انسحاب الولايات المتحدة حطم معنويات نظام كابول!

كلمة اليوم: منذ اليوم الذي بدأ فيه انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، أصيبت قلوب الشخصيات والسياسيين والباحثين وكُتَّاب الحُكَّام والصحفيين – الذين رقصوا لـ 20 عامًا تقريباً لقاء تلقفهم للدولارات والامتيازات الأمريكية- بشجون، وتعرضوا لحالة من الصدمة والهيستيريا؛ لأنهم لم يتخيلوا أبدًا أن سيدهم سيفاجئهم – لهذا الحد – بتركهم لمصير مجهول دون أي تحضير […]

كلمة اليوم:
منذ اليوم الذي بدأ فيه انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، أصيبت قلوب الشخصيات والسياسيين والباحثين وكُتَّاب الحُكَّام والصحفيين – الذين رقصوا لـ 20 عامًا تقريباً لقاء تلقفهم للدولارات والامتيازات الأمريكية- بشجون، وتعرضوا لحالة من الصدمة والهيستيريا؛ لأنهم لم يتخيلوا أبدًا أن سيدهم سيفاجئهم – لهذا الحد – بتركهم لمصير مجهول دون أي تحضير ذهني واستعداد مسبق، وأنهم سيتركوا بلا معين أو نصير.
هذه الأيام، عندما يتحدث هؤلاء الغارقون في ملذات الدولارات الأمريكية ويعلقون على الأوضاع، تراهم يرددون هذه العبارات حتما، وتتشدق بها ألسنتهم وحناجرهم: “الأوضاع الحالية مزعجة للغاية، ومحزنة، ومؤذية، وصادمة، وخارجة عن التقدير والتنبؤ”.
ويقولون: “إن الاتحاد السوفيتي السابق كان أفضل من أمريكا في كونه بقي وفيا بقدر طاقته لنظامه العميل والمنتسبين له، حيث ترك أبواب الدول الأعضاء في الاتحاد السوفيتي مفتوحة أمامهم، وزودهم بكميات من الأسلحة والطائرات والمدفعيات والدبابات والذخائر والتجهيزات العسكرية لما تكفيهم لخمسة أعوام من القتال، لكن الأمريكيين عكس ذلك، فإضافة إلى جميع أنواع الغدر، ها هم يحطمون ويكسرون الألواح الخشبية والحديدية المستخدمة في خيام قواعدهم العسكرية، ولا يخلفونها سليمة لنظام كابول!”
وبالفعل، فقد ترك الأمريكيون عملائهم المدمنين والنظام المتعاقد يواجهون وضعا شديد الانهيار، فحتى أمريكا وأوروبا ليستا مستعدتين بعد لمنح تأشيرات لعملائهم المهمين، ولسوء حظهم أن ينابيع الدولارات الوافرة التي كانت تتدفق عليهم، آخذة في الجفاف يومًا بعد يوم.
ومن ناحية أخرى، تعود كل يوم تلو الآخر عدد ضخم من المديريات والقواعد الاستراتيجية المهمة إلى أحضان الإمارة الإسلامية دون أي قتال. لذلك، فإن السياسيين والمسؤولين العسكريين والمدنيين في إدارة كابول الذين يسمعون ويشاهدون هذه الأخبار، وتقارير الانهيار، وخسارة المساحات، والانحصارات السياسية والاقتصادية لحظة بلحظة، سيبرزون بلا شك علامات تراجع الروح المعنوية في أحاديثهم المتخبطة وتعليقاتهم الهوجاء.
إن تكرار التعبيرات والتعليقات المليئة بالأسف والأسى لن يسكن أي ألم لنظام كابول، ولن يؤدي إلى رفع معنويات أفراده. لكن الأفضل للجنود وغيرهم من الموظفين في نظام كابول ألا يتأخروا في إدراك الحقائق بعد الآن، وأن ينضموا إلى إخوانهم المجاهدين عن طريق التفاهم والحوار بدلاً من الإلحاح بالقتال، لينقذوا أنفسهم وعائلاتهم وأقاربهم؛ فأحضان المجاهدين مفتوحة أمامهم وسيرحبون بهم ترحيب المودة والإخاء.