لن نرضی بجزء محتل

عبد الله السيستاني بعد أربعين عاما من الجهاد والنضال في أفغانستان، وبعد تضحيات لا تُعدّ ولا تحصی، وتقدیم دماء غالیة من قبل أبناء الشعب الأفغاني لإنهاء الاحتلال، والآن بعدما انکسرت شوکة أمریکا وحلفائها، وکاد أن يتحقق انسحاب القوات الأمريكية بالكامل، وحان موعد قطاف الثمار اليانعة لهذا الجهاد الطویل، أعلنت ترکیا بأنها ستواصل بقاءها العسكري والسیاسي […]

عبد الله السيستاني
بعد أربعين عاما من الجهاد والنضال في أفغانستان، وبعد تضحيات لا تُعدّ ولا تحصی، وتقدیم دماء غالیة من قبل أبناء الشعب الأفغاني لإنهاء الاحتلال، والآن بعدما انکسرت شوکة أمریکا وحلفائها، وکاد أن يتحقق انسحاب القوات الأمريكية بالكامل، وحان موعد قطاف الثمار اليانعة لهذا الجهاد الطویل، أعلنت ترکیا بأنها ستواصل بقاءها العسكري والسیاسي في أفغانستان، وستقوم قواتها بحمایة مطار کرزي في كابول.
إن الاحتلال مشأمة مذلة ولو كان في جزء صغیر من بالبلد، وإن الشعب الأفغاني قد بلغ مرحلة لم يعد في حاجة إلى تدخل أي أجنبي ولا احتلال عسكري یذود عنه، بل إن الحروب الضاریة التي ستمرت عقودا متتالية قد دربت كل أفغاني وصنعت منهم جنودا بواسل.
إن تركيا في الواقع تتبع مخططات ممنهجة ضمن بقائها العسكري في أفغانستان، وهناك ثمّت أمور مبرمجة تمارسها تركیا من أجل فرض سلطتها السیاسیة والعسكرية والاقتصادیة في المنطقة، ومن جانب آخر فإنها تحمي المجرم “دوستم” صراحة، كما أن لها قبول لدى عامة أتباع دوستم ومحبيه في المناطق الشمالية، هذه الأمور وما سواها هي الدافع من وراء بقاء تركيا في أفغانستان وامتداد جذورها هنا.
ولکن رغم ذلك كله، فإن الإمارة الإسلامیة أعلنت بكل صراحة عن موقفها المعقول، وذلك أننا لن نرضی أبدا بجزء محتل في أفغانستان، وأن بلادنا ستکون خالصة لنا ولشعبنا، ونحن من نحكم فيها بأنفسنا، وإن بقاء جندي أجنبي واحد يعد احتلالا صریحا في قاموسنا، وذلك بمثابة إعلان الحرب مع الشعب الأفغاني، وإن وبقاء واحد منهم في أرضنا وبلادنا كبقاء جميعهم.
إن الدمار الناتج من الاحتلال ضمن العقود الأربعة الماضية، درس عظیم وتجربة کبیرة للشعب الأفغاني حيال المحتلين، وإن الشعب الأفغاني سيشمر عن ساق الجدّ والجهد ليطرد المحتلين، ولیصنع مستقبله في ظل حکومة إسلامیة مستقلة إن‌ شاء الله.