أمير المؤمنين رحمه الله كان مصلحاً عظيماً وزعيمًا كبيرًا للأمة الإسلامية

بقلم: مجاهد خواجا في الوقت الذي كانت أفغانستان غارقة في الاختلافات والفتن، وتحرقها حروب داخلية وأزمات أهلية وفتن طائفية، بالإضافة إلى الفساد الأخلاقي الذي قد بلغ ذروته، والهول كان يغشى قلوب الناس، حتى بلغ الأمر إلى أن كرامة العفيفات لم تكن في مأمن، ولم يستطع أحد الخروج من بيته على طمأنية، وسرت موجات الفساد وتفشت […]

بقلم: مجاهد خواجا
في الوقت الذي كانت أفغانستان غارقة في الاختلافات والفتن، وتحرقها حروب داخلية وأزمات أهلية وفتن طائفية، بالإضافة إلى الفساد الأخلاقي الذي قد بلغ ذروته، والهول كان يغشى قلوب الناس، حتى بلغ الأمر إلى أن كرامة العفيفات لم تكن في مأمن، ولم يستطع أحد الخروج من بيته على طمأنية، وسرت موجات الفساد وتفشت في كل مكان.
لقد فقد الأفغان آمال الحياة، ولم يكن هناك من ينقذ هذه السفينة نصف الغارقة، بل الجميع كان يتطلع فقط إلى رحمة إلهية، فإذا بالشمس قد بزغت من مسجد طيني، ونشأ من علقت به أمال القضاء على هذه البليات والمصائب.
تصدى أمير المؤمنين رحمه الله صفر اليدين لإزالة هذه النكبات والبلايا التي لم تكن مقاومتها حينئذ إلا إيماناً قوياً وعزما متينا وإرادة عالية، وحقق خلال فترة وجيزة فتوحات عظيمة، وحظي بدعم شعب غيور، وتشكلت في هذه المدة حركة الإمارة الإسلامية.
طبعا من رفع صوت الحق وصل إلى الفتح رغم قلة العدة والعدد.
هذه الحركة التي نشأت من محراب مسجد، ودعمها طلاب المدارس الدينية والأفغان المحبين للحق، حافظوا على ميدان الحق ودافعوا عنه بالحب الإلهي والعاطفة الصادقة، وأوصلوا قافلة الحق إلى حد الانتصار، وهزموا قطاع الطرق الذين ضيقوا على الناس عيشهم واحدا تلو الآخر، ومع مرور الوقت ازداد دعمهم وكثر أفرادهم، ووصلوا من فتح المديريات إلى فتح الولايات والمقاطعات، وبدأ قطاع الطرق يلفظون أنفاسهم الأخيرة.
قرعت مسامع الناس في البلد بوصول رجل يتم محو إمبراطورية مستكبرة ثالثة بأيدي عساكره، وبعد مقاومة شرسة وحروب وطيسة شوهدت الرايات البيضاء ترفرف في جميع أنحاء البلد، وقام نظام إسلامي تاريخي، واستعد لإقامة النظام الإسلامي بالغالي والنفيس.
حلّت البلد موجة جديدة من السلام والازدهار، وانتهت حروب أهلية وطائفية، وتجمعت الأمة المتحمسة على الفرح والسعادة، ونفذت حدود إسلامية، وبدأت حياة أخرى في ظل الحقيقة والعدالة، الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله ، كانت شخصية لم ير له مثيل في القرن الحادي والعشرين.

من ناحية يفتخر الأفغان بشجاعته وبطولته، ومن ناحية أخرى تحير العالم العربي منه، لماذا؟ لأن العربي الذي التجأ إلى الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله للتخلص من العالم الغربي، وقام في جنبه، غار عليه الملا محمد عمر غيرة قدم أفغانستان والشعب للمشاكل، لكنه لم يسلمه للغرب، وساعده بكل شجاعة وحماسة.
كان عمر رحمه الله هو الأمير المقدام الذي تقدم صفر اليدين للإمبراطورية المستبدة، في حين أن الوقوف أمام عالم الكفر صفر اليدين ليس من شأن الجميع، والذي يعترف الأعداء أيضاً بتقواه وإخلاصه ، نعم! قد وضع عمر الثالث رحمه الله حجر الأساس لحركة تحكم العالم اليوم.
عمر رحمه الله هو الذي حُرِمَ من منزله وأقاربه وذويه أربعة عشر عاما لأجل تطبيق النظام الإسلامي، والذي أبقى ساحة المعركة دافئة بشباب يخوضون النار بفرحة وسرور، ويتحملون الجوع، والعطش، والجروح، والتعب، والسجون حتى أنهم يحرقون أنفسهم، ويتكبدون كل مشقة من أجل إعلاء كلمة الله، ولم يخضعوا لكبرياء الجيوش الغربية.
نعم! رفع الملا العظيم رحمه الله راية الحرية البيضاء في البلد، وأظهر للعالم أن هناك “صلاح دين أيوبي آخر على هذه الأرض، يستعد للإطاحة بقوة عالمية متغطرسة، ويشكل خطرا كبيرا وتهديدا لديمقراطية يطبقها على العالم، الملا عمر رحمة الله بطل لن تسطر أعماله في التاريخ فحسب، بل سيكون قدوة يقتدي بها الأفغان المتحمسون بل وجميع شعوب العالم الإسلامي.
جهاد الملا عمر ونضاله ضد الاحتلال الغربي صفحات ذهبية في تاريخ أبطال العالم الإسلامي، وستكون شجاعته وإخلاصه درسًا للأجيال القادمة من الأفغان، وسينتفع به كل من يسير على هذا المسار للوصول إلى أهدافهم.

الذكرى الثامنة لوفاة أمير المؤمنين