ما نوع النظام الذي نریده؟!

كلمة اليوم: لقد تأسست إمارة أفغانستان الإسلامية للقضاء على الفساد والقمع والظلم وإقامة نظام إسلامي مركزي في البلاد، فالهدفان الرئيسيان لنضالنا بعد انتهاء احتلال بلدنا الغالي هما: استقلال أفغانستان وإقامة النظام الإسلامي. إن نظام كابول وبعض وسائل الإعلام والمحللين المؤيدين للغزو والاحتلال يرددون مرارًا وتكرارًا ويقولون: أي نوع من النظام الإسلامي تريده طالبان؟! إنهم يتظاهرون […]

كلمة اليوم:
لقد تأسست إمارة أفغانستان الإسلامية للقضاء على الفساد والقمع والظلم وإقامة نظام إسلامي مركزي في البلاد، فالهدفان الرئيسيان لنضالنا بعد انتهاء احتلال بلدنا الغالي هما: استقلال أفغانستان وإقامة النظام الإسلامي.
إن نظام كابول وبعض وسائل الإعلام والمحللين المؤيدين للغزو والاحتلال يرددون مرارًا وتكرارًا ويقولون: أي نوع من النظام الإسلامي تريده طالبان؟! إنهم يتظاهرون الجهل، لكنهم يحاولون نشر القلق بين الناس، ويريدون أن يظهروا بأن النظام الإسلامي نظام مجهول وغير قابل للتنفيذ!!
لكن الحقيقة هي أن النظام الإسلامي ليس نظامًا غامضًا ومجهولاً، فقد ورد تعريفه ومبادئه وأصوله في القرآن الكريم والأحاديث النبوية والفقه، وبقي حاكما في ميدان العمل لمئات السنين. وقد عاشت فئات مختلفة من كفار العالم تحت ظلاله بسلام وطمأنينة، وبعد سقوط الحكومة الإسلامية تكبد العالم بأسره خسائر وسيعة وكثيرة، ولكن للأسف، بقي العالم الإسلامي محروما من إقامة نظامه الإسلامي بسبب غدر أبنائه الخونة، وهو يعاني الآن من مختلف أشكال العلمانية والشيوعية والإلحاد.
إذا ما هو نوع النظام الذي نريده في أفغانستان؟
نحن نريد في بلدنا الغالي نظامًا إسلاميًا یجري فیه القصاص علی القاتل، ويتلقى قاطع الطريق عقابه، ويطبق الحد على الزاني، ويمنع الظالم من ممارسة الظلم، ويتحرر المظلوم من طغيان الظالم. ويعاقب فيه المرتشي، وتستعاد فیه حقوق المواطنين المظلومين، وتسترد فيه أموال بيت المال من المغتصبين.
نريد نظامًا إسلاميًا يصان فيه جميع حقوق المرأة، فیکون لها حقها في الإرث، ولا تقدم كفدية لورثة القتيل، ويثبت لها حق الاختيار في النكاح والزوج، وينفذ الحد فيمن يقذف العفيفات، ويعاقب من يطاوعه نفسه على التحرش بهن وأذيتهن، حتى تتمكن المرأة من خدمة المجتمع في الأمور التربوية والصحية والتجارية والاجتماعية بعد مراعاتها للحجاب الشرعي.
نريد نظامًا إسلاميًا يتم فيه الحفاظ على وحدة أراضينا، وتكون بلادنا خالية من حكم الجيوش الأجنبية والأيديولوجية الغريبة والقوانين الغربية.
نريد نظامًا إسلاميًا يحفظ قيمنا الدينية ومصالحنا الوطنية وثقافتنا وتقاليدنا.
نريد نظامًا إسلاميًا يتم فيه تأمين الحقوق الاجتماعية والفردية والكرامة والخصوصية لأبناء الشعب، لكي لا يستطيع أحد أن يزدري بحياة الناس ويمس عرضهم وكرامتهم وينهب ثرواتهم، وتكون جميع شؤون حياتنا متوافقة مع الشريعة الإسلامية.
لا يمكننا أبدا أن نقبل أو أن نتغاضى عن نظام يكرَّم فيه قاتل الشعب برتبة “المشير”، ويعين فيه اللص قاضيا، والمغتصب سيناتورا.
نحن لا نريد نظامًا يعلن فيه الرئيس بفخر أن وظيفته الأساسية هي حماية نيويورك وواشنطن، ومن أجل القيام بمهمته يقتل أطفال الأفغان ونساءهم، ويقصف المساجد والمدارس الشرعية والعلمية والمستشفيات، ويكرم جنرالات الاحتلال بمنحهم الأوسمة وتعليق الزهور في أعناقهم.
لا نريد نظاما يبلغ فيه الفساد الإداري والأخلاقي داخل ديوان رئيس الجمهورية ذروته، ويكون لهذه الأعمال المخزية والشنيعة دور حاسم في عزل وتنصيب المسؤولين.
لا نريد جمهورية يلِج إلى ساحة سلطتها قيادات الجيوش الأجنبية من العسكريين والمدنيين دون علم رئيس الجمهورية، ثم يجلبون رئيس الجمهورية إلى قواعدهم ويوقفونه في صف حراسهم!!
خلاصة القول: أننا نريد نظامًا إسلاميًا يحترم حقوق الرجال والنساء، صغارًا وكبارًا، مسلمين وكفارا، وأن يكون نموذجًا للسلام والعدالة، يدافع عن حقوقه، ويحافظ على حريته، ويلحق بكل معتد ومتمرد هزيمة لا يسبق لها مثيل، ويعطي الأولوية لحماية الدين والوطن والشعب والشرف والمصالح والمكانة.
لا يمكننا التغاضي عن حقيقة أن مصالحنا المادية والمعنوية أكثر أمانًا في النظام الإسلامي من أي نظام آخر؛ لأن النظام الإسلامي هو النقطة الأرضية المشتركة التي ترى فيها جميع الأقوام والشرائح حقوقها ومصالحها، والنظام الإسلامي هو الوحيد الذي يمكنه أيضا أن يضمن لنا أفغانستان مزدهرة وقوية.