

وبالنظر إلى أصول الإسلام المقدسة فإن إمارة أفغانستان الإسلامية على يقين أن حماية أرواح الشعب وأمواله وحرماته هدف مهم من بين الأهداف المهمة للجهاد المقدس، وتعتبر نفسها مكلفة قبل غيرها بحماية أرواح شعبه المظلوم وممتكاته وتخطو خطوات جادة ومؤثرة لأمنه  وازدهاره، وهذا هو السبب بأنها تأمر مجاهديها الأشاوس في كل حين وآن بإفشال كافة حيل العدو ومحاولاته لتشويه سمعة المجاهدين وأن يعتنوا بحماية أرواح المدنيين ويحولوا دون تدمير وتخريب المنشآت المدنية وما تعم منافعها لأن تلك مسؤوليتها الإسلامية والوطنية. والله الموفق