ذكرى اتفاقية السلام

عبد الله السجستاني قبل عام في مثل هذا اليوم، تم توقيع اتفاقية السلام بين الإمارة الإسلامية وأمريكا في دولة قطر، واشتملت هذه الاتفاقية على بنود على رأسها؛ إنهاء الاحتلال في غضون 14 شهراً من تاريخ توقيع الاتفاقية، بحيث لا يبقى بعد هذه المدة أي جندي أجنبي في أفغانستان، وبذلك ينتهي الاحتلال بكل أشكاله. خلال هذه […]

عبد الله السجستاني
قبل عام في مثل هذا اليوم، تم توقيع اتفاقية السلام بين الإمارة الإسلامية وأمريكا في دولة قطر، واشتملت هذه الاتفاقية على بنود على رأسها؛ إنهاء الاحتلال في غضون 14 شهراً من تاريخ توقيع الاتفاقية، بحيث لا يبقى بعد هذه المدة أي جندي أجنبي في أفغانستان، وبذلك ينتهي الاحتلال بكل أشكاله.
خلال هذه السنة وقعت وقائع مختلفة، من تغيير الرئاسة الجمهورية، والمسئولين الحكوميين والوزراء، ومن جانب آخر قرب موعد انتهاء الاحتلال، وكثر الكلام حول انسحاب الجنود المحتلين من أفغانستان، ورأي جو بایدن حول هذا الأمر.
لقد رأى الشعب الأفغاني بارقة أمل في المفاوضات والاتفاقية، بعد أن أرهقته الحروب الطاحنة، وهو اليوم أحق بالأمن والسلام وانتهاء الاحتلال من جميع الشعوب؛ لأنه مضت عليه سنوات دامية مرهقة نخرت همته وكلت في عضده.
إن من قوانين العالم الطبيعية أن للناس حق الحرية في حكم بلادهم، ولاحق لحكومة ولا حاكم أو إنسان أن يقوم باحتلال بلد، وإن الناس يحتاجون إلى الاستقلال في البلاد، وأمريكا رغم جميع الشعارات الزائفة قامت في تاريخها الأسود باحتلال بلادنا، وعاثت فيه ظلما وفساداً، لقد كانت أفغانستان آمنة بعد هزيمة السوفييت والقضاء على الحروب الداخلية والفساد، فما مضت على الأمن في البلاد سوى سنوات قليلة إلا وجاءت أمريكا بقضها وقضيضها لتحتل البلاد من جديد.
إن الأمر الملفت للأنظار في الذكرى الأولى للاتفاقية، هو أن تغيير الرئيس الأمريكي في هذه السنة لابد ألا يؤثر على هذه الاتفاقية، وأمريكا لابد لها من الانسحاب الكلي من أفغانستان، وإعادة الحكم من يدي المحتل إلى الأفغان أنفسهم، ولكن ليعلم الرئيس الأمريكي “جوبايدن” أن الشعب الأفغاني كما صرح المتحدث الرسمي باسم الإمارة الإسلامية بذلك فی حوار له، لن يقبل الاحتلال أبدا مهما بلغت التضحيات وقامت الثورات وعظم البلاء، وإن كل أفغاني مسلم مستعد للتضحية بماله ونفسه وأهله في سبیل الدين والحریة الحقیقیة، فیا جوبایدن! لا یخدعنك أراجیف الحكوميين الأفغان، الذین لا یرون لهم ملجأ إلا في ظل الاحتلال، ولا یرون منافعهم الشخصیة إلا في استمرار الحرب.