النساء ودورهنّ البارز في الجهاد!!

  الكاتب: منير أحمد منير تعريب: أحمد القندوزي إنّ الأنوثة والذكورة ليستا من معايير التفاضل في الإسلام، وإنّ الرجال والنساء على السواء مدعوون إلى التنافس في الخيرات دون تمييز على أساس الجنس، فقد تكون امرأة معيّنة أفضل من كثير من الرجال والنساء معاً، بل قد تكون في مستوى القدوة للرجال والنساء معاً. حنة إمرأة عمران […]

 

الكاتب: منير أحمد منير
تعريب: أحمد القندوزي

إنّ الأنوثة والذكورة ليستا من معايير التفاضل في الإسلام، وإنّ الرجال والنساء على السواء مدعوون إلى التنافس في الخيرات دون تمييز على أساس الجنس، فقد تكون امرأة معيّنة أفضل من كثير من الرجال والنساء معاً، بل قد تكون في مستوى القدوة للرجال والنساء معاً. حنة إمرأة عمران قد دعت الله عز وجل أن يهبها ولدًا، فحملتْ، ونذرت حملها خالصًا مفرغًا للعبادة ولخدمة بيت المقدس، وعندما وضعت مولودها كان “أنثى”، فرفعت حنة يديها إلى الله عز وجل ضارعة «فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ» ومع عِلم الله تعالى بنيّتها وقبوله لنذرها، ولكنّه اختار لها مريم التي كانت بمستوى رفيع ومكانة سامية لا يصل إليها الكثير من الزُهاد والأتقياء.

فأساس التفاضل بين الناس ومقياس الكرامة عند الله تعالى هو التقوى وعبادة الله وخدمة خلقه.

على الرغم من أن طبيعة خلق النساء أضعف من الرجال؛ لكن لدينا نساء في صفحات التاريخ شاركن بعشق ومحبة في القتال والشهادة، ولم يتخلّفن عن الجهاد في سبيل الله كمثل كثير من الرجال والشباب الجبناء.

نعم؛ مثلما بذل الرجال والشباب غاية جهدهم في نشر الإسلام والدفاع عنه، ولعبوا دورًا مهمًا عبر التاريخ، كذلك النساء لسن استثناءً من هذا الأمر، وقد قدّمن الكثير من الخدمات والتضحيات لنصرة الإسلام وحمايته، فكان هناك العديد من النساء الشُجاعات اللواتي ضحين بكل ما يملكن من أجل عقيدتهن، وضربن أروع الأمثلة في هذا المجال طوال تاريخنا العظيم؛ لدرجة أن دروهن في العديد من المعارك والغزوات كان حيويًا وأساسيًا.

لا يمكن تجاهل صبر النساء المجاهدات على قلّة النفقة وتحملّهن أعباء الجهاد وصعوبات الهجرة، وتربيتهنّ الأولاد أحسن تربية، بل هو أساس تشجيع المجاهدين ومثابرتهم.
مثلاً: إذا رأيتم مجاهدًا يقدّم تضحيات جسيمة في ميادين الجهاد، فتجدون حتمًا وراءه أمًا أو زوجة أو أختًا أو ابنة تساند هذا المجاهد وتحرّضه على الكفاح وتدعم عائلته، فالمرأة هي العماد وهي التي يرجى منها تخريج جيل من المجاهدين والقادة يحققون النصر والتمكين.

كما نعرف أمهات كنّ يرسلن أبنائهن إلى جبهات القتال بكل رغبة ويتمنين شهادتهم في سبيل الله، وبعد فترة عندما كان أحد الشباب يتصل بوالداته، وهو لا يزال على قيد الحياة، فقد كانت تشعر حقّاً بحزن وأسى على عدم استشهاده بعد!
نعم نعرف أمهات وأخوات كان لديهنّ عشقٌ كبيرٌ للشهادة. وأعرف فتاةً كانت تريد الزواج من شاب يطلب الشهادة من عمق القلب، شريطة أن يقوم كلا الزوجان بعد فترة وجيزة بعمليات عسكرية ضد العدو حتى يشربا من كأس الشهادة، ولقد فعلتْ ذلك.

وقد كانت لدينا أزواج وأمهات شهدن الحروب في ظروف صعبة جدا وقاتلن مع المجاهدين وطبخن لهم وغسلن ملابسهم، وساعدنهم في نقل السلاح والعتاد، وفي كثير من الأحيان أجرين عمليات خطيرة للغاية تسببت في قتل العديد من الأعداء .
وهناك عدد كبير من أخواتنا وأزواجنا المجاهدات اللاتي ما زلن في الأسر في أيدي الأعداء.
كما كانت هناك نساء هاجمن الأعداء بحماس ونشاط بالسلاح والقنابل اليدوية دون أي قيادة.

كنا قد ذهبنا لأمر إلى إحدى الولايات الواقعة في وسط البلاد، فكان يقول مجاهدو المنطقة أنه في حرب كذا عندما هاجم الأعداء منطقتنا وقاومنا بشراسة وانهزموا، وسقطت غنائم ضخمة في أيدي المجاهدين، شاركنا عدد من النساء أيضًا في الغنائم، لأنّهنّ حملن السلاح أيضًا لمواجهة الأعداء ولعبن دورًا في هزيمتهم.
إنّ التاريخ سجّل من الصحابيات اللواتي ساهمن مساهمة مباشرة في المعارك ضد عبدة الطواغيت، وكان لهن مواقف بطولية في قمع الكفار والمشركين.

فالنساء هن المُربّيات والقوات المساندة للمجاهدين، وربما وصلن إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال عند الحاجة.