الحكومة الإسلامية؛ الملجأ الوحيد للشعب المسلم

  صهیب البلوشي منذ أن انحلت الأنظمة والحكومات الإسلامية واحتلت واحدة تلو أخرى في الحروب العالمية والمعارك الدامية من قبل الأعداء الظلمة، لم يذق العالم بأسره لذة الأمن والرخاء الذي كان يعيشه في عهد الحكومات الإسلامية تحت إشراف وقيادة الحكَّام المسلمين الذين كانوا يبذلون الغالي والنفيس في سبيل إسعاد الناس وتوفير ما يحتاجون، ولا يدخرون […]

 

صهیب البلوشي

منذ أن انحلت الأنظمة والحكومات الإسلامية واحتلت واحدة تلو أخرى في الحروب العالمية والمعارك الدامية من قبل الأعداء الظلمة، لم يذق العالم بأسره لذة الأمن والرخاء الذي كان يعيشه في عهد الحكومات الإسلامية تحت إشراف وقيادة الحكَّام المسلمين الذين كانوا يبذلون الغالي والنفيس في سبيل إسعاد الناس وتوفير ما يحتاجون، ولا يدخرون جهدا في ذلك السبيل.

إن تاريخ العالم الإسلامي -ولله الحمد- حافل بأمثال هؤلاء الحكام الذين كانوا يجودون على شعوبهم المسلمة، ويسابقون في الخيرات، وحتى أنهم كانوا يرحمون أهل الذمة الذين كانوا يلجئون إلى بلادهم ويؤثرون العيش تحت راية الإسلام، ولنا خير مثال في الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضوان الله عليهم أجمعين- فها هو الصديق الأكبر يبذل بما في بيته في سبيل الله تعالى؛ في طريق الجهاد والكفاح عندما نادى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يوماً في المسلمين، وأمرهم أن يتصدّقوا في سبيل الله، فبادر إلى ذهن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه يريد أن يسبق أبا بكرٍ في الصدقة يومها، فأحضر نصف ماله، ووضعه بين يدي رسول الله عليه السلام، وانتظر قدوم أبي بكر، فإذا هو آتٍ، ووضع ماله بين يدي رسول الله عليه السلام، فسأله رسول الله عليه السلام: (يا أبا بكرٍ: ما أبقيتَ لأهلِكَ ؟ فقال: أبقيتُ لهمُ اللهَ ورسولَهُ) رضي الله عنه.

فالعالم اليوم يحتاج إلى دولة وحكومة إسلامية تسعى في إسعاف الناس والكفاح عنهم وإدخال بالسعادة والسرور عليهم وتحقيق الأمن لهم، ويحتاج إلى حاكم صادق مخلص مواسٍ كأبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- وغيره، ليقوم في العالم بثورة ويري العالم بأن السعادة والملجأ الوحيد للعالمين إنما يكمن في النظام الإسلامي، والعيش تحت راية الإسلام الذي لا يفرق بين المسلم والذمي في الحقوق؛ يل يراعي حقوق كل منهما على سواء.

إن المسلمين مظلومون ومضطهدون منذ سنوات عديدة، وهم يجتهدون في بناء حكومة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية؛ لكن قضاء الله تعالى جرى خلاف مرادهم وكادوا أن يقنطوا، فإذا بإمارة أفغانستان الإسلامية قامت وشمرت عن ساعدها لإسعاف المسلمين وتحقيق أمانيهم، والحمدالله تعالى فقد تقدمت كثيرا في هذا المسير، وهي على وشك بناء حكومة إسلامية في أفغانستان العزيزة، وتحكيم الشريعة الإسلامية فيها، وعيون الناس عامة والمسلمين خاصة تترقب بناء هذه الحكومة الإسلامية لتقيم العدل الإسلامي وترتاح تحت هذه الراية.