السلام أهم من بقاء حكم أشرف غني بالنسبة للأفغان

كلمة اليوم في الأيام القليلة المقبلة ستبدأ الجولة الثانية من المحادثات الأفغانية في الدوحة بدولة قطر، وبينما ينتظر الشعب الأفغاني بفارغ الصبر نتيجة هذه المحادثات، ويعتبر الحياة السلمية مرتبطة بهذه المحادثات، لكن في المقابل، يطلق مسؤولو أرغ تصريحات لا تتوافق مع روح المصالحة والتفاهم. فقد أصر أشرف غني وأعضاء فريقه خلال زيارتهم إلى محافظة ننجرهار […]

كلمة اليوم
في الأيام القليلة المقبلة ستبدأ الجولة الثانية من المحادثات الأفغانية في الدوحة بدولة قطر، وبينما ينتظر الشعب الأفغاني بفارغ الصبر نتيجة هذه المحادثات، ويعتبر الحياة السلمية مرتبطة بهذه المحادثات، لكن في المقابل، يطلق مسؤولو أرغ تصريحات لا تتوافق مع روح المصالحة والتفاهم.
فقد أصر أشرف غني وأعضاء فريقه خلال زيارتهم إلى محافظة ننجرهار على تمديد حكمهم، واستبعدوا إمكانية التوصل إلى اتفاقية سلام ينهي حكم رئاستهم.
ففي السابق كلما كان حكام أرغ يتخلقون العقبات والعراقيل أمام عملية السلام، كان يقال أن الهدف من وراء كل ذلك هو البقاء في الحكم عن طريق تأخير عملية التفاوض وإطالة أمدها حتى يكمل فترته.
ولكن من جهة أخرى، فإن الشعب الأفغاني كله يرى أن الحاجة إلى السلام في أفغانستان أهم من حكم أشرف غني والضرورة إليه أمس، فلم يجلب حكم أشرف غني شيئًا لأفغانستان سوى الفقر والبؤس والخسائر في الأرواح والأجساد، وإساءة السمعة والمشاكل، وخلال هذه الفترة تم تنفيذ عمليات قصف وغارات ومداهمات وحشية في مناطق مختلفة من البلاد، ودمرت العديد من المنازل والأسواق والأماكن المقدسة والمرافق العامة وقتل وأصيب آلاف من المدنيين.
إن الشعب الأفغاني لا يريد استمرار هذا الحكم غير المشروع بأي حال، فأفغانستان أكبر وأعز بكثير من أن يحكمها مثل هذه المجموعة الممولة من الأجانب والتي لا جذور لها. ومن ناحية أخرى، فإن الشعب الأفغاني في حاجة ماسة إلى السلام، لقد أمضى هذا الشعب عقودًا في الاضطرابات والحروب وقدم تضحيات جسيمة من أجل حرية الوطن ومن أجل نظام إسلامي سلمي، وقد حان الوقت لإقامة نظام مستقل وعادل وفق إرادة الشعب، وإن إلحاح حكام أرغ على استمرار حكمهم ليس حلاً بل عقبة أمام التفاوض والحل السلمي.
أخيرًا، يجب القول إن هذا البلد ليس مِلكًا خاصًا لأي فرد أو جماعة أو منظمة سياسية لتحتفظ بحق السيادة، وتمتنع عن التنازل عن سلطتها حتى لو كان على حساب السلام. نعتقد أن تحقيق السلام وحل القضايا أمر ممكن، لكن إنما يتحقق ذلك عندما يُعْتَبر هذا البلد موطنًا مشتركًا لجميع الفئات والأطياف، وأن يتفق جميع الأطراف السياسية على نظام يتوافق مع المعتقدات والثوابت الدينية للشعب المؤمن في أفغانستان، والذي هو نظام إسلامي واقعي وحقيقي.