إدارة كابول ترفع شعار السلام اضطراراً!

منذ سنوات عديدة بدأت سلسلة من الجهود الحثيثة لإيجاد حل سياسي للأزمة الأفغانية، ولما وقَّعَت طالبان والولايات المتحدة اتفاقية سحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان في العاصمة القطرية “الدوحة”، دخلت عملية السلام هذه إلى مرحلة جديدة، وبات إنهاء احتلال أفغانستان وإقامة نظام إسلامي يحظى بالاستقلالية وشيكاً. حاولت إدارة كابول مرارًا أن تتعثر مفاوضات السلام لتدوم […]

منذ سنوات عديدة بدأت سلسلة من الجهود الحثيثة لإيجاد حل سياسي للأزمة الأفغانية، ولما وقَّعَت طالبان والولايات المتحدة اتفاقية سحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان في العاصمة القطرية “الدوحة”، دخلت عملية السلام هذه إلى مرحلة جديدة، وبات إنهاء احتلال أفغانستان وإقامة نظام إسلامي يحظى بالاستقلالية وشيكاً.
حاولت إدارة كابول مرارًا أن تتعثر مفاوضات السلام لتدوم سلطتها، وتأمن المصالح الشخصية لرجالها، وقد صرحت مراراً بمخالفتها لعملية السلام، فتماطلت في إطلاق سراح الأسرى والذي أدى بطبيعة الحال إلى تأخير بدء المفاوضات الأفغانية، كما كانت ولا زالت تتطلع إلى أن تلغي الحكومة الأمريكية الجديدة الاتفاق مع طالبان.
لكن يبدو أن الحكومة الأمريكية القادمة ستتبع موقف ترامب وتحذو حذوه فيما يتعلق بسحب القوات من أفغانستان، وسيتم تنفيذ ذلك وفق الاتفاقية، كما أن الاتفاق على إعداد آلية مشتركة للمحادثات الأفغانية تثبت أن الأمور تسير في اتجاهها الصحيح وأن بنود الاتفاقية تُطَبَّق، وأما وقوف إدارة كابول في وجه عملية السلام ومجاهرتها بالمعارضة لا يزيدها إلا تشويها وانزواءً.
لقد بدأت حكومة كابول الآن تردد شعار السلام، وأصبحت تتراجع عن مخالفتها، لكنها إنما تقوم بذلك اضطرارا، ولذا تحدث المشاركون في مجلس المصالحة الذي انعقد – بعد تأخير طويل – من أجل السلام باحتياط وشيء من الرقة، لكن ذلك لا يدل على أن إدارة كابول تريد السلام من صميم قبلها، وإنما تقوم بذلك كُرْهَا، ولذا فإنها ستتخذ الآن خطوات ضد السلام بشكل خفي!