أعظم إنجازات الشهيد الملا منصور رحمه الله

بقلم: موسى فرهاد استشهد الشهيد الملا أختر محمد منصور رحمه الله، القائد العبقري لطالبان سياسيا وعسكريا، في الشهر الخامس من عام 2016م. في مثل هذا التاريخ، بالقرب من خط ديوراند، بطائرة درون الإمريكية. والشهيد منصور رحمه الله هو الشخصية الذي يشكّل فصلا عظيماً من تاريخنا بعد أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد رحمهما الله، لأنّ […]

ملا أختر محمد منصور

بقلم: موسى فرهاد
استشهد الشهيد الملا أختر محمد منصور رحمه الله، القائد العبقري لطالبان سياسيا وعسكريا، في الشهر الخامس من عام 2016م. في مثل هذا التاريخ، بالقرب من خط ديوراند، بطائرة درون الإمريكية.
والشهيد منصور رحمه الله هو الشخصية الذي يشكّل فصلا عظيماً من تاريخنا بعد أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد رحمهما الله، لأنّ مسؤولية تنظيم وتنسيق صفوف الجهاد ألقيت على كاهله في ظروف صعبة للغاية، ومن قبلُ قد ألقي القبض على نائبين من نواب أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد واحدًا تلو الآخر ، و لقد استشهد أحدهما في السجن،
فلما وُليت إليه شؤون الإمارة ومهامّها، كانت القوة العسكرية للمحتلين الأجانب في البلاد قد بلغت ذروتَها، وكان أكثر من مائة ألف جندي أجنبي موجودين في أفغانستان آنذاك، كما أن المجاهدين كانوا في مواجهة لخطر التفكك العسكري والمالي والسياسي والاجتماعي، لكن الشهيد منصور رحمه الله واجه بكلّ شجاعة ووقار هذا الوضع المؤسف، وجعل الصفّ الجهاديّ أقوى وأكثر تنظيماً من أي وقت مضى، بحيث ظهرت الآثار طويلة المدى والإيجابية لإنجازاته ليس فقط في صفوف الإمارة ولكن أيضا في حياة الشعب، وكان أعظم إنجازاته أنه نظم الصف الجهادي في إطار معين منسق انطلاقا من منصب القائد الأعلى إلى كافة المناصب الصغيرة الأخرى، في جميع أنحاء البلاد،  ونظمهم جميعا في شكل حلقات السلاسل.
وبالإضافة إلى التنظيم العسكري، أنشأ  وحدات إدارية في شكل مفوضيات ولجان، لكل منها في الواقع صفة وزارة ولها كامل السلطة والأهلية للقيام بأعمالها وتطويرها، ونتيجة لجهوده، اتخذ الصفّ الجهادي للإمارة شكل حكومة موازية بدلاً من حركة أو مؤسسة وظهرت نتائجها بشكل مباشر على حياة الشعب.
لأنه في الماضي، على الرغم من أن الناس كانوا يخوضون الجهاد بقيادة أمير واحد، وأن عملياتهم ضد العدو لم تكن تعسفية، بل كانت تحركاتهم عسكرية فقط وكانت حرب عصابات، فكان من الطبيعي أن يؤثر هذا الوضع على النظام والانضباط إلى حد ما ويترك حياة المدنيين في مواجهة المشكلات.
لكن الشهيد منصور رحمه الله قام بإعداد قانون، وتطبيقه، فاستطاع أولاً أن ينظّم رتب المجاهدين العسكريين إلى درجات ومستويات وفرق وأجزاء صغيرة وكبيرة، ثم استحدث وحدات إدارية أخرى، كما شكّل لجان ودوائر  مختلفة قضائية وسياسية، مالية، ثقافية، ودعوية، ولقد قام في جميع الولايات والمقاطعات في البلاد بتعيين مسؤولين مدنيين إلى جانب المسؤولين العسكريين، ولا تزال هذه السلسلة تعمل بنجاح كحكومة موازية.
واليوم نشاهد أن الصحافة الغربية وبعض الدوائر داخل إدارة كابول تعترف أيضًا بأن 80٪ من سكان البلاد يحيلون قضاياهم القانونية والعادية إلى المحاكم والإدارات الأخرى في مناطق تسيطر عليها طالبان بدلاً من حكومة كابول الفاسدة، لأنه لا أحد يأمل من النظام الفاسد في كابول في حلّ حقيقي وعادل لمشكلاتهم.
عندما تمّ دمج جميع المراتب الجهادية في الإمارة الإسلامية عمليا في إطار واحد، ظهرت آثارها المباشرة في شكل انتصار المجاهدين ونجاحهم، ولهذا السبب  تُعرف الإمارة الإسلامية اليوم كنظام مستقل وذات صلاحية يمثٌل الشعب الأفغاني في أنظار العالم.
وهذه لا شك من ثمرات جهود القائد الشهيد الملا منصور رحمه الله ومساعيه، وابتكاراته، حتى وصلت الإمارة والشعب اليوم على أعتاب النصر والنجاح.
ولله الحمد والمنّة.